أمد/
نيويورك:
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه من الناحية السياسية، أو قبوله من الناحية الأخلاقية".
وأضاف غوتيرش، في كلمته، قبيل افتتاح المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة، أن عددا متزايدا من الحكومات وغيرها يعتقدون أن بإمكانهم أن يطأوا القانون الدولي، وينتهكوا مـيثاق الأمم المتحدة، وأن يغضوا الطرف عن معاهدات حقوق الإنسان أو قرارات المحاكم الدولية.
وقال إن "العالم في دوامة، إننا في عصر من التحولات، نواجه تحديات لم نر مثلها من قبل. تحديات، تتطلب حلولا دولية"، ورغم ذلك، تتعمق الانقسامات الجيوسياسية، وتستمر الحروب وتهديدات تغير المناخ والفوضى التكنولوجية.
وأكد على حقيقتين: "أولها، حالة عالمنا غير مستدامة، فلا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل، والثانية التحديات التي نواجهها، والتي يمكن حلها، ولكن هذا يتطلب منا ضمان أن آليات حل المشاكل الدولية قادرة بالفعل على حل المشاكل".
وعن ذلك، قال: إن قـمة المستقبل هي خطوة أولى، ولكن الطريق لا يزال طويلا، والوصول إلى النتيجة المرجوة يتطلب معالجة ثلاثة عوامل كبرى تؤدي إلى عدم الاستدامة، وهي:عالم الإفلات من العقاب، حيث تهدد الانتهاكات أساس القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة، وعالم عدم المساواة، حيث يهدد الظلم والمظالم بتقويض الدول أو حتى بدفعها إلى حافة الهاوية،وعالم عدم اليقين، حيث تهدد المخاطر الدولية، غير المُدارة بشكل جيد، المستقبل بأشكال غير معروفة.
وأدان الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، التي أصبحت أكثر شيوعا. وحث الدول على إعادة تأكيد التزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أنهذا الإفلات من العقاب موجود في كل مكان، في الشرق الأوسط، وفي قلب أوروبا وفي القرن الأفريقي وأماكن أخرى، مشددا على الحاجة العاجلة للتوصل إلى سلام عادل قائم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن غزة تعد كابوسا متواصلا يهدد بأن يعم المنطقة بأكملها، مشيرا إلى ما يحدث في لبنان يشرف على هاوية صراع آخر، ولا يمكن تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى، منوها إلى أنه لم يشهد مثيلا لسرعة ونطاق القتل والتدمير في غزة، منذ تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
وتطرق إلى "مقتل أكثر من 200 شخص من موظفي الأمم المتحدة في غزة، والكثيرون منهم مع أسرهم"، مؤكدا أن نساء ورجال الأمم المتحدة يواصلون العمل رغم ذلك، ووجه تحية خاصة لوكالة الأونـروا وجميع عاملي الإغاثة في غزة، مشددا على ضرورة أن يحشد المجتمع الدولي جهوده للوقف الفوري لإطلاق النار، وبدء عملية لا رجعة فيها على مسار حل الدولتين.
"وتابع: لمن يواصلون تقويض هذا الهدف بإنشاء مزيد من المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وبالمزيد من التحريض، أسألهم: ما البديل؟ كيف يمكن للعالم أن يقبل دولة واحدة تضم مثل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين بدون أن يتمتعوا بأي حرية أو حقوق أو كرامة؟".
كما حذر أنطونيو غوتيريش من التهديد الوجودي لتغير المناخ، وحث الدول على اعتماد خطط عمل مناخية طموحة تتوافق مع هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.