صلاح صبحية
أمد/ في إطار حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بتعليمات من نتن ياهو جاءت مجزرة مخيم النصيرات بالأمس لتؤكد في كل وقت وكل حين أنَّ الغزاة الصهاينة ارتكبوا مجازرهم ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني تحت شعارهم العنصري ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) ، وأن عودتهم إلى ما يسمونه أرض يهودا والسامرة يتطلب منهم القيام بحرب إبادة لسكان هذه الأرض، أي أنَّ ما يجري على أرض فلسطين هو صراع وجود وليس نزاع حدود وهذا ما يؤكده عدد ضحايا مجزرة مخيم النصيرات الذي وصل حتى الآن إلى /٢٧٤ / شهيداً و/ ٦٩٨/ جريحاً مع وجود عشرات الضحايا تحت الإنقاذ .
مجزرة مخيم النصيرات التي اشتركت فيها قوات بريَّة وجويَّة وبحريَّة بالتعاون مع الشاباك وباستخدام شاحنة مساعدات إنسانية لتخليص أربعة أسرى صهاينة لدى المقاومة الفلسطينية وإعادتهم سالمين إلى ذويهم ، هذه المجزرة أرادها نتن ياهو تبرئة لموقفه اتجاه أهالي الأسرى بأنه يعمل كل جهده لإنقاذ الأسرى وتخليصهم من يد المقاومة الفلسطينية، ولكن الاستراتيجية التي يعمل على أساسها نتن ياهو هي التخلص من الأسرى وليس تخليص الأسرى ، لأنه لو أراد تخليص أسراه لما انتظر ثمانية أشهر من العدوان وارتكاب مئات المجازر لتخليص أربعة أسرى وهو يعلم جيداً بأن العشرات من أسراه قد قتلوا بسبب حرب الإبادة التي يمارسها يوميا على مقومات الحياة في قطاع غزة ، وهو يعلم أيضاً أنه إلى جانب تخليص الأسرى الأربعة قد قتل العديد من أسراه في ذات الوقت كما أعلن ذلك أبو عبيدة الناطق باسم حركة حماس .
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يريد نتن ياهو التخلص من أسراه مع أنه استطاع تخليص /١١٠/ أسيراً في اتفاق التهدئة في نوفمبر العام الماضي ولعل صحيفة هآرتس تصف حال نتن ياهو بكل دقة وهي تقول ((نتنياهو بالأمس جاء إلى مستشفى شيبا والتقى المحررين وعوائلهم .. بينما سابقا تجاهل من أفرج عنهم بصفقة الهدنة الإنسانية .. ولم يكلف نفسه عناء الاتصال ببعضهم ولا بعوائل أسرى قتلوا*
*نتنياهو هو من اتخذ قرار العملية ولو فشلت لما رأيناه على شاشات التلفاز ولا حتى سمعنا أنه اتصل بعوائل الأسرى*))
فأمر نتن ياهو واضح جداً هو لا يريد وقفاً لاطلاق النار ولحرب الإبادة لأنه يريد التخلص من أسراه ليتفادى عملية تبادل أسراه مع الأسرى الفلسطينيين لديه وخاصة من أصحاب المحكومات العالية لأن من تم الإفراج عنهم في صفقة التهدئة هم أسرى عاديون تم أسر بعضهم بعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ، كما أنه لا يريد الإفراج عن أسرى قيادين في الفصائل الفلسطينية لأنه لا يريد للمقاومة الفلسطينية أن تحقق أحد أهداف عملية السابع من أكتوبر وهو تحرير الأسرى الفلسطينيين من زنازين الاحتلال .
مجزرة مخيم النصيرات هي رسالة إلى المقاومةالفلسطينية واضحة الهدف والمعنى بأن نتن ياهو يسعى إلى سحب ورقة الأسرى من يدها فتفقد المقاومة الورقة الأقوى في يدها خلال التفاوض على وقف إطلاق النار ووقف العدوان ووقف حرب الإبادة فهل تدرك المقاومة هذه الرسالة وتعمل على تغيير تكتيكها في المحافظة على الأسرى الصهاينة ليبقوا على قيد الحياة كورقة رابحة بيدها في مواجهة نتن ياهو الذي يريد أن يُفقد المقاومة هذه الورقة ،فهو لا يريد وقف العدوان ساعياً إلى التخلص من أسراه والتخلص من المقاومة بذات الوقت ذاهباً إلى اليوم التالي لوقف العدوان والحرب برؤية القوة المتعددة الجنسيات تحكم قطاع غزة .