بيونس آيرس – نوفوستي: فاز السياسي اليميني خافيير ميلي، المعارض لانضمام الأرجنتين إلى مجموعة "بريكس" والمؤيد لنقل سفارة بلاده إلى القدس، بالانتخابات الرئاسية بنسبة 55.95% من الأصوات، بعد فرز 86.59% منها.
أما منافسه، وزير الاقتصاد والمرشح اليميني سيرجيو ماسا، فقد حصل على 44.04%.
واعترف ماسا بالهزيمة، وهنأ منافسه على فوزه.
وتشهد الأرجنتين أزمة اقتصادية عميقة. حيث أنه منذ بداية العام، وصل التضخم إلى 120٪، والعملة الوطنية في انخفاض، وأجور السكان لا ترتفع عمليا، وفقدت البلاد تقريبا احتياطاتها الدولية واضطرت إلى اللجوء إلى المساعدة الصينية لسداد ديونها البالغة مليارات الدولارات لصندوق النقد الدولي.
ويقترح مايلي إجراءات جذرية، فهو يدعو إلى دولرة الاقتصاد والخصخصة، بما في ذلك في مجال التعليم والرعاية الصحية، ويرفض التعاون مع الصين والبرازيل وروسيا لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال خافيير ميلي في وقت سابق إنه إذا أصبح رئيسا للأرجنتين فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ستكونان أقرب حلفائه.
وأضاف: "إنني أعتبر إسرائيل حليفا لدرجة أنني قلت سأقوم بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، تماما كما فعل الرئيس الأمريكي السابق ترامب".
من هو الائز..
ومن المعروف أن ميلي، هو سياسي يميني متطرف يبلغ من العمر 52 عاما ويحمل شهادة في الاقتصاد، يقترح فرض تغييرات جذرية في الاقتصاد والمجال الاجتماعي في الأرجنتين. وتعتبر شقيقته كارينا بمثابة يده اليمنى وأكثر المقربين منه، وهو متزوج وليس له لديه أبناء. ووفقا له، لم يتواصل مع والديه اللذين، بحسب ميلي نفسه، عاملاه بقسوة في طفولته، إلا أنهما كانا حاضرين في آخر ظهور علني كمرشح الرئاسي. وهو يحب الكلاب كثيرا ويعتبرهم بمثابة الأصدقاء والأبناء.
وباعتباره مؤيدا لدولرة الاقتصاد الأرجنتيني وإلغاء البنك المركزي، فقد فاجأ السياسيين والناخبين أنفسهم في الانتخابات التمهيدية في أغسطس، حيث حصل على نحو 30% من الأصوات واحتل المركز الأول. وفي انتخابات 22 أكتوبر انتقل بثقة إلى الجولة الثانية.
دخل ميلي مجال السياسة منذ فترة غير بعيدة -انضم إلى الحزب الليبرالي في عام 2019.
ونال عضوية البرلمان في عام 2021، وكان يظهر بشكل دوري على شاشة التلفزيون وفي مناسبات مختلفة كخبير اقتصادي.
وبفضل موهبته الخطابية وقدراته الاستعراضية وعمله النشط على الشبكات الاجتماعية، تمكن ميلي من كسب ثقة العديد من الشباب الذين أصبحوا، وفقا لاستطلاعات الرأي، ناخبيه الرئيسيين.
ظهر ميلي في أحد الفعاليات واقفا في سيارة ويلوح بالمنشار، الأمر الذي أدى على الفور إلى ظهور موجة من الميمات على الشبكات الاجتماعية. بالنسبة له يعتبر المنشار رمزا لكيفية وضع حد لـ "الطبقة السياسية" التي تطورت في السنوات الأخيرة في الأرجنتين، والتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، وخفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم، الذي تجاوز بالفعل 100٪. ومن تصرفاته الغربية كذلك، انتقاده للبابا فرنسيس وهو أرجنتيني ويحظى باحترام كبير في البلاد، ووصفه بأنه "ممثل كل ما هو أكثر ضررا على الأرض"، ودعا أحد المقربين من ميلي إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان.
ومن مواقفه الغريبة، تأييده للمتاجرة بالأعضاء البشرية، حيث قال ذات مرة: "جسدي ملكي، لماذا لا أستطيع التحكم في جسدي؟. هناك الكثير من الأشخاص في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين، لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة". وهو في ذات الوقت يعارض الإجهاض ويدعو للسماح بحمل السلاح بحرية في بلد ارتفع فيه عدد الجرائم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ويعتزم ميلي، التركيز على التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مع وقف العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين للأرجنتين – الصين والبرازيل، مشيرا إلى أنه لا يريد التعامل مع الشيوعيين والاشتراكيين. وقال إن الأرجنتين لن تشارك في مجموعة بريكس، حيث تمت دعوتها منذ 1 يناير 2024، ولا تنوي العمل مع روسيا.
شاهد – هستيريا الرئيس الأرجنتيني الجديد ميلي صديق تل أبيب بعد إعلان فوزه بالانتخابابت pic.twitter.com/fGZaSnkpUu
— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) November 20, 2023