عمران الخطيب
أمد/ بعيد عن التحليل العاطفي لنكن ضمن ما تحقق من إنجازات سياسية ونتائج العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة. ضمن سياسة الأرض المحروقة قام جيش الإحتلال بإستغلال نتائج عملية الهجوم المسلح لكتائب القسام والذي يعتبر هجوم فلسطيني يحدث للمرة الأولى وبشكل مباشر من خلال عملية الاقتحامات للمستوطنات بغلاف غزة، حيث أسفرت النتائج بسقوط أعداد كبيرة من جنود وضباط جيش الإحتلال ومن المستوطنين ما بين قتيل وجريح وللمرة الأولى، للمرة الأولى يتعمد العدو الإسرائيلي بأن يعلن قبل ظهور نتائج الهجوم الفلسطيني على غلاف قطاع غزة عن أعداد كبيرة من القتلة والجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى والاسيرات من مدنيين وعسكريين وعمال أجانب، وبعد مرور ساعات حتى بدأت العمليات العسكرية لجيش الإحتلال الإسرائيلي وعمليات الإستخدام لكافة أنواع الأسلحة والصواريخ والذخائر بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا وقد دعا وزير التراث الإسرائيلي المدعو عميحاي بن إلياهو إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة وقد تكون الأسلحة وذخائر والصواريخ التي استخدمت من اطنان المتفجرات تعادل قنبلة نووية.
“إسرائيل” كانت تدعي بأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستهدف حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام وسرايا القدس لحركة الجهاد الإسلامي، ولكن التركيز على حركة حماس بشكل عام من حيث الإعلام الإسرائيلي والأمريكي ووسائل الإعلام الغربية بأنه ما يتم إستهداف لحركة حماس، ولكن الوقائع الميدانية تؤكد على أن الاستهداف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم الخاصة والعامة للمواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة لذلك كانت نتائج العدوان المساح الجغرافي لمختلف مناطق قطاع غزة وتهجيرهم من مساكنهم، إضافة إلى تدمير الجامعات والمؤسسات والمستشفيات والأطباء والمسعفين وسيارات الإسعاف لمنع نقل المصابين من الجرحى وتم تدمير المساجد والكنائس والمدارس، وقد كان الاستهداف للمخيمات وتم تحويل قطاع غزة إلى مساحات فارغة واكوام من الحجرة وباقي من البشر بدون الحد الأدنى من توفير مقومات الحياه من ماء وكهرباء ودواء وبدون طعام بل تفرض “إسرائيل” العقوبات الجماعية بقطاع غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في سياق الهدف الأساسي تصفية القضية الفلسطينية وتهجير اللاجئين الفلسطينيين بمختلف الوسائل، ومع ذلك يخرج المحللين السياسين والعسكريين والمنظرين بأن العدو الإسرائيلي لم يحقق الأهداف الإستراتيجية في هزيمة المقاومة المسلحة وبشكل خاص كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وبذلك فشل العدو في تحقيق النصر على المقاومة وما تزال المقاومة قادرة على إطلاق الصواريخ على تل أبيب ومعظم المناطق في” إسرائيل” الجانب الإسرائيلي هو يقوم بعملية الإستثمار إطلاقا الصواريخ على المستوى السياسي بأن” إسرائيل” تتعرض إلى القصف الصاروخي من قبل حركة حماس بشكل خاص رغم مرور 120 يوم وهذا يتتطلب حقها بالدفاع عن النفس وحماية “المواطنين الاسرائليون” وبذلك تستمر” إسرائيل” من خلال هذه الزرائع الإستمرار في حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين بقطاع غزة، ونطرح السؤال المركزي ماذا تحقق من إنجازات ميدانية وحجم الخسائر البشرية والمادية للإحتلال الإسرائيلي من جراء القصف الصاروخي على مناطق الإحتلال الإسرائيلي بنتائج العملية صفر يعني بذلك بأن “إسرائيل” تستثمر الصاروخي من المقاومة لتقديم نفسها ضحية الصواريخ الفلسطينية.
ومن الطبيعي في مختلف الحروب يلجأ العدو قصف مصدر إطلاق النار من خلال القصف الجوي والمدفعي ونقول لماذا لا يقصف العدو الإسرائيلي مصدر إطلاق الصواريخ ويسمح استمرار ذلك، بكل تأكيد بأن المحللين من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية لديهم الجواب على ما حدث بقطاع غزة وقد تعودت “إسرائيل” بأن تقدم نفسها ضحية في السنوات الماضية، ولكن اليوم تقدم نفسها على إنها “إسرائيل” الدولة الإقليمية التي تمتلك الردع العسكري والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط الكبير وتستطيع حماية المصالح ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو وتقديم نفسها حماية دول الخليج العربي من الخطر الإيراني و الهلال الشيعي كم يتم الترويج لذلك في وسائل الإعلام.
وبذلك يتم مواصلة التطبيع مع “إسرائيل” تحت هذه الذرائع، في نهاية الأمر فإن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولا يوجد ضمانات لوقف العدوان بشكل شامل بعد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى وفي نفس الوقت لا يوجد ضمانات بعدم إعادة إعتقالهم للأسرى مرة ثانية أو قتلتهم كما حدث للعديد من الأسرى المحررين من سجون الإحتلال الإسرائيلي، لذلك فإن المطلوب حوار وطني فلسطيني يشمل الجميع والوصول إلى الأهداف المنشودة لحماية شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس، حيث تصاعدات الهجمات الإسرائيلية المتعاقبة وبشكل يومي عمليات الاغتيالات والاقتحامات المتكررة للجيش الإحتلال الإسرائيلي وخاصة قوات المستعربين ضمن منظومة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لذلك المطلوب الإنتهاء من التناقضات الداخلية في الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة ودفع إلى الإستمرار في الحوار والتوافق الفلسطيني بعيد عن الأجندات التي تسهم في تخوين والفتنة وتفتيت بالساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، وفي الختام المواطنين الفلسطينيين العزل هم ضحايا جرائم العدوان الإسرائيلي والذي يتتطلب بأن يتوقف على الفور وتأمين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني.