أمد/
تل أبيب: نشرت وسائل إعلام عبرية يوم الأربعاء، تقارير خاصة حول سرعة انفتاح دول الغرب الأوروبية والولايات المتحدة، نحو سوريا الجديدة وقائد إدارة العمليات أحمد الشرع، ما أدى إلى رفع المكافأة المالية (10 مليون دولار) التي كانت مخصصه في زمن "أبو محمد الجولاني".
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها "متحمسة بشكل مفرط" تجاه المعارضة السورية وزعيمها أحمد الشرع.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته فجر يوم الأربعاء، تحت عنوان: "مخاوف إسرائيل: "هجوم الابتسامة" على سوريا من الغرب"، إلى الحوار المباشر بين الولايات المتحدة والقيادة السورية الجديدة، الذي بلغ ذروته بعد إلغاء المكافأة البالغة 10 ملايين دولار لمن يأتي برأس الشرع بسبب نشاطه الجهادي في الماضي.
الأساس الأيديولوجي للمعارضة
وأوضحت، أن الأمريكيين يتفهمون احتياجات إسرائيل ومخاوفها الأمنية، لكنهم يعتقدون أنه يجب منح النظام الجديد في سوريا فرصة أكبر، مشيرة إلى أن الموقف الإسرائيلي لديه الكثير من الشكوك، بسبب الأساس الأيديولوجي للمعارضة السورية.
وأكدت الصحيفة، أن "إسرائيل قلقة بشأن العناصر الإسلامية المتطرفة التي تحتل مواقع مهمة في الحكومة السورية الجديدة"، وفق قولها.
نوايا صادقة أو تلاعب
ولفتت إلى أنه "من المستحيل أن نعرف حقاً في هذه المرحلة إلى أين يتجه الشرع، وما هي قدرته على الحفاظ على سوريا موحدة وديمقراطية".
وأضافت: "يريد الشرع سوريا أخرى، حيث يكون لجميع المجموعات العرقية تمثيل في البرلمان. وعلى حد قوله (الشرع) فهو لا يريد مواجهة مع أحد، لا مع إسرائيل ولا مع الدروز ولا العلويين ولا الأتراك. وفي هذه اللحظة لا يوجد خلاف في أنه ورجاله يحاولون تهدئة النفوس، سواء بنوايا صادقة، أو بطريقة متلاعبة".
وتابعت أن "التقييم في إسرائيل هو أن القوات المسلحة السورية ليست مهتمة في الوقت الحالي ببقاء إسرائيل في المنطقة العازلة، رغم أنهم دعوا المجتمع الدولي إلى التحرك ضد ذلك"، على حد قولها.
ساعر: الغرب يريد الخلاص من المهاجرين
في مراجعة سرية قدمها وزير دولة الاحتلال جدعون ساعر لأعضاء الكنيست -لجنة الخارجية والأمن، قال ساعر: الإدارة في دمشق تسوق نفسه أمام الغرب على أنه معتدل، لكن هؤلاء إسلاميون متطرفون – وعناصر في الغرب لها مصلحة في تبييضهم.
وقال ساعر: "هناك إسلاميون متطرفون للغاية في هذه الإدارة"، وأضاف: "إنهم يسوقون أنفسهم للغرب على أنهم معتدلون، والدول في الغرب لها مصلحة في قبول تبرئة أنفسهم، لأنها تريد إعادة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى سوريا".
وأضاف ساعر أيضًا وحذر: "في حالة عدم اليقين الحالية – لا يمكننا التحرك من النقاط التي سيطرنا عليها في سوريا. يجب أن نمنع تشكيل تهديد على حدودنا مع سوريا. لدينا متطلبات أمنية لا يمكننا منحها للغير".
مفاوضات تركية – إسرائيلية
وفي الوقت نفسه، تجري فرق استخباراتية من تركيا وإسرائيل محادثات هادئة بشأن الوجود الإسرائيلي في سوريا. وحل الأتراك محل روسيا وإيران، ووسعوا نطاق رعايتهم إلى الإدارة الجديدة في دمشق. وطلب رئيس الوزراء نتنياهو إجراء مناقشة تتناول سلوك إسرائيل تجاه إدارة أردوغان. وصلت العلاقات إلى مستوى منخفض جديد منذ اندلاع الحرب، لكن إسرائيل تصالحت مع أردوغان أكثر من مرة في الماضي – وحتى الآن لم يحرق الزعيم التركي كل الجسور.
ويبلغ التوتر بين طهران وأنقرة حاليا ذروته، خاصة فيما يتعلق بالإطاحة بالنظام في دمشق، وقد تكون هذه فرصة لتعبئة أردوغان للقتال ضد إيران. ومن ناحية أخرى، فإن الأكراد – الذين يقاتل الأتراك ضدهم لفترة طويلة – لديهم في الواقع علاقات جيدة مع إسرائيل. وفي القدس يعتقدون حاليا أنه ينبغي الحفاظ على حوار مفتوح "مع كافة الأطراف".