وفاء حميد
أمد/ نسمع اليوم هتافات اعتراض تملأ شوارع وجامعات متعددة في الولايات المتحدة ، نصرة للقضية الفلسطينية وشعب غزة خاصة، فقد شهدت جامعات أمريكية منها “تكساس” و”ييل” و”كولومبيا” و”وساوثرن كاليفورنيا”، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات طالت مئات الطلاب وبعض الأساتذة المحاضرين.
وكانت الشرطة الأمريكية اعتقلت الأسبوع الماضي أكثر من 100 طالب، إثر نصبهم “مخيماً احتجاجياً” في حرم “جامعة كولومبيا” في نيويورك . وبسبب الاعتقالات الأميركية للطلاب دعوا فيها جامعاتهم للتخلّي عن الشركات التي تربطها علاقات بالجيش الإسرائيلي.، وكما دعا الطلاب بإسقاط أو إلغاء الإجراءات التأديبية بحقهم . وينصّ التعديل الاول للدستور الأميركي على أن “لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف”.
كما ظهرت خيام احتجاجية في جامعات بأنحاء الولايات المتحدة وخارجها تضامنا مع طلبة جامعة كولومبيا، الأمر الذي أثار انتقادات من البيت الأبيض والعديد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذين اتهموا المحتجين بمعاداة السامية وترهيب أقرانهم اليهود.وترى إدارات بعض الجامعات أن الطلاب يرددون شعارات تعتبرها “معادية للسامية”، رغم رفع إحدى اللافتات في حديقة مخيم الاحتجاج في جامعة كولومبيا: “معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية” .
وهذا ليس بجديد على الامبريالية الأمريكية فإن ماضيها يفضح ابشع اعمالها فقد ارتكبت في جامعة ” كنت” عام 4/ايار 1970 مجزرة بحق /4/ طلاب وجرح /9/ في ولاية اوهايو كانوا يحتجون بصورة سلمية على حرب فيتنام برصاص ” الحرس الوطني ” وتم تبرئتهم بعد أن أطلق الرصاص على /300/ من المتظاهرين سلميا واثنان ممن قتلهم الحرس كانوا يقفون بعيدا عن المتظاهرين .. كما أدى إطلاق النار على محتجين من جامعة “جاكسون” ، في ولاية المسيسبي بعد عشرة أيام من احتجاجات جامعة ” كنت” أدت إلى قتل /2/من الطلاب وجرح /12/ ، وأخرى بطعن /11/ محتجا من الطلاب والأساتذة والإعلاميين ببنادق ” الحرس الوطني ” في ولاية نيو مكسيكو على خلفية مجزرة جامعة ” كنت ” المناهضة لحرب فيتنام …
وهذا برهان على أن من تزعم نفسها الدولة العظمى الحامية للعالم من ارتكاب الجرائم وانتهاك الحقوق الإنسانية ، ماهي الا ذئب يرتدي ثوب حمل ، ليسقط القناع عندما يتضارب مع مصالحها ، اومصالح ربيبتها الكيان المحتل فالسياسة الأمريكية المعروفة تهدف إلى توسيع النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي للولايات المتحدة ليشمل مناطق خارج حدودها ، وليس لها حدود في الطغيان والسيطرة فهي تقمع اي صوت يعارض أهدافها الامبريالية حتى لو كانوا طلابا امريكيين …