أمد/
غزة: أعلنت حركة (حماس) يوم الجمعة أسماء ثلاثة رهائن إسرائيليين ستطلق سراحهم يوم السبت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة عبر تيليجرام إن الرهائن هم عوفر كالدرون وكيث شمونسل سيجال وياردن بيباس.
وياردن بيباس هو والد الرضيع كفير الذي كان يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط عندما اختطف، وأرييل الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات وقت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ولم يتم التطرق إلى مصير كفير وأرييل أو والدتهما شيري التي اختطفت في نفس الوقت. وقالت حماس في أواخر عام 2023 إنهم قتلوا في قصف إسرائيلي في الأشهر الأولى من حرب غزة.
وبدأ تداول مقطع فيديو بعد وقت قصير من اختطافهم يظهرون فيه وهم يتعرضون للأسر. وظهرت في المقطع شيري وهي مذعورة وتمسك بأطفالها الصغار ملفوفين بغطاء خلال أسرهم وهم محاطون بمسلحين.
واختطف الأب ياردن، الذي كان يبلغ من العمر 34 عاما وقت الهجوم، وجرى تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو ينزف جراء إصابة في الرأس تعرض لها نتيجة ضربات بمطرقة.
وظهر الإسرائيلي الأمريكي كيث سيجال، الذي اختطف مع زوجته أفيفا، في مقطع فيديو نشرته حماس العام الماضي. وأطلق سراح زوجته في العملية الأولى لمبادلة رهائن مقابل سجناء في نوفمبر تشرين الثاني 2023.
كما جرى الإفراج عن طفلي كالدرون، إيريز وساهر اللذين اختطفا معه، في عملية التبادل الأولى. وذكرت عائلة كالدرون الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية أنها تنتظر “بسعادة غامرة ممزوجة بألم شديد” إطلاق سراحه.
وأطلقت حماس يوم الخميس سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة تايلانديين في غزة بينما أفرجت إسرائيل عن 110 من المعتقلين الفلسطينيين بعد تأخيرها للعملية تعبيرا عن الغضب إزاء مشاهد الحشود الغفيرة في إحدى نقاط تسليم الرهائن.
وبموجب اتفاق غزة الذي أنهى قتالا استمر أكثر من 15 شهرا، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين لدى مسلحين فلسطينيين في غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار في مقابل المئات من المعتقلين الفلسطينيين الذين يقضي كثير منهم أحكاما بالسجن المؤبد في إسرائيل.
وجرى حتى الآن تبادل 15 رهينة، بينهم خمسة عمال تايلانديين، مقابل 400 معتقل. ووفقا لمكتب إعلام الأسرى التابع لحماس فإنه سيتم الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينيا، تسعة منهم يقضون أحكاما بالسجن المؤبد و81 يقضون أحكاما طويلة، مقابل الإسرائيليين الثلاثة يوم السبت.
وعلت الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل لعدم إبرامه اتفاقا لإطلاق سراح الرهائن في وقت سابق من الحرب بعد الخرق الأمني الذي مكن مسلحين بقيادة حماس من عبور الحدود واقتحام بلدات إسرائيلية قريبة.
وهناك في الوقت نفسه معارضة للاتفاق الحالي، إذ يرى بعض المعارضين في إسرائيل أنه يترك مصير معظم الرهائن في مهب الريح ويظهر أن حماس لا تزال الطرف المهيمن في غزة على الرغم من استمرار القصف العنيف لأكثر من 15 شهرا إلى جانب مقتل قائدها يحيى السنوار.
وسمح وقف إطلاق النار بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة الذين يعانون من نقص حاد في الإمدادات.
وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مصير وقف إطلاق النار الهش سيصبح في خطر إذا لم تسمح إسرائيل بمواصلة العمليات في قطاع غزة.
وأضافت أن عمل الوكالة في غزة ومناطق أخرى مستمر على الرغم من حظر إسرائيلي من المفترض أنه دخل حيز التنفيذ في 30 يناير كانون الثاني.
اتسمت عملية إطلاق سراح الرهائن في غزة يوم الخميس بمشاهد فوضى دفعت إسرائيل إلى تحذير الوسطاء من أنها لن تقبل أي مخاطرة قد يتعرض لها الرهائن. واتهمت حماس إسرائيل بارتكاب انتهاكات، بما في ذلك إطلاق قواتها النار ومنع وصول الخيام والمعدات الثقيلة.
ومن بين السجناء الفلسطينيين 30 قاصرا وبعض المدانين من عناصر الفصائل الفلسطينية المسؤولة عن هجمات تسببت في مقتل العشرات في إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1200 شخص واختطفت أكثر من 250 رهينة.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية تقول وزارة الصحة الفلسطينية إنها أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، كما أدت إلى تدمير القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة يواجهون نقصا حادا في الدواء والوقود والغذاء.
وأطلق سراح نحو نصف الرهائن في نوفمبر تشرين الثاني 2023 خلال الهدنة الوحيدة السابقة في الحرب، وتم استعادة آخرين قتلى أو أحياء خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ومن المقرر أن تبدأ محادثات أخرى بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول الرابع من فبراير شباط، والتي تهدف إلى تمهيد الطريق لإطلاق سراح أكثر من 60 رهينة، بينهم إسرائيليون ذكور في سن الخدمة العسكرية، والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من غزة.
ونجاح المرحلة الثانية قد يضع نهاية رسمية للحرب ويمثل بداية لمحادثات بشأن التحدي الهائل لإعادة إعمار قطاع غزة.