أمد/
شكّل الجيش الإسرائيلي فريقا خارجيا للتحقيق في سلسلة الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية، التي تزامنت مع هجوم القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بما في ذلك سير العمليات العسكرية في إطار الحرب على غزة.
ويضم فريق التحقيق كلا من :
1- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، الفريق شاؤول موفاز
2- الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء في الاحتياط أهارون زئيفي – فركش
3- القائد السابق للقيادة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط، سامي ترجمان .
4- اللواء احتياط يوآف هار إيفين، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "رافائيل" لتطوير الأسلحة.
وتشير التوجهات الاستراتيجية العامة للصحف الإسرائيلية إلى أن اللجنة ستعني بالتحقيق في شقين رئيسيين :
1- التحقيق في الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ قرابة الــ 90 يوما على قطاع غزة المحاصر
2- التحقيق في أحداث السابع من أكتوبر الماضي
3- التحقيق في عملية التحضيرات للاجتياح البري لقطاع غزة
4- التحقيق في مجريات "القتال داخل القطاع ".
تقدير موقف
وبالقراءة الاستراتيجية للأحداث يمكن القول أن علاقه عدد من أفراد لجنة التحقيق مع مكونات العناصر الحالية بالحكومة أو في الجيش ليست بالطيبة ، خاصة بالنسبة لعلاقة شاؤول موفاز رئيس اللجنة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .
فضلا عن أن علاقة موفاز ببعض من قيادات الجيش حاليا ليست في أفضل حال، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في :
1- تزايد حدة الخلافات بين عناصر اللجنة من جهة وبعض من مسؤولي الحكومة أو الجيش
2- يعتبر الجنرال شاؤول موفاز من القيادات الشارونية في الحياة السياسية الإسرائيلية ، وهو من الصقور المتشددة التي أبلت بلاء حسنا في العمل العسكري ولهذا قام إرئيل شاون بتعيينه وزيرا للدفاع ومسؤولا سياسيا بعد ذلك في أكثر من موقع.
والحاصل فإن عمليات التراخي التي كان عليها الجيش الإسرائيلي عشيه ما جرى في السابع من أكتوبر ، يصيب شخصية مثل موفاز بالغضب ، نظرا لتاريخ موفاز الذي يرفع شعار "كن مستعدا" للأبد:
والتاريخ العسكري ل "موفاز" يوضح ذلك ، حيث تعامل مثلا مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) بقسوة وعنف شديدين للغاية، حيث :
1- أمر بمحاصرة كنيسة القيامة التي وصلها عدد من المقاتلين الفلسطينيين
2- أوصى رئيس حكومته شارون بطرد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المحاصر في المقاطعة في رام الله.
ومن هنا يمكن القول بأن نتائج التحقيقات التي ستصدر بالمستقبل عن هذه اللجنة لن تكون على هوى الحكومة أو تميل لها ، وهو أمر متوقع ، غير أن:
1- عدد من القيادات سواء العسكرية أو السياسية تريد أن تنهي حياتها المهنية بشرف وبدون إدانة في التحقيقات .
2- هناك الكثير من الساسة الإسرائيليين ممن وقع تاريخهم تحت مقصلة القضاء والتحقيقات مثل : غولدا مائير واسحاق رابين وموشيه كتساف وغيرهم ، وبالطبع لا يرغب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو رئيس جهاز الشاباك رونين بار أو رئيس هيئة الإركان هرتسي هاليفي في التعرض لنفس المصير .
تقدير استراتيجي
عموما فإن تعيين هذه اللجنة حاليا سيكون له الكثير من الآثار ، ليس فقط على الوضع العام في إسرائيل ولكن أيضا على الوضع العسكري بالنسبة لمعارك غزة ، وهو ما يتم طرحه حاليا بمرور الوقت.