د . أيمن الرقب
أمد/ ونحن نقترب من نهاية الشهر الخامس للاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، و نهاية العام الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية ، تستمر قراءة المقاربات بين تعامل الغرب في الحالتين .
الغرب الذي وفر الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي لقتل شعب أعزل ، لازال يستمر في دعمه للاحتلال رغم قناعات جميع الشعوب في العالم ، وفي الغرب بالتحديد إن ما يمارس في فلسطين هي حرب إبادة جماعية ، و صمت قيادات الغرب آذانها حتى لا تسمع صرخات شعوبها ، التي تتناقض مع مصالحها ومواقفها .
رغم أن الأيام أثبتت كذب الرواية الاسرائيلية التي روجها الاحتلال واقنع بها الغرب لتبرير عملية القتل للشعب الفلسطيني تحت حجة الدفاع عن النفس و حقها في ممارسة هذا الدفاع ، إلا أن الدعم عن الاحتلال الإسرائيلي لم يتغير .
لازال الموقف الغربي يتعامل و كأن دولة الاحتلال ضحية ، وأنها لم تكن سببا في احتقان المنطقة نتيجة سلوك وزرائها ومستوطنيها ، ومن حقها مواجهة الهجوم البربري من قبل حركة حماس ، وان الأخيرة تختبئ بين المواطنين الفلسطينيين لذلك مجمل الضحايا من المدنيين ، المبررات الغربية للاحتلال جاهزة دون تردد أو خجل من جرائم الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء .
إن الحرب على قطاع غزة كشفت وفضحت زيف كل الشعارات التي يرفعها الغرب ، تحت شعار حقوق الإنسان رأينا الهجوم على روسيا والدفاع عن اوكرانيا خلال أيام الحرب ، وفتحوا كل منصاتهم للدفاع عن اوكرانيا ، وذهبت إلى أبعد من ذلك حيث طالبوا من الجنائية الدولية اصدار مذكرات ايقاف ضد قيادات روسية ، وسرعان ما نفذت هذه المنظمة المسيسة الطلب الغربي ، في حين أن تتجاهل كل المطالبات بالتحقيق في جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني و اصدار مذكرات ايقاف ضد قيادات الاحتلال الإسرائيلي.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، ففي اللحظة التي يتحدث فيها الغرب عن خديعة جديدة تحت عنوان الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، يقر الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال الذخائر والأموال للاحتلال ولأكرانيا ، فالدولتين ذاتا اهتمام مهم للغرب للحفاظ على تغولهم على العالم بشكل عام .
قد تكون محكمة العدل الدولية على محك الاختبار الأيام القادمة لتثبت أنها مصدر قرار عدالة دولية لا تؤثر عليها سياسة المال الغربي ، وهذا امل مشوب بالحذر .
اذا اراد الغرب أن يثبت أنه لا يعمل بإزدواجية المعايير فعليه أن يكف فورا عن دعم الاحتلال الإسرائيلي بحجة الدفاع عن النفس إلا اذا كان موقفهم مستندا على اللون و الدم ، فسفك الدم الفلسطيني بالنسبة لهم حلال أما الدم الأوكراني فحرام .