أمد/
غزة: في اليوم الواحد والأربعين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,388 شهيدا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,803 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 23 شهيدا (21 شهيدا انتشال، وشهيدان جديدان)، و23 إصابة خلال الساعات الـ48 الماضية.
شهيدان إثر قصف مسيرة إسرائيلية شرق مطار غزة المدمر شرق رفح
استشهد مواطنان، مساء اليوم الأحد، إثر قصف مسيرة إسرائيلية شرق مطار غزة المدمر شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
4 شهداء و6 إصابات في بيت حانون وخان يونس ورفح
استشهد أربعة مواطنين بينهم امرأة، وأصيب ستة آخرون، يوم الأحد، في بيت حانون شمال قطاع غزة، وخان يونس ورفح جنوبا.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت، مع ثلاثة شهداء وأربع إصابات في قطاع غزة، وهم: شهيدان من بلدة بيت حانون، وشهيدة وإصابتان في بلدة الفراحين شرق خان يونس، فيما نَقلت إصابتين من وسط محافظة رفح.
كما استشهد مواطن آخر من مدينة رفح.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصل مستشفيات القطاع 116 شهيدا معظمهم انتشال جثامين، إضافة إلى 490 إصابة.
شهيد وجرحى في قصف جيش الاحتلال شرق بيت حانون
استشهد مواطن وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في قصف للاحتلال استهدف مواطنين شرق بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين كانوا يتفقدون منازلهم شرق بيت حانون، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين.
سلطات الاحتلال توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتغلق المعابر "حتى اشعار آخر"
قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر "حتى إشعار آخر".
واتخذ القرار خلال اجتماع عقد مساء أمس برئاسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في سياق تنصل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الليلة الماضية.
تهجير شمال غزة مجددا وقطع الكهرباء.. مخطط إسرائيل للضغط على حماس
عتزم إسرائيل تهجير أهالي شماليّ غزة عنه، مجدّدا، وقطع الكهرباء عن القطاع، وذلك ضمن خطّة تسعى حكومة بنيامين نتنياهو من خلالها، فرض أقصى قدر من الضغط على حركة حماس، ضمن مسعاها لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف الحرب، بحسب ما أفادت تقاريرعبرية، الأحد.
يأتي ذلك فيما قرّرت حكومة الاحتلال، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، التنصل من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، وتواصل رفض التفاوض حول المرحلة الثانية، فيما أعلنت وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
كما يأتي في محاولة للضغط على حركة حماس في محاولة لدفعها للموافقة على مقترح مبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي تتبناه إسرائيل، فيما طالبت حماس بتطبيق المرحلة الثانية، مؤكّدة أن المقترح الأميركي هو "تأكيد واضح على أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها".
نتنياهو: "حماس وضعت شروطا غير مقبولة لوقف إطلاق النار"
وأصدر نتنياهو، في وقت متأخر من مساء الأحد، بيانا مصوّرا باللغة الإنجليزية، شكر فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على دعمه لإسرائيل، مؤكدا أن تل أبيب اعتمدت "مخطط ويتكوف" للإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، والذي يقضي بإطلاق سراح نصفهم في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم الأخير، وقال إن "حماس عارضت ذلك، ووضعت شروطا غير مقبولة على الإطلاق".
خطوات حكومة الاحتلال المُحتملة
وذكرت القناة العبرية 12 أن تل أبيب "لم تستسلم بعد لاحتمال استئناف خطوة أو ربما خطوتين، نحو إطلاق سراح رهائن أحياء، على الرغم من رفض حماس الصريح لمناقشة هذا الأمر، قبل وقف الحرب".
وقالت إن قرار حظر دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، اتُّخذ في المشاورة الأمنية التي عُقدت السبت، بمشاركة نتياهو، لافتة إلى أن الخطوات التالية التي تعتزم إسرائيل اتخذها، هي:
وقف إمدادات الكهرباء والمياه.
شنّ هجمات "دقيقة" على أصول حماس.
منع دخول عشرات الآلاف من المعدات الثقيلة، كي لا تساهم بإزالة الأنقاض.
عدم بدء انسحاب إسرائيل من محور "فيلادلفي".
عودة إسرائيلية كاملة للحرب بالأسلحة الأميركيّة
وبحسب ما أوردت هيئة البث العبرية العامّة (كان 11")، في تقرير، الأحد، فإن "خطة الحكومة للضغط على حماس، تتألف من عدة مراحل؛ المرحلة الأولى، التي بدأت بالفعل، تتضمن وقف المساعدات الإنسانية، رغم أن تأثيرها على الأرض يبدو ضئيلا للغاية على أرض الواقع".
وأضافت أنه "في المراحل المقبلة، تخطّط إسرائيل لإبعاد سكان غزة من شمال القطاع إلى جنوبه مرة أخرى، وإذا لم يساعد ذلك، فستقوم بوقف تدفُّق الكهرباء إلى القطاع".
أما المرحلة الأخيرة والنهائية، في حال فشل المفاوضات، وفق تقرير "كان 11"، فستتضمّن "العودة الكاملة إلى الحرب، بالمعدات والأسلحة التي تلقتّها إسرائيل من الولايات المتحدة، والتي يُتوقّع أن يكون لها تأثير كبير للغاية على نشاط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وذكر التقرير أن نتنياهو "يأمل ويعتقد أن الضغوط التي يمارسها الآن، ستؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن أحياءً، لكنه في الوقت نفسه، يستعد للعودة إلى القتال"، لافتا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "يرغب في الوقت الحاليّ، تمديد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع آخر على الأقل، حتى بعد وصول مبعوث الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى المنطقة".
