أمد/
يا ربَّ شهرِ النورِ، يا وهّاجَ سِرِّ العدلِ والإحسانْ قد ضاقَ صدرُ الأرضِ، واغتسلتْ بجُرحِ النكبةِ الأزمانْ والظلْمُ ينهشُ شعبَها، والموتُ يركضُ خلفَهمْ عُدوانْ نامتْ عيونُ العالمينَ، وفي مآقي أهلِها طوفانْ ..
يا ربُّ، هذا الجرحُ في كفِّ السماواتِ اشتكى للكونِ، وانفجرَا ..
هل تسمعُ الطفلَ الذي ناداكَ من تحتِ الركامِ، ومزّقَ القدَرَا ..؟
هل تسمعُ الأمَّ التي دفنتْ صغارَ العمرِ، واستبقتْ بهَا العُمُرَا ..؟
هل تبصرُ الشيخَ الذي ما زالَ يحملُ مفاتيحَ الرجوعِ، ويعبرُ الدُهُرَا ..؟
يا ربُّ، هذا شهرُكَ الطهرُ الذي تتزاحمُ الدعواتُ فيهِ إليكَ كالأنفاسِ ..
فاقبضْ على كفِّ الطغاةِ، وأطفئِ النيرانَ في الأقداسِ وازرعْ سنابلَ في المدى، واملأْ جبينَ القدسِ بالإشراقِ، والإحساسِ ..
حرّرْ بلادَ الصابرينَ، وكنْ لهمْ عونًا على البلوى، ونورًا في الدُجَى ..
واملأْ بطونَ الجائعينَ، وسدِّ عنهمْ بابَ كلِّ مذلّةٍ، وانصرْ بجيشِ العدلِ والإخلاصِ ..
واكتبْ لهمْ فجرَ الفداءِ حقيقةً لا ترتدي تأويلاً، أو تلبسُ ثوبَ الإلتباسِ ..
يا ربُّ، غزةُ ترتقي في الجُرحِ، في الصبرِ النبيلِ، وفي الرّدى شُمَّاءْ ..
أحصِمْ لَظَى الباغي، ودمّرْ جيشَ عُدوانٍ تهاوى فوقَها بدماءِ ..
وارفعْ يدَ المحتلِّ عنها، عن ثراها الطُهرِ، عن زيتونِها الغالي، وعن أسمائها الوضّاءةِ السمحاءِ ..
وانصرْ فلسطينَ التي في قلبِها القرآنُ، والسُّبُلُ العِظامُ، وعِزَّةُ الشهداءِ ..
اللهم آميييين يا رب العالمين ..
اللهم استجب لدعاء الداعين، وبك نستعين ..