سمى حسن عبد القادر
أمد/ يعد حق الدفاع عن النفس من أهم الحقوق الإنسانية الأساسية التي يكفلها القانون الدولي للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والعدوان المستمر منذ عقود حق مشروع في الدفاع عن نفسه وأرضه وسيادته يتناول هذا المقال الأسس القانونية والأخلاقية لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه مع استعراض بعض الأمثلة التاريخية والمعاصرة التي تبرز هذا الحق يعترف القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة بحق الدول والشعوب في الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الخارجية تنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة يشمل هذا الحق الشعوب التي تعاني من الاحتلال بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يواجه احتلالاً عسكرياً ونزاعاً مستمراً مع إسرائيل .
حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال
يُعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أحد أطول حالات الاحتلال العسكري في التاريخ الحديث على مدى سنوات تعرض الفلسطينيون لعمليات عسكرية وتهجير قسري وانتهاكات حقوقية متعددة في هذا السياق يُعتبر حق الفلسطينيين في مقاومة هذا الاحتلال جزءاً من حقهم الطبيعي في الدفاع عن النفس يُقرّ القانون الدولي بحق الشعوب في تقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال وقد أكدت الأمم المتحدة مراراً على هذا الحق من خلال قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة .
أمثلة تاريخية ومعاصرة
شهد التاريخ الفلسطيني العديد من الأمثلة التي جسدت حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم من الانتفاضة الأولى (1987-1993) إلى الانتفاضة الثانية (2000-2005) استخدم الفلسطينيون وسائل مختلفة لمقاومة الاحتلال بما في ذلك الاحتجاجات السلمية والمقاومة الشعبية والعصيان المدني في الوقت الحاضر تستمر المقاومة بأشكال متعددة بما في ذلك الدبلوماسية الدولية والمقاومة المدنية .
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
رغم مشروعية حق الدفاع عن النفس يواجه الشعب الفلسطيني العديد من التحديات في ممارسة هذا الحق تُستخدم القوة المفرطة والعقوبات الجماعية من قبل القوات الإسرائيلية مما يزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين يجب أن تكون أي مقاومة فلسطينية متوافقة مع القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين ويتطلب استخدام القوة بشكل متناسب يُعتبر دعم المجتمع الدولي حقاً أساسياً للشعب الفلسطيني في دفاعه عن نفسه يجب أن يتضمن هذا الدعم الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وإنهاء الاحتلال بالإضافة إلى تقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين يعد هذا الدعم ضرورياً لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة .
مظاهرات دعم للفلسطينيين تجوب شوارع المدن الدنماركية
شهدت المدن الدنماركية سلسلة من المظاهرات الحاشدة دعماً للشعب الفلسطيني حيث خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع معبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين و مطالبين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة تأتي هذه الاحتجاجات في إطار موجة عالمية من التضامن مع فلسطين تجلت في مظاهرات وفعاليات مماثلة في العديد من المدن الأوروبية والعالمية .
حشود تضامنية في شوارع كوبنهاغن
في العاصمة كوبنهاغن اجتمع الآلاف في مسيرة سلمية انطلقت من ساحة البلدية رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو للحرية والعدالة تخللت المسيرة هتافات تطالب بإنهاء الاحتلال ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة بالإضافة إلى دعوات لفرض عقوبات دولية على إسرائيل وقد شارك في المسيرة نشطاء من مختلف الأطياف السياسية والدينية بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب والعائلات لم تقتصر المظاهرات على كوبنهاغن فحسب بل امتدت لتشمل مدناً أخرى مثل آرهوس وأودنسه وألبورغ في آرهوس تجمع المئات في وسط المدينة للمشاركة في وقفة تضامنية تخللتها كلمات ألقاها نشطاء حقوق الإنسان وممثلون عن الجاليات المسلمة والفلسطينية في الدنمارك أما في أودنسه فقد نظمت مسيرة جابت شوارع المدينة وصولاً إلى ساحة المدينة الرئيسية حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بحقوق الفلسطينيين وتنادي بالسلام العادل .
دعم من المجتمع المدني والفنانين
لعب المجتمع المدني والفنانون الدنماركيون دوراً بارزاً في دعم هذه المظاهرات فقد قامت منظمات حقوق الإنسان بتنظيم الفعاليات وتوفير الموارد اللازمة لتأمين المسيرات وضمان سلامتها كما أبدى العديد من الفنانين والموسيقيين دعمهم من خلال إقامة حفلات موسيقية ومعارض فنية تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين ونقل رسالة التضامن من خلال الفن حظيت هذه المظاهرات بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الدنماركية التي ركزت على نقل رسائل المتظاهرين وتسليط الضوء على مطالبهم وناقشت البرامج الحوارية والمقالات الصحفية قضية فلسطين من جوانبها المختلفة مما ساهم في رفع مستوى الوعي العام حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
تعكس المظاهرات التي اجتاحت شوارع المدن الدنماركية تضامناً قوياً مع الشعب الفلسطيني وتجسيد القيم الإنسانية التي يعتز بها المجتمع الدنماركي مثل العدالة وحقوق الإنسان من خلال هذه الاحتجاجات يعبر الشعب الدنماركي عن موقفه الثابت ضد الظلم والعنف داعياً إلى تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة إن استمرار هذا التضامن العالمي يمثل دعماً معنوياً مهماً الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة .
يظل حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه حقاً مشروعاً ومعترفاً به دولياً يجب على المجتمع الدولي احترام هذا الحق ودعمه من خلال السياسات العادلة القرارات الفعالة التي تسعى إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة عبر الدفاع عن حقوقهم وسيادتهم يعبر الفلسطينيون عن تطلعهم المشروع للحرية والاستقلال والسلام .