أمد/
واشنطن: حدّدت إسرائيل مطاراً وميناء بحرياً لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأثار معارضة عربية ودولية واسعة، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي لـ"بلومبيرغ".
وأضاف المسؤول المطلع على المناقشات، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تسلّم مسودة الخطة، التي تحدد آلية تنفيذ عمليات التهجير انطلاقاً من مطار رامون وميناء أسدود، مضيفاً أن "الأفكار الأولية طرحت على كاتس في إحاطة عسكرية، الخميس الماضي".
وأثار الرئيس الأميركي انتقادات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، حتى من أقرب حلفائه الغربيين، بعدما طرح فكرة نقل الفلسطينيين من غزة، وفرض سيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني، زاعماً أنه سيحوله لـ "ريفيرا الشرق الأوسط".
وتم رفض اقتراح نقل أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة لإفساح المجال لإعادة الإعمار بقيادة الولايات المتحدة بسرعة من قبل المسؤولين الفلسطينيين والشرق الأوسط وكذلك بعض الحكومات الغربية.
وعاد ترامب، الجمعة، وقال إنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ خطته للسيطرة على غزة، وإعادة إعمارها.
ومع ذلك، يسعى الجيش الإسرائيلي لتحديد أي من المعابر البرية الخمسة الواقعة بين غزة وإسرائيل ستسمح بإخراج الفلسطينيين، بعد خضوعهم لفحص أمني، بحسب ما ذكره المسؤول الإسرائيلي.
وقال المسؤول، إن الفلسطينيين "سيسافرون بالحافلة إلى مطار رامون الدولي الذي يبعد حوالي 250 كيلومتراً في جنوب إسرائيل، أو إلى ميناء أسدود المطل على البحر الأبيض المتوسط، وهو على بعد ساعة بالسيارة" عن غزة.
وقد قوبل تحذير من قبل مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومي بايندر، بأن خطة التهجير قد تؤدي إلى زيادة العنف في الضفة الغربية، الأراضي الفلسطينية الأخرى، بتوبيخ علني.
"إسرائيل تتوقع رفضاً مصرياً"
ووفقاً لـ "بلومبيرغ"، عمل الجيش الإسرائيلي على وضع مسودة الخطة، مع افتراض أن "مصر سترفض استقبال الفلسطينيين".
ورفضت دائرة التخطيط في الجيش الإسرائيلي التعليق على المناقشات.
ورحب أغلب الساسة الإسرائيليين بمخطط ترمب، بزعم أنه "وسيلة للتقدم في وقف إطلاق النار" في غزة، فيما حذّر مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومي بايندر، من أن هذه الخطة "تزيد مخاطر العنف في الضفة الغربية".
غزة في حالة خراب
وفقا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية، من المرجح أن يكون حوالي 60% من المباني قد تضررت أو دمرت.
لقد تم تدمير مساحات شاسعة من الأراضي حيث سعت إسرائيل إلى القضاء على الجماعة الفلسطينية المسلحة، وتم تهجير الغالبية العظمى من سكانها داخل القطاع.
تحذير مصري
وحذرت مصر من تداعيات التصريحات الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدةً أنها ستعمل مع الشركاء لإعادة بناء غزة دون مغادرة الفلسطينيين للقطاع.
وفي بيان لوزارة الخارجية، أعربت مصر عن قلقها البالغ من تداعيات التصريحات الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، و"بما يعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة".
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين تعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويستدعي المحاسبة، وأضافت أن هذا السلوك يحرض على عودة القتال مجدداً، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام.