أمد/
كتب حسن عصفور/ لحظات قبل الغياب المؤقت طبيا، أعلن رئيس حكومة التحالف الفاشي في دولة الكيان بنيامين نتنياهو، بأنه أصدر الأمر بعملية "دخول رفح – احتلال رفح"، تصريح جاء وسط "ثرثرة" كلامية حول ذات الموضوع إعلاميا، كرسالة الى كل من يعتقد بغير ذلك.
تصريح نتنياهو، أغلق ملف المبدأ باحتلال رفح بعدما فرض على أمريكا اعلان تراجعها العلني حول ما سبق ان قالته "أوساط" منها برفض الاحتلال، لكنها عادت لصياغة رؤيتها بما يتفق جوهريا مع الرؤية الأمنية لحكومة الكيان بعد زيارة غالانت، وبدأت تبحث عن "أنسنة الاحتلال"، وهو ما قام به رئيس أركان الجيوش الأمريكية حيث حدد شروط "احتلال رفح" بـ:
غلق الحدود مع مصر، والاستعانة بتكنولوجيا ووسائل رصد تشمل كاميرات مراقبة وأجهزة استشعار.
عزل مدينة رفح، وحصارها برًا وبحرًا ومن ثم تنفيذ هجمات مستهدفة، بناء على المعلومات الاستخبارية.
إنشاء غرفة عمليات استخبارية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتنسيق العمليات العسكرية في رفح.
المثير للانتباه والغرابة في آن، أن هناك "بعض عربي" و"بعض فلسطيني"، يصر أن يرى الصورة وفق أمنياته وليس وفق مسار الحرب العدوانية وأهدافها، وخاصة ما يتعلق بموقف أمريكا، ومجمل أهداف دولة الكيان، والذهاب الى محاولة "تسطيحها" مقابل تضخيم ما هو غير واقعي.
جوهر احتلال رفح يتعلق بالقضية المركزية للحرب العدوانية على قطاع غزة، المرتبط بمشروع التهويد العام، في الضفة والقدس، وقد يكون وضع القطاع ضمن سياق "التهويد" استحداثا لما كان سابقا، جاء نتاج مبدأ "التزاوج بين الأمني الديني" المستحدث للمشروع التهويدي.
"السيادة الأمنية العليا" على كل فلسطين بما فيها المعابر كافة، أصبح ركيزة جوهرية لحماية المشروع التهويدي بالنسبة للفاشية اليهودية، بل وجزء كبير من اليهود الصهاينة، باعتباره السبيل الأبرز لمنع وجود كيان فلسطيني مستقل في المدى المنظور، أو تأجيله لسنوات لاحقة في ظل وضع يخدم هدفهم، وظروف مناسبة قد لا تكون في فترة قادمة.
فرض "السيادة الأمنية العليا" كجزء من دولة الكيان، لن يكون هدفا مرتبطا بنتنياهو وتحالفه الفاشي كما تحاول أوساط محلية أو إقليمية ترويج ذلك، بل هو رؤيا لدولة الكيان بكامل مكوناته، عدا أقلية لم يعد لها تأثير على مسار الكيان السياسي، فالقوى "البديلة" للتحالف الحاكم وخاصة معسكر غانتس ولابيد مشاركان في تطوير "النظرية التهويدية" الطاردة لـ "السيادة الفلسطينية" على الأمن والمعابر.
دولة العدو بكل قواها، بدأت موضوعيا وضع بعض قواعد "اليوم التالي" لما بعد إعادة احتلال قطاع غزة ومعابره كافة من رفح الى بيت حانون ومعها الرصيف البحري الجديد، لفترة زمنية لن تقل عن عامين، كـ "فترة انتقالية"، تفتح الباب لـ "إعادة تأهيل" الطرف الفلسطيني وفق شروط جديدة.
الاستخفاف بما بدأ يتكون موضوعيا، بشراكة أمريكية، حول ما بعد احتلال قطاع غزة، يمثل قوة دفع لتوفير سبل "نجاح المشروع المعادي" للوطنية الفلسطينية، تحت "يافطات النفخ الثوري".
هل هناك مكان لفعل غير الاستسلام لواقع يراد له أن يكون استسلامي..بالتأكيد هناك ولكن..مجالها حين آخر.
ملاحظة: فوز المعارضة التركية الكبير جدا في البلديات الكبرى وخاصة إسطنبول، صفعة غير متوقعة لأردوغان..النتائج بالحجم والنوع تضع الحزب الحاكم في طريق مغادرة الحكم بعد حين…دروس بأن "العنظزات" مش دايما طريق الحل يا رجب.
تنويه خاص: شكلها قصة المساعدات في قطاع غزة حتصير زي أوراق عباد الشمس تكشف كل ما هو أسود بالنفس الفصائلية والبشرية..وأهل القطاع أدرى بشعابها جدا.. عيونهم كتير مفتحة حتى لو ألسنتهم مربطة..بس يمكن يوم تلاقي مين يحلها وبعدها يا ويلكم!
لقراءة المقالات كافة على الموقع الشخصي