كتب حسن عصفور/ خلال أيام متسارعة تورط نتنياهو رئيس التحالف الفاشي الحاكم في دولة الكيان، بمسلسل من التصريحات، التي كشفت خروجه عن مسار الاتزان والتوازن السياسي، ليس بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يرتبط بها من حرب عدوانية ضد قطاع غزة فحسب، بل وصلت الى الشأن الداخلي الإسرائيلي.
بعدما فرض الفريق الاستيطاني الإرهابي موقفه من تمرير مشروع الموازنة على حساب موقف "شركاء مجلس الحرب" حزب غانتس، ساعر وإيزنكوت"، وما أحدثته تلك من ردات داخلية، ذهب لفتح مخزون الحقد السياسي على اتفاق أوسلو من بوابة جديدة، عندما ذهب الى اعتبار ان قتلى يوم 7 أكتوبر 2023، تعادل قتلى فترة الاتفاق، مكررا ما كان يقوله في تلك الفترة 1993 – 1996، قبل اغتيال رابين بيد يهودي من تحالفه الراهن، ليؤكد رفضه المطلق لاعتبار الضفة وقطاع غزة فلسطينية، كما كان في نص الاتفاق.
تصريحات نتنياهو ومواقفه في الشأن الإسرائيلي، دفعت لفتح حرب مضادة عليه، شملت أعضاء من حزبه الليكود، خاصة بعد مقارنة قتلى أكتوبر بقتلى أوسلو، معتبرينها تصريحات تنم عن دفاع ذاتي مسبق، وارتباك سياسي واضح، بل أن هناك من طالب بمسح تاريخه من سجل الكيان، كما حدث مع موشيه كساب الذي انتهى بفضيحة كبرى.
الارتباك لرأس التحالف الفاشي اليهودي نتنياهو بدأ عاما، وخاصة بعدما أدرك أنه ذاهب الى مصير مجهول، سواء ما يتصل باستطلاعات الرأي التي تطيح به الى جهنم سياسي قادم، أو تمرد يتسع داخل الليكود، يقوده بوضوح وزير جيش الكيان غالانت ونير بركات الشخصية الصاعدة بقوة مع شخصيات ليكودية أخرى، أدركت أن زمن نتنياهو أوشك على النفاذ.
وبدأ واضحا، ان نتنياهو قرأ جيدا، الموقف أمريكي شبه المعلن لـ "اليوم التالي" لحرب غزة سيكون خيار تحالف غانتس – غالانت بشكل مركزي، لقيادة مسار لمرحلة الجديدة، التي يسعون أن تكون توافقا مع أطراف عربية فلسطينية، لمحاصرة أي تفجير واسع يلحق ضررا بجوهر المخطط الذي تريده إدارة بايدن للمستقبل السياسي.
نتنياهو يدرك تماما، ان اليوم التالي لحرب غزة سيكون الخلاص منه ضرورة استراتيجية لتحقيق الأهداف الأمريكية، بالشراكة مع أطراف داخل دولة الكيان، وربما مع أطراف عربية، ولذا يحاول بكل السبل الممكنة اشعال النيران في مختلف الجبهات، عله يقطع الطريق على مصير حالك السواد السياسي ينتظره.
تصريحات نتنياهو وسلوكه لا تتوافق مع الترتيبات التي حددتها أمريكا وأعلنها وزير خارجيتها بلينكن، بإنهاء حكم حماس وتدمير البنية العسكرية في قطاع غزة وأن تلقي سلاحها وتسلم القادة المسؤولين عن "يوم 7 أكتوبر"، وتخلى حماس عن هدفها المعلن المتمثل في القضاء على إسرائيل، واستسلامها، وفتح الباب لوجود قوات أممية انتقالية، وتحديث قيادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها المدنية والأمنية.
تصريحات نتنياهو حول قيادة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، تربك أمريكا التي تريد تأهيلها لتكون هي عنوان اليوم التالي في غزة بعد التحديث المتوافق مع ترتيباتها الخاصة، بالتنسيق مع دول عربية، كي لا تدخل في حسابات سياسية معقدة لمن يدير قطاع غزة في مرحلة الاعمار التي ستكون المهمة المركزية لسنوات، وبدون وجود طرف فلسطيني لا يمكن أن تحدث تلك العملية الأهم، ما بعد وقف الحرب نحو بناء كيانية تحت الوصاية العامة.
نتنياهو يخوض حرب المستقبل مبكرا، بعدما سقط في امتحان إدارة المشهد الداخلي، وأثرها على إدارة الحرب العدوانية على قطاع غزة، وتفكيره الرئيسي للمستقبل الفلسطيني، ما يمثل خطرا جوهريا على المشروع الأمريكي..فهل بدأت رحلة السقوط لنتنياهو..تلك هي المسألة!
ملاحظة: مش غريب أبدا أن يعيد نجل نتنياهو يائير توزيع خريطة يعتبر فيها الأردن هي الوطن البديل لفلسطين..هيك ولد تفكيره يصنع مما يسمع في غرفة نوم أبوه..يعني مش قصة ولدنة كما يحاول البعض تسخفيها..هاي هي رؤية الليكود كله..بدها هزة فعل مش رطن!
تنويه خاص: توحدت فلسطين من أقصاها لأقصاها في يوم الإضراب العالمي لدعم غزة في مواجهة الحرب الفاشية..ولكن يبدو أن بعض حماس اصروا ممارسة شذوذا وطنيا بمسيرة فئوية خالية من الفلسطينية في الخليل..التجارة بدم أهل غزة بدري عليها يا غلابة العقل.