نور خليل أبو شمالة
أمد/ هل سنمضي عُمرنا القادم نكتب عن البيت؟ كم نشتاقه؟ وكم نرغب في العودة؟
هل سنصير أبطال حكايا أجدادنا ونعيد رواية القصة لأبنائنا أيضاً؟
أحلم في بيتنا كُل يوم، اجوبه في ذاكرتي وأخاف أن انسى تفصيلةٍ من تفاصيله، اخاف أن انساه، أن اخون البيت رغماً عني، وأن يسرقني ظلم الحياة منه، أخاف أن أتوه عن طريق العودة وأن تشوه المعاناة ذاكرتي أكثر فأكثر!
وأخاف أن ينساني بيتي، أن يفقد رائحتي، وتُهدم تفاصيلي فيه كما هدمت حجارته، والله أخاف على البيت من وحدته كخوفي من وحدتي، أخاف عليه وكأنه يحتاجني ويناديني، كأنه يناضل للوجود كنضالي للعودة، كأنه يتحمل وهو ينتظرني، كأنه الآن هو من يعاني لا نحن!
تقبلت كل هذه الايام ورضيت، فمتى سنعود لنصلح الدار ونرمم الدمار؟ متى سأعود لأجدد دفئ المنزل واحتضن شمسه التي استقرت في جدرانه؟
البيت ينادينا والله ينادينا.