أمد/
تل أبيب: هددت إسرائيل، في منشورات ألقتها على قطاع غزة بالطائرات، بتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتهجير أهل غزة قسرا، قائلة فيها "لم يبق إلا القليل وانتهت اللعبة ونحن هنا باقون إلى يوم القيامة"، على حد تعبيرها.
وألقت طائرات جيش الاحتلال يوم الخميس، منشورات على قطاع غزة، خاطبت أهل القطاع بأن "خطة ترامب الإجبارية ستفرض عليكم التهجير القسري، شئتم أم أبيتم"، وفق ما ورد فيها.
وجاء في بداية المنشور آيات قرآنية تتحدث عن الابتلاء والمصيبة وأجر الصابرين.
وقال المنشور: "نداء أخير لمن يريد أن نقدم له مساعدات..أعيدوا حساباتكم. خريطة العالم لن تتغير إن اختفى كل أهل غزة عن الوجود".
وأضاف: "لن يشعر بكم أحد ولن يسأل عنكم أحد.. إيران لا تستطيع حماية نفسها حتى تحميكم".
ويرى الفلسطينيون والناشطون أن هذه المنشورات هي جزء من الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 16 شهراً، وأن الرسائل التي تنقلها هذه المنشورات مثيرة للقلق بشكل خاص.
وتقول إحدى العبارات التي تضمنتها المنشورات: "إن خريطة العالم لن تتغير إذا اختفى كل سكان غزة". وتتضمن العبارة المرعبة في المنشورات: "لن يشعر بكم أحد، ولن يسأل عنكم أحد. لقد تُرِكتم وحدكم لمواجهة مصيركم المحتوم".
تشتهر إسرائيل باستخدام تكتيكات نفسية لبث الخوف والامتثال بين السكان الفلسطينيين المتمردين.
وحثت المنشورات التي تحمل الدعاية الإسرائيلية والعمليات النفسية الفلسطينيين في الجيب الساحلي الصغير على عدم الاعتماد على الدول العربية المجاورة، قائلة: "لا أمريكا ولا أوروبا تهتم بغزة بأي حال من الأحوال. حتى دولكم العربية، التي أصبحت الآن حليفة لنا، تزودنا بالأموال والأسلحة بينما ترسل إليكم الأكفان فقط".
وقال جهاد أبو سليم المدير التنفيذي لمعهد دراسات فلسطين: "إن هذا النص هو اعتراف بجرائم حرب متعددة – تهديد علني لشعب بأكمله بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري".
ووعد النص بتقديم المساعدة مقابل التعاون في محاولة لإرهاب الفلسطينيين وكذلك زرع الانقسام بين الفلسطينيين الذين سئموا الحرب والذين شهدوا مقتل حوالي 62 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 115 ألف شخص، وتهجير الملايين بسبب الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"بعد الأحداث التي جرت، ووقف إطلاق النار المؤقت، وقبل تنفيذ خطة ترامب الإلزامية -التي ستفرض عليكم التهجير القسري سواء قبلتم بها أم لم تقبلوا- قررنا توجيه نداء أخير لمن يرغب في الحصول على المساعدات مقابل التعاون معنا. ولن نتردد لحظة في تقديم المساعدة".
وجاء في المنشورات "لم يتبق سوى القليل من الوقت، اللعبة شارفت على الانتهاء، ومن أراد أن ينقذ نفسه قبل فوات الأوان، فنحن هنا، وسنبقى هنا إلى يوم القيامة".
وقال رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "هذه المنشورات بمثابة رسالة ترهيب وإرهاب من الجيش الإسرائيلي لسكان غزة".
وأضاف عبده أن "هذه التهديدات تشمل نصوصا دينية مشوهة تم التلاعب بها بهدف التأثير النفسي، إلى جانب التهديدات المباشرة بالتهجير القسري وتنفيذ خطة ترامب القسرية".
خطة ترامب الخطيرة
ويأتي ذلك بعد مزاعم ترامب المتكررة بأن الولايات المتحدة سوف "تسيطر" على غزة وتطهر سكانها عرقيا لإعادة تطوير القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقد قوبلت هذه الفكرة بالرفض الشديد من جانب العالم العربي ودول أخرى. ويقول ترامب إنه بموجب الخطة لن يكون للفلسطينيين في غزة الحق في العودة.
في هذه الأثناء، حاول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الخميس، التراجع عن أجزاء من خطة ترامب الخطيرة، قائلا إنها لا تتعلق بـ "الإخلاء".
وقال ويتكوف في مؤتمر صحفي في ميامي "هذا لا يعني أننا نسير في خطة إخلاء".
وأضاف "عندما يتحدث الرئيس عن هذا، فهذا يعني أنه يريد هز تفكير الجميع والتفكير في ما هو مقنع وما هو الحل الأفضل للشعب الفلسطيني وشعب غزة الذي يعيش هناك".
"على سبيل المثال، هل يريدون العيش في منزل هناك، أم يفضلون الحصول على فرصة للاستقرار في مكان أفضل، والحصول على وظائف، وفرص عمل، وآفاق مالية أفضل"، كما قال ويتكوف.