منجد صالح
أمد/ يرنُّ اسم كولومبيا مثل “الذهب العصملّي”،
يتلألأ مثل نجمة، نجمتين في السماء،
هل هي مصادفة اسم كولومبيا أم ان الاقدار ترسم خيوطها وتضاريسها،
سطع اسم كولومبيا الجامعة الامريكية في نيويورك، مهد ونبع ومنجم الاحتجاجات الطلابية ضد حرب الابادة في غزة، وضد علاقات الجامعة “المشبوهة” مع الجيش الاسرائيلي، مقترف هذه الابادة، إلى جانب دعم امريكا لحرب الابادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمشاركة في خوضها وتنفيذها،
هذه هي كولومبيا الاولى، كولومبيا الجامعة العريقة، المُنتفضة ضد الظلم ومع المظلومين،
اما كولومبيا الثانية، كولومبيا الدولة، فهي جمهورية كولومبيا، احدى دول امريكا الجنوبية الناطقة باللغة الاسبانية، وعاصمتها بوغوتا، الواقعة على قمم جبال الانديز الشاهقة،
“عاشت الاسامي”، كما نقول نحن في ثقافتنا الشعبية،
فقد انزرع اسم كولومبيا الجامعة وكولومبيا الدولة في كيان كلّ فلسطيني وعربي واممي حر في هذا العالم،
قبل عدة ايام وبالترافق مع الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا، قامت كولومبيا الدولة اللاتينية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، دولة الاحتلال، احتجاجا على هذه الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني،
كولومبيا الجامعة يحتجّ طلابها ويُطالبون “بغربلة” علاقات جامعتهم مع اسرائيل ومؤسساتها القمعية،
وكولومبيا الدولة يُعلن رئيسها غوستابو بيترو قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع اسرائيل،
كولومبيا الاولى تشدّ ازركولومبيا الثانية وبالعكس، دون تنسيق مسبق ولا حتى لقاء، لكن الرياح الطيبة تهب دفعة واحدة تُلطّف قتامة الاجواء المخيمة على الشعب الفلسطيني بفعل حرب اسرائيل وامريكا عليه،
تلتقي الكولومبيتين في بحر التضامن مع فلسطين وضد رياح امريكا واسرائيل الهابة صرصرا على شعوب العالم اجمع،
هل نتمنّى ان يظهر اسم كولومبيا في احدى الدول العربية بدل الاسماء المكدّسة السابتة على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج؟؟!!،
كولومبيا الجامعة جرّت وراءها جامعات في اوروبا وآسيا وافريقيا، وكولومبيا الدولة تقف إلى جانبها وفي صفّها وضفّتها نيكاراغوا وبوليفيا والتشيلي وجامايكا والبرازيل وسان فينسنت والغرانادينز وجنوب افريقيا،
العالم الاستعماري يدعم اسرائيل الاستعماريّة، والشعوب الحرة تدعم فلسطين حُرّة أبيّة.