ونقل التقرير عن مقرّبين من نتنياهو أنه "لا يزال يفكّر في العودة للقتال في جولة قصيرة، لكنه ينتظر ليرى ما ستسفِر عنه محاولات الوسطاء تمديد المرحلة الأولى".
وفي الصدد ذاته، قال مقرّبون من نتنياهو، إنه لا يرى أن تنفيذ المرحلة الثانية "خيار واقعيّ".
نتنياهو وديرمر يهاجمان بار
وشهد اجتماع عقده رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بمشاركة كبار قادة أجهزة الأمن، السبت، سجالا حادّا، ومهاجمة رئيس جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ (الشاباك)، رونين بار، من قِبل نتنياهو ووزرائه، بحسب ما أوردت القناة العبرية 13، في تقرير، مساء الأحد.
وذكرت القناة في تقرير أن نتنياهو واصل خلال الاجتماع "إهانة فريق التفاوض بشكل غير مسبوق، والتشكيك في قدرتهم التحليلية، وسط الخلافات حول استمرار إدارة عملية إطلاق سراح الرهائن".
وذكر رئيس الشاباك، رونين بار، الذي أقاله نتنياهو من إدارة المفاوضات، خلال استعراض موقفه "خياري المفضّل، هو الوصول إلى المرحلة الثانية"، مضيفا أنه "يمكن بسهولة العودة إلى الحرب مع إدارة ترامب، وإعادة جميع المحتجزين، وبعد ذلك فقط العودة إلى القتال".
وذكر أنه "سيتعين علينا التوصّل إلى حل وسط بشأن نزع السلاح غير الكامل، وبعد ذلك يمكننا العودة إلى القتال".
فردّ نتنياهو "بغضب": "ها هم يخدعون الجمهور مرة أخرى، بأنه يمكن وقف الحرب ثم استئنافها، لأن ترامب سيسمح لنا بذلك. أريد أن أصدق أن هذا مجرّد جهل".
وأضاف أنه "من المستحيل أن نطالب ترامب بالالتزام بإنهاء الحرب، هذا غير وارد على الإطلاق، ولن يحدث".
من جانبه، رفض وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يُعدّ مبعوث نتنياهو الخاص إلى الولايات المتحدة، والذي تولى إدارة المفاوضات بعد إقالة بار من فريق التفاوض، موقف بار كذلك، وقال "نحن لن نترك حماس في السلطة، حتى ليوم واحد".
وأضاف "لا أستطيع العيش مع هذا، وأنتم لستم في الحدث (يقصد أن موقف بار غير واقعي)".
بدوره، قال المسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش، نيتسان ألون "إذا أتينا وقلنا إنه لا يوجد شيء يمكن الحديث عنه، فلن يحدث شيء، ولن يتم إطلاق سراح أي رهائن".
وأضاف "نحن بحاجة إلى التحدث عن مطالب حماس، لإعطائهم إحساسا بأن هناك أفقا"، عادّا أنه "بهذه الطريقة، سنكون قادرين على استعادة بعض الرهائن".
وتابع "الأميركيون يقولون للوسطاء إنهم سيضغطون علينا، للوصول إلى المرحلة الثانية"، ليردّ ديمر بغضب مجددا، و"رفع صوته"، "يجب عليكم تقديم معلومات استخباراتية هنا؛ هذا تحليلك للولايات المتحدة، وليس (تحليلا) استخباراتيا، مع كامل احترامي، أنت تتحدث عن شيء غير موجود، دَع رئيس الحكومة يتعامل مع هذا الأمر مع ترامب".
الصليب الأحمر الدولي يحذر من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبولياريك، اليوم الأحد، من مخاطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن الاتفاق "أنقذ عددًا لا يحصى من الأرواح وقدم بارقة أمل وسط معاناة لا يمكن تصورها".
وشددت سبولياريك، في بيان، على أن أي تراجع عن التقدم المحرز خلال الأسابيع الستة الماضية قد يدفع الناس مجددًا إلى اليأس، داعية إلى بذل كل الجهود لضمان استمرار وقف إطلاق النار، بما يحفظ أرواح المدنيين، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقالت، إن فرق الصليب الأحمر لعبت دور الوسيط الإنساني المحايد، وساهمت في إعادة الأسرى والمعتقلين بأمان بموجب الاتفاق، وستواصل القيام بذلك عند الحاجة، مشيرة إلى أن هذه الجهود ساهمت في لم شمل العائلات، وضمنت دفن الموتى بكرامة.
وأضافت أن الصليب الأحمر "لم يتراجع عن التزامه بهذا العمل رغم التدقيق الشديد والانتقادات، لأن الأرواح والعائلات كانت تعتمد عليه"، مؤكدة ضرورة استمرار الجهود للحفاظ على الهدنة وتجنب التصعيد العسكري.
وشددت على أن "كل جهد يجب أن يُبذل لضمان استمرار وقف إطلاق النار، حتى تُحفظ الأرواح من ويلات القتال، وتصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتتمكن المزيد من العائلات من الاجتماع مجددًا".