أمد/
رام الله: استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور رياض المالكي، يوم الثلاثاء في مقر الوزارة بمدينة رام الله، نظيرته وزير خارجية كندا السيدة ميلاني جولي، حيث اطلعها على اخر التطورات والمستجدات السياسية.
واستهل الوزير د.المالكي اللقاء وشكر نظيرته على قرارهم الإيجابي بإعادة تمويل وكالة الاونروا، الذي يعكس حرص كندا على أهمية وجود الاونروا وما تقدمه من خدمات مهمة للاجئين الفلسطينيين وخاصة في هذه الظروف.
وأشار الوزير المالكي انه وبعد 158 من العدوان الاسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة، وما نتج عنه من قتل وتدمير ونزوح قسري وتجويع وحرمان من الادوية وانتشار الأوبئة يؤكد ان تمارسه قوات الاحتلال هو إبادة جماعية وما يبث عبر شاشات التلفاز أكبر دليل على مخاطر الكارثة الإنسانية التي يعاني منها شعبنا في القطاع، مضيفاً ان إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في الحرب بشكل يترافق مع القصف، فيموت الفلسطيني اما بالقنابل واما بالمجاعة.
وفي هذا الإطار، طالب الوزير د. المالكي بضرورة التدخل بشكل عاجل لحماية المدنيين وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة من شماله الى وسطه الى جنوبه، وايضاً ضرورة الضغط على إسرائيل للانصياع الى القرار الاحترازي الصادر عن محكمة العدل الدولية، وأضاف، ان وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد الذي يوفر حماية للمدنيين وتامين احتياجاتهم الإنسانية دون عوائق.
واكد د. المالكي ان عدم انصياع إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية يؤكد انها ماضية في تنفيذ أهدافها غير المعلنة من الحرب والتي تتلخص في تهجير شعبنا الى خارج ارضه وتحويل قطاع غزة الى مكان غير قابل للحياة.
وتطرق الوزير د. المالكي خلال اللقاء الى الخطر المحدق الذي تتعرض له الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، جراء انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميلشيات المستعمرين ضد المواطنين وارضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، والاجتياحات اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال للمدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية وما تخلفه من شهداء وجرحى وتدمير واسع في البنية التحتية، بالإضافة الى سعي الحكومة الإسرائيلية الى تغيير الواقع القائم وخلق واقع جديد في الضفة الغربية والقدس الشرقية يصعب معه تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، من خلال مصادرة الأرض الفلسطينية لصالح توسيع الاستيطان الذي يعتبر بالقانون الدولي غير شرعي، بالإضافة الى التحريض المستمر قبل وزراء في الحكومة الإسرائيلية الحالية امثال بن غفير وسموترتيش على قتل الفلسطينيين ومنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق مبدا حل الدولتين، حيث عمل نتنياهو طيلة السنوات السابقة على الانقلاب على الاتفاقيات الموقعة بما ينذر بمخاطر حقيقية على امن واستقرار المنطقة.
واكد الوزير المالكي ان فشل المجتمع الدولي طيلة السنوات السابقة في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية وفق مبدا حل الدولتين غير مبرر ولا يمكن الاستمرار به، ولا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بل يجب الخروج الى إجراءات فاعلة للضغط على إسرائيل للانصياع قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً ان مفتاح الامن والاستقرار في المنطقة يكون عبر تجسيد الدولة الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسه حقه في تقرير المصير.
من جانبها، أكدت الوزيرة جولي على موقف بلادها الداعي الى ضرورة حماية المدنيين والافراج عن المحتجزين، ودخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، كما اكدت ان كندا تدعم الخطة الأوروبية الخاصة بحل الدولتين، وأشارت ان الاستيطان يشكل عائق امام فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين، مضيفةً بان كندا تعمل مع كافة الشركاء من اجل فتح افق سياسي بين الجانبين يؤدي الى تحقيق السلام.
حضر اللقاء، مديرة الإدارة العامة للأميركيتين والكاريبي سعاد صبح، مسؤول وحدة الاعلام إيهاب عمر، سكرتير ثالث صوفيا دعيبس من مكتب الوزير، ملحق دبلوماسي ياسمين أبو علي من إدارة الامريكيتين. ومن الجانب الكندي: ممثل كندا لدى دولة فلسطين السيد ديفيد دا سيلفا، السيدة يارا ساكس وزيرة الصحة النفسية والادمان مساعد وزير الصحة، والوفد المرافق لهم.
من جهة أخرى، استقبل معالي وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي رئيسة مجموعة المراجعة المستقلة لتقييم الاونروا وزيرة خارجية فرنسا السابقة السيدة كاثرين كولونا، يوم الثلاثاء في مقر الوزارة.
بداية، رحب الوزير د. المالكي بهذه الزيارة في ظل الحملة التي تقودها إسرائيل للتخلص من الاونروا، مؤكداً على محورية الدور الذي تقوم به الوكالة في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، وعلى الأولوية التي توليها دولة فلسطين لتوفير كل سبل الدعم للوكالة ودورها، والتصدي لكل الحملات المغرضة والمشبوهة التي تسعى إلى تشويه هذا الدور أو المساس به.
وأشار د. المالكي إلى أنّ ما تتعرض له الأونروا لم يبدأ منذ 7 أكتوبر، وإنما على مدار سنوات طويلة سابقة إذ تعرضت الاونروا وبشكل مستمر لمحاولات التقويض وإنهاء عملها، إذ تعتبر إسرائيل أنّ الأونروا تساهم في استمرار قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال السماح بنقل هوية اللاجئين عبر الأجيال، وأنه بإنهاء أعمال الاونروا سينتهي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
كما أطلع الوزير المالكي السيدة كولونا على آخر التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة الأوضاع الكارثية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل، مشدداً على أنّ وقف إطلاق النار بشكل مُستدام خاصة في ظل حلول شهر رمضان المبارك وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل آمن تُشكّل الأولوية القصوى.
وأعرب الوزير المالكي عن قلقه من الجرائم والعقوبات الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، بدعم وإسناد وزراء في حكومة الاحتلال مثل بن غفير دون مساءلة أو محاسبة، من اقتحامات يومية وقتل واعتقال تعسفي وتدمير البنية التحتية خاصة للمخيمات الفلسطينية التابعة للأونروا، وكذلك منع المواطنين الفلسطينيين من أداء الشعائر الدينية من خلال فرض تقييدات وشروط على دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مما يؤدي إلى تصعيد الأوضاع.
وأكد د. المالكي أنّ وزارة الخارجية والمغتربين بكافة قطاعاتها على استعداد كامل للتعاون وتقديم المعلومات والملفات اللازمة لتسهيل عمل مجموعة المراجعة المستقلة لتقييم الأونروا.
من جانبها، وضعت السيدة كولونا الوزير المالكي في صورة عمل اللجنة، مؤكدة على أنّ هذه اللجنة ستقوم بمراجعة مستقلة لتقييم حيادية الأونروا واستجابتها للانتهاكات، وتسليم تقريرها خلال الفترة القريبة القادمة.
حضر الاجتماع مساعد الوزير للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة السفير د. عمر عوض الله، سكرتير ثالث نجلاء أبو شلبك من وحدة الاعلام، وملحق دبلوماسي دانه جبارين من مكتب الوزير، ومسؤول ملف الاونروا ملحق دبلوماسي حنان شهاب.