رام الله: أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن العدو الإسرائيلي وهو يدخل الشهر الثالث لحربه المجنونة ضد شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، لن يلوذ إلا بالخذلان في ظل الفشل الذريع والإخفاق الواسع لقواته، في أن تحقق أياً من أهدافه المزعومة، عنواناً لحربه ضد قطاع غزة.
وأضافت الجبهة الديمقراطية: إن مرور شهرين كاملين على بدء حرب 7 أكتوبر ضد شعبنا، لم تحمل للعدو سوى المزيد من الانكشاف السياسي والعسكري والأمني، رغم المشاركة الفاعلة للأساطيل الأطلسية في مجال الأمن والاستخبارات ومده بالسلاح والذخائر.
وقالت الجبهة الديمقراطية: إنه عار تاريخي بحق جيش الاحتلال وهو يرتكب مجازره الوحشية ضد شعبنا، ففي قطاع غزة ومنذ 7 أكتوبر، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 16 ألفاً، 65 % منهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى حوالي 6 آلاف آخرين ما زالوا أشلاء ممزقة تحت الأنقاض، وفي المناطق المفتوحة التي تتعرض على مدار الساعة لرمايات نارية من المواقع الإسرائيلية المجاورة، كما دمر العدو أكثر من 80% من منازل القطاع، وعطل أعمال مستشفياته، وطال دماره الوحشي المدارس ودور العبادة حيث يأوي النازحون في خطوات مكشوفة، يهدف منها العدو تهجير شعبنا إلى جنوب القطاع، ومحاصرته هناك لإرغامه على الهجرة إلى سيناء، ما يفتح الحالة على احتمالات خطيرة، سيكون هو وحده المسؤول عن تداعياتها ونتائجها الكارثية.
وعن الضفة الفلسطينية قالت الجبهة الديمقراطية: تواصل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين عملياتها الإجرامية ضد أبناء شعبنا، بحيث وصل أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر إلى 262 شهيداً، والأسرى إلى 3632 أسيراً، أحيل نصفهم تقريباً إلى الاعتقال الإداري، من بينهم عشرات بل مئات الأسرى المحررين في محطات سابقة.
وحذرت الجبهة الديمقراطية من خطورة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث تحول إلى ساحة يتعارك فيها قادة العدو ويتبارون في وحشيتهم، في سياق صراعاتهم الداخلية، جعلوا من دماء أبناء شعبنا مسرحاً لعبثهم الإجرامي.
كما حذرت الجبهة الديمقراطية من خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة، حيث يمارس العدو علناً سياسة الإعدام الميداني، دون سابق إنذار للمواطنين، كما يقوم بتوزيع الآلاف من قطع السلاح الحربي على المستوطنين، ما ينذر باشتعال حرب يمارس فيها العدو هوايته الدموية، مستغلاً وهج النيران المشتعلة في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، دعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية إلى الكف عن تعطيل الدعوات للحوار الوطني، والكف عن الإصرار على الاكتفاء بالمراقبة في ظل حسابات شديدة الخطورة، لن تعود على القضية الوطنية ومصالح شعبنا إلا بالخسائر الفادحة التي قد ترتقي إلى مستوى نكبة جديدة لن يسامح التاريخ من أخل فيها ونحوها بواجبه لمنع وقوعها، ومن أصر على التمسك بخياراته الفاشلة، رافضاً أي شكل من أشكال الاجتماع الوطني، الذي بات الشرط الرئيس لقطع الطريق على المشاريع الخطيرة التي تحاك «لليوم التالي» لحرب غزة، والتي تحاك في الوقت نفسه للعبث بالنظام السياسي الفلسطيني، وقطع الطريق على إعادة بنائه، والعمل بدلاً من ذلك بتوجيه الإدارة الأميركية لإقامة «سلطة فلسطينية متجددة».
وختمت الجبهة الديمقراطية في التأكيد على ضرورة وضع حد للمفارقة الخطيرة القائمة بين مشهدين فلسطينيين متنافرين: مشهد الصمود والبطولة للشعب ومقاومته في الميدان، في الضفة والقدس والقطاع، ومشهد غياب الدور القيادي الوطني الموحد، والمؤهل لتحويل الصمود في الميدان إلى انتصار وكسر للحرب والحصار، وإلحاق الهزيمة العسكرية والسياسية بالعدو الإسرائيلي.