أمد/
تل أبيب: أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم الاثنين، أربعة شروط إسرائيلية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً دعمه لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
وقال كوهين، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، في تصريحات لهيئة البث العبرية الرسمية: "إسرائيل لديها أربعة شروط قبل بدء المرحلة الثانية"، موضحًا أن هذه الشروط تشمل "الإفراج عن جميع المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين)، وإبعاد حركة حماس عن قطاع غزة، ونزع سلاح القطاع، وسيطرة إسرائيل عليه أمنيًا".
تعثر تنفيذ الاتفاق واشتراطات جديدة
يأتي هذا التصريح في ظل تعثر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني، والذي تضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا.
وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق في 3 فبراير/ شباط، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل المماطلة في بدء التفاوض بشأنها.
وتنص المرحلة الثانية على إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل، إلى جانب تبادل الأسرى. غير أن إسرائيل أوقفت الإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا كان من المقرر إطلاق سراحهم السبت الماضي، ما أثار انتقادات فلسطينية ودولية.
وفي هذا السياق، شدد كوهين على أن "إسرائيل لن تفرج عن السجناء الأمنيين الفلسطينيين حتى تتوقف حماس عن إقامة ما وصفها بـ"المراسيم المهينة" خلال إطلاق سراح الأسرى، إضافة إلى ضرورة استعادة جثامين أربعة أسرى إسرائيليين، وإطلاق سراح غاي دلال وأفياتار دافيد"، وفق تعبيره.
حراك دبلوماسي في ظل تعثر المفاوضات
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن إسرائيل طلبت من الوسطاء الإفراج عن جثامين المحتجزين الأربعة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المتأخر الإفراج عنهم. في المقابل، تصر حركة حماس على تنفيذ الاتفاق وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
وأكد المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، أن إسرائيل تواصل خرق الاتفاق عبر المماطلة في إطلاق سراح الأسرى، مشيرًا إلى أن الحركة تجري محادثات مع الوسطاء لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
وفي ظل هذا الجمود، من المتوقع أن يصل مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأربعاء المقبل، في محاولة لدفع المفاوضات قُدمًا، عبر جولات تشمل إسرائيل وقطر والسعودية والإمارات.
تكثيف الاستيطان ومساعي الضم
إلى جانب المماطلة في تنفيذ الاتفاق، أعرب كوهين عن تأييده لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل دون تحديد المساحة المستهدفة، قائلاً: "أؤيد تطبيق السيادة الإسرائيلية عليها، فهذا أمر ممكن وواقعي وصائب".
وتزامن هذا التصريح مع تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 923 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14,500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
جهود الوساطة ومسارات التصعيد
بحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن هناك ثلاثة خيارات أمام حماس: الموافقة على الشروط الإسرائيلية، أو تمديد المرحلة الحالية، أو رفض المطالب الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد.
وفي ظل هذه التطورات، رجحت مصادر إسرائيلية أن يتوجه وفد تفاوضي إسرائيلي إلى القاهرة أو الدوحة خلال الأيام المقبلة، لبحث سبل استئناف المحادثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.