أمد/
واشنطن: تواجه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل عدة عراقيل، وتتمحور الخلافات حول الدور الأمني الذي ترغب إسرائيل في الاحتفاظ به داخل القطاع، بينما تصر حماس على انسحاب إسرائيلي كامل كشرط أساسي لأي اتفاق دائم.
ويأتي هذا التوتر في ظل المساعي الدبلوماسية المكثفة التي يقودها الوسطاء، وسط تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى حل وسط يلبي الحد الأدنى من مطالب الطرفين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" تحت عنوان " حماس المنهارة تستعد لمعركة جديدة مع إسرائيل".
تفكيك قدرات حماس
وتصرُّ إسرائيل على ضرورة الاحتفاظ بدور أمني فعال في قطاع غزة، وهو ما تعتبره شرطًا أساسيًا لتحقيق أهدافها المتمثلة في تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"وول ستريت جورنال": "لا يمكن أن نسمح بإعادة تسليح حماس أو إعادة بناء قدراتها العسكرية.. تجربتنا السابقة تُظهر أن الانسحاب الكامل دون ضمانات أمنية كافية سيؤدي حتمًا إلى تكرار ما حدث في 7 أكتوبر".
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الخطة تتضمن أيضًا مراقبة المعابر الحدودية، وتفتيش المساعدات الإنسانية الداخلة للقطاع للتأكد من عدم استخدامها لأغراض عسكرية، مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم لتخفيف معاناة السكان المدنيين، أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها لن تنسحب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة.
وقال وسطاء للصحيفة إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الوسطاء العرب، أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بدور أمني مفتوح في غزة، وإنشاء مناطق عازلة في شمال وشرق القطاع، وتفكيك القدرات العسكرية لحماس بشكل كامل. كما أبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها لن تنسحب من ممر فيلادلفيا.
انسحاب إسرائيلي كامل
في المقابل، تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، كشرط لا يمكن التنازل عنه.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مقرب من الحركة قوله: "نحن نرفض أي وجود إسرائيلي في غزة، سواءً كان عسكريًا أو أمنيًا، والحل الوحيد هو انسحاب كامل وإنهاء الحصار المفروض على القطاع".
وأوضحت الصحيفة، أن حماس قدمت مقترحًا بديلًا يتضمن نشر قوات دولية متعددة الجنسيات لفترة انتقالية، على أن تتولى السلطة الفلسطينية لاحقًا إدارة القطاع بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية.
واشترطت الحركة إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لديها.
آفاق الحل
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الوضع الإنساني يستمر في التدهور في قطاع غزة، مع استمرار الخلافات حول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضحت الصحيفة، أن المساعدات الإنسانية لا تزال محدودة، مع وصول كميات غير كافية من الغذاء والدواء والوقود إلى السكان المدنيين.
وقالت منظمات إغاثية دولية للصحيفة إن استمرار الخلافات بين الطرفين يضع حياة مئات الآلاف من المدنيين في خطر، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع خطر انتشار الأوبئة نتيجة نقص المياه الصالحة للشرب والظروف الصحية المتردية.
رغم حدة الخلافات، يرى محللون سياسيون أن الضغوط الدولية والإقليمية قد تدفع الطرفين نحو تقديم تنازلات متبادلة، في حين ذكرت "وول ستريت جورنال" أن السيناريو الأكثر ترجيحًا قد يتضمن انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، مع وجود آليات رقابة دولية لمنع إعادة تسلح حماس.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأزمة، خاصة مع المباحثات المكثفة التي تجري في العواصم العربية والدولية، والضغوط التي يمارسها الوسطاء على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل نهائي للأزمة التي طال أمدها.