أمد/
كتب حسن عصفور/ كسرت حركة الجهاد عام 1981، موقف جماعة الإخوان المسلمين والمجمع الإسلامي في قطاع غزة، من رفض الكفاح المسلح، وما كالوه تهما للثورة الفلسطينية المعاصرة، منهجا وقادة، وقررت الانضمام لمسار الفعل النضالي، دون أن تنزلق نحو التبريرات المتأخرة، او تغرق في كيل الاتهامات لمن تحمل عبئ الرصاصة الأولى في العصر الحديث.
وخلال مسيرتها الطويلة، لم يسجل عليها مواقف عدائية أو ظلامية تجاه فصائل الثورة أو منظمة التحرير، رغم الاختلاف في المنطلقات الفكرية، وبروزها كأول حركة فلسطينية تستخدم الهوية الطائفية تعريفا لمسماها، وسبقت به حركة حماس بما يقارب السبع سنوات، وكرست منهاجها بعيدا عن أي مواجهات إشكالية مع الفصائل المختلفة.
ولعل الميزة التاريخية لحركة الجهاد، التي تبقى في سجلها الخاص، أنها لم تكن يوما جزءا من مخطط “البديل السياسي التمثيلي” لمنظمة التحرير، لم تنزلق مع أي محاولة أو مشروع لذلك، رغم أن صناعة ذلك كانت تسير بسرعة غريبة، تحضيرا للغزوة الشارونية على لبنان وحصار الثورة وقادتها عام 1982، وما تلاها من أخطر مشروع انقسامي منذ انطلاقة الثورة المعاصرة يناير 1965، قاده نظام حافظ الأسد، بعدما تورطت أطراف داخل حركة فتح، ما عرف باسم “الانتفاضة” وفصائل أخرى في محاولة خلق بديل بقوة الدفع الشارونية.
حركة الجهاد، خلال مسيرتها، حددت مواقفها بوضوح ودون أي “غمائمية سياسية” حول رفضها لمواقف منظمة التحرير الفلسطينية، وكل ما يتعلق بمفهوم وبرنامج الدولة الفلسطينية في أرض 1967، واعتبرت أن الكفاح المسلح دون غيره منطلقها، وبلا أي صدام مباشر مع الآخرين.
خلال الانتفاضة الوطنية الكبرى، أُجبرت حركة الإخوان المسلمين في الأردن وفلسطين، تغيير مواقفهم من العمل العسكري، استنادا لوقائع خاصة وحسابات سيتم يوما كشفها، أطلقوا حركة حماس أداة عسكرية لهم، استكمالا للمجمع في قطاع غزة وفرع الجماعة الإخوانجية في الضفة، ومنذ بيانها الأول كشفت وجهها الحقيقي، بأنها تعمل كبديل موازي انشقاقي في المشهد الفلسطيني، وكرست مسارها لخدمة الهدف الذي لم يكن خفيا على أهل فلسطين، ما منحها قواعد حضور في دول رفضت أي وجود سياسي فلسطيني فصائلي لحسابات توافقية البديل أو البديل الموازي.
وفي تلك الفترة الكفاحية الخاصة والمعقدة، لم تنزلق حركة الجهاد في مخطط الحركة الإخوانجية الجديدة، بل تصادمت معها في محطات عدة، ما منحها مكانة خاصة عند الكل الوطني الفلسطيني، ساعد في محاصرة السياسية الفتنوية التي بدأت تأخذ طابعا شاذا منذ بروز الإسلاموية الجديدة، وما تكرس لاحقا بعد توصل منظمة التحرير وحكومة إسرائيل أغسطس 1993 إلى اتفاق إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو) ما أدى إلى إقامة السلطة الوطنية كأول كيان وطني فوق أرض فلسطين، عارضته الجهاد معارضة شديدة مع كل ما رأته مخالفا لمواقفها، دون أي انحدارية اتهامية كما فعل غيرها، والذين مثلوا عمليا “تحالف الشر” ضد اتفاق أوسلو، راسه تل أبيب وأطرافه تناثرت.
خلال المواجهة الكبرى بعد مفاوضات قمة كمب ديفيد، والتي حاولت دولة الاحتلال فرض تهويد القدس والحرم القدسي، كانت حركة الجهاد جزءا فاعلا حيويا من قوى المواجهة، وتميزت في مناطق بعلاقة تحالفية خاصة مع حركة فتح وقوتها العسكرية كتائب شهداء الأقصى، سطر كلاهما صورا إشراقية مبدعة في العمل والفعل.
محطات سريعة في مسار حركة الجهاد، وما لها مكانة، ذكرها كرسالة سياسية خاصة للأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، والذي انطلق منذ طفولته المبكرة نحو العمل المقاوم، من بين ضلوع جيش التحرير الفلسطيني وجهازه الخاص، من صنع مجدا كفاحيا بعد احتلال 1967، قوات التحرير الشعبية، ليقف بلا أي حرج أمام لحظة حقيقة، وأن يعلن موقفا لكل أبناء الجهاد في فلسطين، أي كان الظلم عليهم، أو المساس بهم من أجهزة السلطة الأمنية بوقف كل عمل تصادمي..ليتحملوا بعض الأذى الخاص نصرة للوطنية العامة.
رسالة إلى زياد النخالة بشخصه قبل صفته، محاصرة “الفتنة” وأدواتها هو قمة الفعل الثوري المقاوم..كسر مؤامرة مطبخها متعدد اللغات واجب مقدس..افعلها أيها “الفدائي”.
ملاحظة: مشهد مدير الصحة العالمية وهو بيهرب من قصف فاشيي العصر في مطار صنعاء..صار خبر لف الدنيا كلها..هذا منيح عشان يعرفوا الصح ومين هو أس الإرهاب في المنطقة…بس تيدروس خليك فاكر انه هاي فرفشة مع اللي أهل غزة كل لحظة عايشنه..ماشي يا غيبرو تذكرها..
تنويه خاص: عملية هرتسيليا كشفت أن أجهزة كشف الكذب طلعت كذابة كمان.. شاب فلسطيني تورط بالعمل مع أمن العدو الفاشي..لكنه قرر ينتقم منهم بطريقته ليش كيف مش قصة..المهم نفذ عملية في تل أبيب..وطلع جهاز كذبهم كذاب.. خبطتين مرة واحدة..عفارم عليك..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص