أمد/
أَطْلِقَا مِنْ قَيْدِ عَيْنَيْهَا يَدَيَّا
وانْظُرَا عُشَّاقَها في مُقْلَتَيَّا
واكْسُواهَا مِنْ جَلابِيبِ دَمِي
فقد اشْتَقْنَا إلى المَوتِ سَوِيّا
طَالَمَا اشْتَاقتْ لِمَا أشتاقُه
قَلْبُها قَلْبِي سُرورًا وبُكِيَّا
تتراءَى لي خَيالًا فَاتِنًا
لم يَغِبْ صُبْحًا ولا غابَ عَشِيَّا
غادةَ القُدسِ إليكِ المُشْتَكى
فالهوى بعدَكِ أمسى مَقْدِسِيَّا
خَرَجَتْ والصُّبحُ يَقْفُو ضَوْءَها
عَاشِقًا مثلي لَمَاها العَسَلِيَّا
وَمَشَتْ تَنْقُشُ في الأرضِ خُطًى
يَرسُمُ الخَطْوُ كِتابًا نَبَويَّا
كَيْفَ أضحى طَرْفُكِ السَّاجي الَّذِي
يَسْلُبُ الألبابَ نصرًا أَبَدِيَّا؟
خَدُّكِ الفُلِّيُّ أَمسى بَاتِرًا
وحُلْي الخَصرِ زلزالًا عَتِيَّا
يا عروسَ الخُلْدِ كم مِن خائفٍ
في الرِّجالِ الدُّهْمِ يَعلِفْنَ المَطِيَّا!
أنتِ في القَامُوسِ إرْهابِيَّةٌ
كَيْفَ تَعْصِينَ النِّظامَ العالَمِيّا؟!
ودَّعَتْ والنَّاسُ في أَطْفَالِهِمْ
يَتَحاسَونَ الهَوَانَ العَرَبيَّ
قَبّلَتْ إخْوَانَها في نَوْمِهِمْ
أمعَنَتْ في أُمِّها الطَّرْفَ مَلِيَّا
وارتدتْ فُسْتَانَ روحٍ طَاهرٍ
وَحِزامَ الخَصرِ موتًا لا حُلِيَّا
بعضُ ما تُخْفِيهِ فِي مِعْطَفِها
طَوقُ عَهدٍ لِمبادِيها وَفِيَّا
دَلَفَتْ كاللّيثِ تَمشي لَبْوةً
تَعْشَقُ اللهَ خَلِيلًا ونَجِيَّا
تقمعُ الإرهابَ في أوكارِهِ
أرهبت خَصمًا عنيدًا دَمَويَّا
غادةَ القُدسِ إليكِ المُشْتَكَى
فَالهَوى بَعْدَكِ أَمْسَى مَقْدِسِيَّا
جادَكِ الجُودُ وأيَّامٌ خَلَتْ
كان فيها الحَقُّ للدُّنْيا وَلِيَّا
سَنَرى الصُّبحَ وإن طَالَ الدُّجَى
مُسْفِرَ الوَجْنَةِ وَضَّاءً نَدِيَّا