أمد/
برلين: ألغى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، حلقة نقاش كان من المقرر عقدها يوم الخميس 2 مايو/أيار 2024، حول الحرب الإسرائيلية على غزة في مقر إقامته الرسمي في العاصمة برلين، وسط انتقادات لعدم دعوة أي صوت فلسطيني للمشاركة.
وفي فعالية بعنوان "كيف نتحدث عن الحرب في الشرق الأوسط؟"، كان من المقرر أن يعقد شتاينماير اجتماعه في قصر بلفيو الخميس المقبل، وكان ينوي إلقاء كلمة ومناقشة الموضوع مع 3 ضيوف؛ ميرون مندل، مدير مركز آن فرانك التعليمي، والصحفي تيلو يونغ، وميلودي سوشاريفيتش، الخبيرة في العلاقات الألمانية الإسرائيلية.
وأشار ناشطون منتقدون للاجتماع إلى عدم وجود صوت فلسطيني في اللجنة في الأيام الأخيرة، وفقاً لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ.
وفي بيان حصلت عليه وكالة الأنباء الألمانية، برر المكتب الرئاسي قراره بإلغاء الحدث، قائلاً إنه "توصل إلى نتيجة مفادها أن المائدة المستديرة المقرر عقدها في الثاني من مايو/أيار لا تخدم هدف تعزيز السلام الاجتماعي في الوضع المتوتر الحالي، وبالتالي فإن هذا الحدث لن يقام في ذلك التاريخ".
ووفقاً لمكتبه، استضاف الرئيس الألماني العديد من اجتماعات المائدة المستديرة (جلسات حوارية) منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقال البيان إن هدف الجلسات كان يتمثل في "مكافحة معاداة السامية والكراهية والعنف، وفتح المجال لآلام جميع الأطراف، وتسهيل الحوار وتعزيز السلام الاجتماعي" على حد زعمه.
الشرطة تقمع متظاهرين
في سياق متصل، أزالت الشرطة الألمانية، الجمعة 26 أبريل/نيسان، مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين أقامه نشطاء خارج مبنى البرلمان لمطالبة الحكومة بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وإنهاء ما يقولون إنه تجريم لحركة التضامن مع الفلسطينيين. وأزالت الشرطة الخيام وأبعدت المتظاهرين بالقوة، وأغلقت المنطقة المحيطة لمنع وصول محتجين آخرين، بحسب رويترز.
جاء ذلك بعد اشتباكات وقعت بين متظاهرين والشرطة في حرم جامعات أمريكية، واحتجاج بجامعة سيانس بو في باريس، ضمن احتجاجات دولية للتنديد بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والدعم الغربي لإسرائيل.
وأقام النشطاء المخيم في الثامن من أبريل/نيسان تزامناً مع بدء نظر محكمة العدل الدولية دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بسبب تقديم برلين مساعدات عسكرية لإسرائيل.
"تواطؤ ألماني"
بدوره، قال جارا نصار، الذي نظم المخيم، لرويترز: "الفكرة كانت لفت الانتباه إلى التواطؤ الألماني والتمكين النشط للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".
وجلس نصار وعشرات المتظاهرين على الأرض وهم يرددون شعارات وأغنيات مؤيدة للفلسطينيين، بينما كانت الشرطة تطالبهم عبر مكبرات الصوت بالمغادرة.
وتعد ألمانيا من أقوى حلفاء إسرائيل، وقد أكد القادة السياسيون في برلين مراراً وتكراراً أن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن النفس" في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي شنتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة منذ 1948.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".