صبحة بغورة
أمد/ تحقيق النصر في أي صراع ليس بالأمر الهين، وهدف بلوغ كامل السيطرة على الخصم تمر عبر مراحل تحتاج إلى صبر ومهارة.. و خداع . للخداع ألف شكل وحيلة ولا عزاء فيمن لم يتعظ و لم يأخذ العبرة ويحفظ الدرس.
منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة نظرت العيون واشرأبت الأعناق نحو تأمل الموقف السياسي والعسكري المصري عندما دارت الدائرة وتأججت روح الانتقام لدى الكيان واشتدت سطوته وبلغ عنفه مستوى الإجرام ضد الإنسانية ، وكان ثمة من يستفز الطرف الغربي ليهب هبة صلاح الدين من أجل السند والنصرة ، كان لهم ما أرادوا وأكثر ، قوافل المساعدات عبر المعبر لا تتوقف ولا تهدأ ، وعلاج المصابين التزام متواصل بكل التقدير والاحترام ، والتقدم المدمر لقوات الاحتلال متواصل وانتشار آلة الموت لا تبقي ولا تذر، وما زالت العيون تترقب ردة فعل عنترية حتى وإن كانت على سبيل المخاطرة غير المحسوبة لتشفي صدور قوم مظلومين. الأمر يتطور نحو المناطق الحدودية فيفرك الملاحظون الأكف عساهم يشاهدون فيلما حربيا يحمل بشرى نصر مبين ، أليست هي أم الدنيا التي تملك جيشا عرمرما يضاهي أقوى عشر جيوش في العالم .
سبق أن جرى تضليل صدام العراق حتى وقع في فخ احتلال الكويت ومن ثمة كانت نهايته ، وتبعه قذافي ليبيا الذي أوهم جيرانه بامتلاك أدوات الشروع في برنامج ذري وأسلحة دمار شامل فقتله شعبه حتى لا يستمر في غيه ، ثم كانت النهاية الأليمة للبائس صالح اليمن الذي توهم أنه يمكنه تحرير فلسطين عن بعد، إن ما يدعو للأسف أن نهاية هؤلاء التعساء قد رافقها انهيار كامل للدولة وفقدانها السيطرة على الوضع الأمني فأصبحت مطمعا لقوى خارجية لم تضع الوقت حتى كانت لها السطوة والغلبة فيها .
لقد تم استدراج أرض الكنانة نحو آفة الغرور بالتضليل الأكاذيب ، فجعلوا منها قوة عسكرية كبرى سترمي من تحب في البحر فكانت الطامة وكانت الانتكاسة التي كسرت النفس والخاطر وحطمت الثقة والمصداقية ، وهزمت الهيبة لما استسلم البؤساء لطرب الغواني ولان جانبهم للغريب قبل القريب، وصدقوا أنهم بذلك فقط سيكونون خير أمة أخرجت للناس بدون علم ولا عمل !!
الحذر،ما أشبه اليوم بالأمس ، المبالغة في بث مشاهد الاستعراضات العسكرية والتدريبات المشتركة للقوات المسلحة بدون تحفظ تجعل المسؤولين يرقدون ملء الجفون ، مطمئنون، حقيقة كبار مسؤولي الدولة قد احترقوا من فرط ما يواجهون من مهام عظيمة ويتحملون المسؤوليات الجسام ، لكن لابد من حملات التوعية المستمرة التي تضمن دوام اليقظة والاحتياط على كافة المستويات، سيكون للغفلة ثمنا باهظا سبق أن دفعه الشعب من أرضه وأبنائه ومقدراته ، لا بأس أن يستشعر البسطاء وكل العامة الكثير من الجدية تجاه خطورة الأوضاع الحالية فيلتزمون الحذر أكثر وأكثر من حملات التضليل ومؤامرات الاستدراج .لابد من مواصلة الأخذ بكل أسباب القوة المسلحة والتمكين الاقتصادي، فطبيعة الظروف المحيطة لا تبعث على الارتياح وتطور الصراعات في المنطقة لا تمنحنا رفاهية الوقت وبذخ الإنفاق .