أمد/
أفاد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن مسيحيي سوريا يستعدون لقضاء عطلة أعياد الميلاد المجيد، وسط مشاعر من الأمل والخوف.
وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من أن حياة الناس في المجتمع المسيحي القديم في سوريا لم تتعطل حتى الآن، بسبب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، إلا أن هناك قلقًا بشأن ما سيأتي بعد ذلك في ظل حكم الفصائل المسلحة.
وفي حين يعد المسلحون الذين يسيطرون الآن على البلاد بالتسامح الديني، فإن الناس في المجتمعات المسيحية القديمة في سوريا لا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم الوثوق بهم.
وقالت الصحيفة، إن الفصائل المسلحة في سوريا تسعى إلى حد كبير إلى طمأنة الأقليات الدينية والعرقية، بأنهم سيحصلون على الحقوق الكاملة والمساواة مع الأغلبية المسلمة.
وأضافت، أن وفاءهم بهذا الوعد قد يُحدد مصير واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، التي تتكون من مجتمعات نابضة بالحياة، وإن كانت متضائلة، من مختلف الطوائف القديمة؛ السريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، والأرثوذكس اليونانيين، والكاثوليك اليونانيين، والأرمن الأرثوذكس.
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن الفصائل المسلحة عندما استولت على حلب في أواخر الشهر الماضي، ثم حمص، وفي نهاية المطاف العاصمة دمشق، قامت بتوزيع الخبز وهدايا الأطفال في الأحياء المسيحية، وأخبروا السكان أنه ليس لديهم ما يخشونه.
وفي حين يقول سكان حمص إن مسلحين حاولوا إغلاق محلات بيع الخمور وإزالة الصلبان من سيارات المسيحيين، إلا أنه يبدو أن هذه حوادث معزولة حتى الآن، وتتعارض مع السياسة المعلنة لقادة البلاد الذين تم تمكينهم حديثًا.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه خلال عقود من حكم عائلة الأسد، عاش المسيحيون والمسلمون جنبًا إلى جنب مع الحد الأدنى من الاحتكاك، لكن المجتمعات المسيحية تعرضت لاختبار شديد بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 2011.
ومع اتخاذ الصراع أبعادًا طائفية، وقف المسيحيون إلى حد كبير مع النظام، أو على الأقل رفضوا معارضته بنشاط، وكان للعديد من أعضاء الكنيسة علاقات طويلة الأمد مع النظام وأجهزة المخابرات التي شكلت موقفهم.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه من الصعب الحصول على تقديرات دقيقة لعدد السكان المسيحيين في سوريا. وتقدر الأرقام الأخيرة التي قدمتها الجمعيات الخيرية الدولية والمجتمعات المحلية العدد بما يتراوح بين 200 ألف و600 ألف.
وهذا يعني أن عددهم لا يتجاوز 1.5% من سكان البلاد، الذين تقلصت أعدادهم بسبب التدفق الهائل للاجئين. وكان المسيحيون يشكلون نحو 10% من سكان سوريا قبل الحرب، وفقًا للصحيفة.
وأكدت على أن المسلحين أصدروا العديد من النغمات الصحيحة في تصريحاتهم العامة حتى الآن، حيث تعهدوا بحقوق متساوية لجميع السوريين، وحظروا التمييز على أساس الدين أو العرق، وتعهدوا بحماية الكنائس والمدارس الدينية.
واختتمت الصحيفة بالقول إن معاملة الأقليات، بما في ذلك المسيحيين في سوريا، ستكون بمثابة اختبار لقوات المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، الجماعة الرائدة والفرع السابق لتنظيم القاعدة، التي سعت في السنوات الأخيرة إلى إبعاد نفسها عن أصولها المتطرفة.