أمد/ تل أبيب: طالب رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، يوم السبت، بسيطرة إسرائيل على جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.
وأجرت هيئة البث العبرية، مساء يوم السبت، مقابلة مع ليبرمان، طالب من خلالها الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، بدعوى أن هذا الأمر سيمنح بيروت حكومة تمارس من خلالها سيادتها على الأراضي اللبنانية.
יו”ר ישראל ביתנו ח”כ אביגדור ליברמן: “ישראל חייבת לשלוט בדרום לבנון עד לנהר הליטני – עד שבביירות תהיה ממשלה שתממש את הריבונות שלה. כל הסדר אחר – יחזיר אותנו לאותו מקום בעוד כמה שנים”@MoavVardi #חדשותשישי pic.twitter.com/X9QKqwh7mQ
— כאן חדשות (@kann_news) December 29, 2023
وأوضح ليبرمان الذي شغل أكثر من منصب في وزارات إسرائيلية سابقة، منها وزارة الجيش والمالية، أن أي ترتيب آخر في الجنوب اللبناني، بعيدا عن سيطرة إسرائيل على تلك المنطقة حتى نهر الليطاني، ستعيد بلاده إلى المكان نفسه خلال سنوات قليلة، على حد زعمه.
ويوم الأربعاء الماضي، قال أفيغدور ليبرمان، إن نحو مليون ونصف المليون من سكان غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء المصرية، مشيرا خلال مقابلة مع صحيفة “كالكاليست” العبرية إلى أن ما جرى في قطاع غزة هو أن “المصريين حولوها إلى مشكلة إسرائيلية ولن نتمكن من التعامل مع مشكلة غزة بمفردنا”، على حد زعمه.
وذكر ليبرمان، الذي شغل منصب وزير الجيش سابقا في بلاده، أنه على إسرائيل جعل مشكلة غزة أزمة عامة وليس خاصة، وأن تهتم بلاده بأمنها، داعيًا إلى احتلال محور فيلادلفيا الواقع بين مصر وقطاع غزة وهدم الأسوار والأنفاق أيضا، على حد قوله.
وشدد أفيغدور ليبرمان على أنه بمجرد انتهاء مثل هذه العوائق أمام الجيش الإسرائيلي، فإن مليون ونصف المليون من أهالي الفلسطينيين في غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء.
احتلال جنوب لبنان وتدمير محور فيلادلفيا.. ما تداعيات تصريحات ليبرمان على إسرائيل؟
أثارت تصريحات رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، بشأن احتلال جنوب لبنان، وتدمير محور فلاديفيا بين مصر وغزة، جدلا واسعًا في الساعات الأخيرة.
وطالب ليبرمان الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، بدعوى أن هذا الأمر سيمنح بيروت حكومة تمارس من خلالها سيادتها على الأراضي اللبنانية.
كما دعا إلى تدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مقدرا سيناريو قد يغادر فيه نحو 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء، طواعية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات ليبرمان وخطورتها، وإمكانية أن تشير لخطط إسرائيلية مستقبلية، وعن تداعياتها السياسية والأمنية في المنطقة.
اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ليبرمان شخص أحمق أرعن يتم استغلاله عندما يكون خارج السلطة، وهو لم يتم استدعاؤه لحكومة الحرب والطوارئ الإسرائيلية، حيث تم تجاهله وهو يفعل العكس عندما يتولى مناصب رسمية، عندما كان وزيرًا للدفاع لم ينفذ أي من تهديداته ضد إيران ومصر التي كان يطلقها خلال وجوده في المعارضة.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تصريحات ليبرمان تتحدث عن إعلان حرب على مصر، حينما يتحدث عن إزالة السور الفاصل بين غزة وسيناء وتسكين مليون ونصف المليون فلسطيني قرب العريش المصرية بأموال قطرية، وألا يتم إزعاج من يغادر من هؤلاء من غزة لسيناء، معتبرا أنها خطة متكاملة للتهجير.
واعتبر أن هذه الخطة ساذجة ولا يمكن تنفيذ حرف منها، بمعنى أن الجانب الإسرائيلي لا يمكن أن يختبر صبر مصر أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يضحي بمعاهدة السلام، لا سيما وأن التحذيرات المصرية جاءت قوية وحاسمة وقالت مهما كانت النتائج نرفض هذه المخططات، لكن الحديث الآن عن حرب يشنها ليبرمان أو من يتبنى خطته ضد مصر.
وفيما يتعلق بالجزء الثاني الخاص بتهديدات ليبرمان للبنان، قال أنور إنه “لا قبل لجيش إسرائيل بمواجهة فصيل محاصر منذ 17 عاما ليست لديه إمكانيات، وقدرات محدودة وليس لديه ميناء أو مطار (في إشارة لحماس)”، مضيفا: “فماذا إن كان يتحدث عن استفزازات لحزب الله وفتح جبهة مع لبنان التي لديها صواريخ طويلة المدى، ودقيقة التوجيه”.
