أمد/
مطرٌ …
ينهمرُ كدمعِ السماءِ الجريحةِ، لا يشبهُ كلَّ المطرْ …
***
مطرٌ …
يغسلُ وجهَ المدينةِ من غبارِ الخديعةِ، يكنسُ الأزقّةَ من رائحةِ الزيف، ويفتحُ النوافذَ للضوءِ المسجونِ في الصدورْ …
***
مطرٌ …
ينهالُ على الأرواحِ اليابسةِ، فينبتُ بينَ ضلوعِها وردةَ الصفاءِ، يمسحُ عن الجدرانِ ندوبَ الزمنِ القاسي، ويهطلُ في قلوبِنا كفجرٍ جديدْ …
***
مطرٌ …
يطفئُ نيرانَ الضغائنِ المتأججةِ، يُسكبُ كضياءِ القمرِ في كفِّ المساء، فيرتفعُ الحبُّ كقوسِ قزحٍ، يتلو وصايا الربيعِ على الأرضِ العطشى …
***
مطرٌ …
لا يرحلُ مع المواسمِ، لا تسرقهُ ريحُ النسيانِ، ننتظرهُ في كلِّ فجرٍ، نرتشفهُ بعيونٍ حالمةٍ، ونمدُّ أيدينا إليهِ كما لو كانَ الحياةْ …
***
مطرٌ …
يهطلُ ليسقي الضميرَ المتيبّسَ، يطهرُ الشوارعَ من خُطى الغادرين، يفتحُ نافذةً في سماءِ الوطنِ لشمسِ السلامِ، لبذورِ الأملِ، لأغنيةِ الغدِ القادمِ مع الفجرْ …
***
مطرٌ …
مطرْ …
ليسَ كمِثلهِ مطرْ!