أمد/
رحمَ اللهُ ذلكَ الظلَّ ..
الذي مدَّ ذراعيهِ فوقَ طفولتي، ..
وكانَ سماءً تمطرُ دفئًا، ..
وكانَ أرضًا لا تضيقُ بخُطواتي ..
***
أبي…
مئذنةُ الوقتِ حينَ يشتدُّ صمتُ المسافات، ..
ريحٌ تملأُ أشرعةَ أيامي، ..
وصوتٌ يسري في عروقي، ..
كأنفاسِ قنديلٍ لا ينطفئ ..
***
علّمني كيفَ تنمو الأشجارُ ..
رغمَ الريح، ..
وكيفَ ترفعُ الشمسُ وجهَها ..
رغمَ غبارِ الطريق ..
***
وحينَ وقفتُ على عتباتِ الرجولة، ..
كانَ صوتهُ يناديني، ..
يرسمُ دربي ..
بأحلامهِ التي غرسَها في قلبي، ..
ويحملُ عني تعبَ الحكايات ..
***
اليومَ، أنا ظلٌّ آخرُ لظلّه، ..
أنثرُ ضوءَهُ في عيونِ أبنائي، ..
أحملُ الرسالةَ كما حملَها، ..
وأمضي …
***
رحمَ اللهُ أبي، ..
وكلَّ أبٍ تركَ في الحياةِ أثرًا ..
لا يُمحى ..!