وتابع: “الحديث حاليا عن 200 ألف مهجر من شمال وجنوب إسرائيل منذ 3 أشهر، تم إخلاؤهم من تجمعاتهم السكنية بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في تأمينهم وفي حسم المعارك ضد حزب الله أو ضد حماس، لكن بعد دخول لبنان، سيكون الحديث عن ملايين، على الأقل مليون إسرائيلي آخر سيكونوا ضمن المهجرين داخليًا بسبب حماقات مثل تلك التي يطلقها ليبرمان ومجموعته.
ويرى أنور أن ليبرمان يحتاج إلى مصحة نفسية في ظل طريقة التفكير النفعية، والسياسية، لكنه خارج المنظومة وربما تكون تلك التصريحات مجرد استفزاز أو محاولة لتكييف الرأي العام الداخلي في إسرائيل، على أن المشكلة خارجية.
ومضى قائلًا: “يريد القول بأنه كان يمكن حل أزمة غزة لكن مصر لا تريد ولا ترغب، يحاولون تصدير المشكلة لمصر أو جهات أخرى من خلال شخص غير مسؤول وله تاريخ غير مشرف”.
كسب الشارع اليميني
في السياق، قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن تصريحات ليبرمان بشأن لبنان واحتلاله أو بشأن المحور الفاصل بين غزة ومصر، مجرد هلوسات يريد من خلالها بعض الأهداف السياسية.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، يريد ليبرمان أن يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنه يميني أكثر من اليمين الفاشي الموجود وأكثر من نتنياهو نفسه، وما هو إلا مزايدات على الحكومة اليمينية الفاشية الحالية، لكي يكسب ود اليمين الإسرائيلي.
وأكد أنه يسعى عمليا لكسب شعبية اليمين الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل قد تتجه بعد الحرب إلى انتخابات مبكرة، وليبرمان يريد أن يكسب شعبية أكثر، ويحصد مقاعد أكبر للمستقبل تمكنه من تشكيل الحكومة.
وأوضح أن هذه التصريحات لم يكترث لها أحد من مجلس الحرب الإسرائيلي، لأنها تتعارض مع الرأي العام الأمريكي وموقفه فيما يتعلق بتوسيع نطاق الحرب للجبهة الشمالية مع لبنان.
ويعتقد كنعان أن تصريحات ليبرمان لن يكون لها أي مكانة أو حيز في السياسة الإسرائيلية، أو لدى الرأي العام، ولن يأخذ بها صانعو القرار في مجلس الحرب الأمني السياسي الإسرائيلي.
نتنياهو: محور فيلادلفيا يجب أن يكون تحت سيطرة إسرائيل
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي صدر ،يوم السبت، عن امتنانه للولايات المتحدة لدعمها خلال العدوان المستمر في غزة. وقد أوجز البيان، الذي صدر على خلفية العدوان الإسرائيلي، إنجازات إسرائيل الحالية وتحدياتها والتزامها الثابت بأهدافها.
وأكد نتنياهو أن الحديث عن تمويل قطري لانتخابات حزب الليكود في 2018 كذب ولا أساس له من الصحة.
وأضاف: مصرون على نزع السلاح في قطاع غزة ، ولن نقدم أي تنازلات في المفاوضات.
وأشار نتنياهو: لن يكون في غزة بعد الحرب لا حماسستان ولا فتحستان، ويجب إقامة إدارة مدنية في غزة لا تدعم الإرهاب.
واعترف رئيس الوزراء نتنياهو بالخسائر الكبيرة التي خلفها الصراع، مشيراً إلى النجاحات والثمن المؤلم الذي دفعته إسرائيل. فالحرب، بحسب نتنياهو، تجري على قدم وساق، وتتطلب وقتاً إضافياً لتحقيق أهدافها.
وأكد سياسته الواضحة في مواصلة القتال حتى استكمال كافة الأهداف، مؤكدا على تعقيد المعركة الممتدة فوق الأرض وتحتها.
ومسلطا الضوء على فعالية القوات الإسرائيلية، أعلن نتنياهو عن القضاء على أكثر من 8000 عضو في حماس. واعترف رئيس الوزراء بمواجهة ضغوط دولية وسط الحملة العسكرية المستمرة، لكنه أكد من جديد التزام إسرائيل باستعادة الأمن على الجبهتين الشمالية والجنوبية، مما يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
وأعرب نتنياهو عن تقديره لدعم الولايات المتحدة، واعترف على وجه التحديد بتوفير أسلحة إضافية والدور الذي لعبه مجلس الأمن. كما وجه البيان تحذيرا شديد اللهجة لحزب الله، محذرا من أي توسيع للصراع، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى ضربات غير مسبوقة.
علاوة على ذلك، كرر نتنياهو جهود إسرائيل المستمرة ضد إيران، مشددًا على التهديد المحتمل الذي يشكله حصول طهران على سلاح نووي. وشدد البيان على تصميم إسرائيل على مواجهة التهديد الإيراني على كافة الجبهات.
واختتم البيان الرسمي بطمأنة الجمهور الإسرائيلي، مؤكدا التزام الحكومة بسلامتهم وأمنهم. وتعهد رئيس الوزراء بالعمل بلا كلل حتى تحقيق أهداف الحرب المعلنة، معترفًا بالتعقيدات والتحديات المستمرة التي تواجهها الأمة في السعي لتحقيق السلام والأمن الدائمين.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى”؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.