أمد/
كتب حسن عصفور/ كشف وسائل إعلامية عن وجود “مفاوضات” بين المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر، وقيادة حركة حماس في العاصمة القطرية خلال الفترة الماضية، ما يمكن اعتباره “مفاجئة خاصة”.
في يوم 26 فبراير 2023، أطلق الرئيس الأول لحركة حماس د. موسى أبو مرزوق ما اعتبر بمثابة “قنبلة سياسية” خلال لقاء صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عندما أشار أنه لو علم بما سيكون نتائج هجوم 7 أكتوبر 2023، لما كان معه وسيكون دعمه “مستحيل”، ومشيرا إلى وجود استعداد داخل حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحتها في غزة.
في حينه خرج بعض من حماس، محاولا “التنصل” من تصريح القنبلة السياسية، لكنه تنصل فقد “الذكاء السياسي” وحاول ممارسة “الاستغباء التقليدي” الذي تمارسه منذ وجودها نهاية 1987، كامتداد للمجمع الإخوانجي الاسلاموي في قطاع غزة، خاصة بعدما تجاهل صاحب “التصريح المدوي” د.موسى الرد، أو الادعاء بانه تصريح ملتبس.
ولكن، يبدو أن اختيار صحيفة أمريكية للحديث عن استعداد حماس مناقشة مستقبل سلاحها، بما يعني حل جهازها العسكري المعروف باسم كتائب القسام، كان مؤشرا أوليا حول ما يمكن اعتباره فتح مسار مختلف جذريا عن “السائد إعلاميا”، خاصة وأن قوة الحركة الإسلاموية في قطاع غزة تستند بشكل رئيسي على جناحها المسلح.
“قنبلة موسى”، في جوهرها، تكشف أن قيادة حركة حماس وصلت إلى نقطة الحسم الإدراكي، بان مستقبلها في قطاع غزة وخلال الزمن الممكن، بات “المستحيل السياسي”، ما بدأ التفكير فيما سيكون اليوم التالي، بعيدا عن “العنترية الإعلامية”، التي تتطلبها ضرورة اللحظة الراهنة، خاصة والمحيط الإقليمي والدولي، بل وربما غالبية أهل القطاع يرون خروجها شرطا لا بد منه.
ولعل اختيار “مخابرات البيت الأبيض” توقيت تسريب المفاوضات مع حماس، وفي قطر، بعد ساعات من إقرار الخطة العربية حول قطاع غزة، بما تضمن تشكيل إداري خاص، جاء لتعزيز المسار العربي الذي يعرض للمرة الأولى، كي لا تواصل الحركة مسار “خطاب خارج المنطق المطلوب “ما يضعها تحت ضغط مضاف، ويدفعها لاستكمال ما بدأ في تصريح د.موسى أبو مرزوق.
عندما يعلن رئيس حركة حماس الأول، ومسؤول الاتصالات الخارجية د. أبو مرزوق، إمكانية التفاوض على حل الجناح العسكري، فهو موضوعيا يعلن الاستعداد التفاوض على مستقبلها السياسي في قطاع غزة، وبحث مسارات جديدة، كي لا يكون الثمن مضاعفا، من خسارة “الحكم” والقدرة الخاصة” إلى مطاردة موسعة مع العهد الترامبي، بما قد يشمل وجودها العام في المنطقة العربية، بل وتركيا ذاتها، وما يرافقه من مطاردة ساخنة، أشخاصا وأموالا وممتلكات، تعلم جيدا أن التقارير الأمريكية فتحت ملفها في زمن سابق.
وبعد ساعات من كشف مفاوضات الدوحة، خرج الرئيس الأمريكي ترامب بتصريح الوعد الناري حول إطلاق سراح الرهائن، لكن العبارة الأكثر أهمية في تلك “الضجة اللغوية” مخاطبته قيادة الحركة بأنه حان الوقت الآن لمغادرة غزة، ما يشير أن المسألة لم تعد طلبا فحسب، بل البدء مناقشة آليات تنفيذ الخروج، بعد قمة القاهرة.
يبدو خروج حماس من قطاع غزة كمسألة “خارج المنطق”، مع كل الادعاءات التي تروجها وسائل إعلام مرتبطة بجماعتها أو محورها القديم، لكن حتمية تطورات الواقع ذاته نتاج نكبة أكتوبر الكبرى، تدفعها بعيدا عن المستقبل القادم، فلا بناء ولا تعمير ولا قطاع يشبه بعض القطاع الذي كان قبل 7 أكتوبر 2023 مع وجودها.
قيادة حماس، عبر الرضوخ للتخلي عن الوجود العسكري في قطاع غزة، وما سيكون من وجود سياسي، فهي اختارت المقاربة بين “الضرورة الممكنة” و “المستحيل اللا ممكن”..خيار فرصة البقاء بشكل جديد أو الانتحار بثوبها القديم.
ملاحظة: خطاب الرئيس عباس “الاصلاحوي” و”الوحدودي الفتحاوي”..بده مترجم خاص ليفهم الحكي اللي حكاه..عفو عن مين وعن شو..واصلاح مين من مين…طيب وليش الحكي في العاصمة المصرية ومش في رام الله..مع هيك خلينا نقول بلاش سوء الظن يمكن يكون “الكلام محمود” منك يا محمود..
تنويه خاص: قبل ما تطلع “قمة فلسطين”(هيك سموها هم مش أنا)..بلشت حركة أسماء لجنة غزة الإدارية تتطاير بالعربي..بعد القمة صارت الأسماء تتطاير بالانجليزي..طيب يا مخترعين الاسما طولوا بالكم بس الأمريكان يخلصوا برمهم مع حماس ويفتحولها المعبر للخروج بلاعودة..بعدها تبحبحوا..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص