غزة: لليوم 67 علي التوالي تستمر دولة الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة والعدوان علي قطاع غزة ، غير عائبة بالإدانة الدولية ومطالبات احرار العالم والمنظمات الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة متسلحة بالدعم الأمريكي العسكري والسياسي والمالي الذي يوفر الغطاء لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الوحشية، يترافق مع استمرار سياسية ازدوجبة المعايير وانتقائية إنفاذ القانون والعجز الدولي عن وقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب علي نطاق واسع في قطاع غزة، والتي تسببت حسب معلومات وزارة الصحة عن استشهاد 18500 شهيداً منهم 7850 طفل و6300 امرأة و320 من الاطقم الطبية والمسعفين والدفاع المدني و87 صحفي و133 من موطفي الأمم المتحدة، واصابة قرابة 50 الف فلسطيني، ووجود اكثر من 10 الاف شخص مفقودين معظمهم اطفال ونساء تحت ركام منازلهم ، فيما لاتزال عشرات الجثث ملقاة في الشوارع دون أن يسمح للمواطنين بأخلائها أو دفنها ،ونزوح قسري لقرابة 2مليون فلسطيني، أكثر من نصفهم يتواجد في مدراس وكالة الغوث الدولية، واعتقال أكثر 2000 مواطن بعد التنكيل بهم واقتيادهم الي أماكن مجهولة بعد التنكيل بهم .
ويترافق العدوان الإسرائيلي مع استمرار إغلاق إسرائيلي لكافة المعابر، وقطع إمدادات المياه والكهرباء، الاتصالات ومنع دخول الصحفيين الأطباء واطقم الدفاع المدني، مع السماح بدخول محدود للمساعدات من معبر رفح بمتوسط يومي بواقع 65 شاحنة، لا تكفي لتغطية 5% من قيمة العجز الراهن في كل الامدادات والاحتياجات الضرورية لضمان حياة البشر.
وفقا لتوثيق ومتابعات فريق الهيئة الدولية حشد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها الجوي والبري والبحري، وشن مئات الغارات التي دمرت عشرات المنازل علي رؤوس سكانها في تواصل للمجازر بحق العائلات الفلسطينية ، كما وطال القصف المنشآت الخدمية و المدنية، وتعمد الاستهداف والقصف لمراكز الايواء في شمال غزة واقتحام المدراس التابعة لوكالة الغوث واعتقال الرجال التنكيل بهم فيما اجبار النساء والأطفال علي إخلاءها تمهيدا لتدميرها وحرقها بهدف اجبار المواطنين علي النزوح القسري ، إضافة إلي استهداف ومحاصرة مستشفى العودة ومستشفي كمال عدوان وإخراجهم عن الخدمة ، فيما استمرت عمليات توسيع الاجتياح البري في مخيم جباليا ومدينة خانيونس التي يترفق معها قصف مدفعي عشوائي متواصل اوقع العديد من الشهداء والجرحى والدمار الواسع، في استكمال لتدمير مباني ومنشآت القطاع المدنية والاقتصادية والبنية التحتية وباستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا حيث تم إسقاط ما يزيد عن 65 الف طن من المتفجرات التي أدت إلى تدمير قرابة 65% من الوحدات السكنية والمباني والمنشآت المدنية والصحية والزراعية والمخابز وآبار المياه والمساجد والكنائس والجامعات والبنية التحتية وتسببت عدا عن الدمار الواسع في خسائر اقتصادية فادحة جراء تعطل معظم الأعمال والمنشآت التجارية وتوقف قرابة نصف مليون عن العمل ليتحول 90%من سكان القطاع الي فقراء معدومي الدخل.
وقد وثقت الهيئة عمليات مهاجمة قوات الاحتلال العديد من المدارس المخصصة لإيواء آلاف النازحين بعد إطلاق قذائف المدفعية ونيران قناصة تجاه تلك المدارس، وجرى احتجاز الآلاف من الرجال بعد إجبارهم على خلع ملابسهم وتعذيبهم والتنكيل بهم وإخضاعهم للاستجواب، وأُفراج عن معظمهم لاحقا فيما لا يزال مصير المئات منهم مجهولاً، حيث أفاد بعضهم بشهادتهم عن فظائع وانتهاكات جسيمة وحشية ومعاملة حاطه بالكرامة مورست بحقهم ، فيما وثق عشرات الحالات التي تظهر استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين كدروع بشرية سواء في المنازل التي تحصنت بها قوات الاحتلال أو وضعهم امام الدبابات والعربات العسكرية، مع استمرار احتجاز النساء والأطفال في ساحات لا تتوفر فيها ادني مقومات الحياة وفي ظل البرد القارص ، تتزامن هذه الانتهاكات مع استمرار سياسات التجويع والتعطيش واستمرار سياسية تقطير وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية، وتدمير منظومة الخدمات الصحية والإنسانية المنقذة للحياة في ظل غياب عمل المؤسسات الدولية والإنسانية وخاصة وكالة الغوث والصليب الاحمر في شمال غزة جراء ممارسات الاحتلال ما أعاق اي قدرة علي إغاثة واجلاء ضحايا جرائم الإبادة وخاصة في شمال غزة الذي جري افراغه من سكانه فيما تتواصل جرائم قوات الاحتلال لدفع من تبقي منهم للنزوح القسري.
وفيما تستمر قوات الاحتلال في جنوب القطاع بتوسيع نطاق العمليات البرية وخاصة في مدينة خانيونس التي تتعرض بعض أحيائها لقصف همجي وتدمير وقصف المنازل والمنشآت المدنية وطلب إخلاء السكان منها ما دفع بعشرات الآلاف من المواطنين للنزوح لمدينة رفح التي يقترب عدد النازحين فيها لقرابة المليون نسمة يعيشون في ظل تكدس بشري غير مسبوق في التاريخ في مراكز الايواء وفي الشوارع والخيام التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، بما يؤشر الي أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في سياسيات التطهير العرقي والتهجير القسري لخارج الأراضي الفلسطينية.
لليوم 67 على التوالي تستمر مأساة ومعاناة 2.3 مليون من الجوع والعطش والأمراض والأوبئة الصحية في ظل انهيار الخدمات الصحية والإنسانية، فيما لايزال الآلاف من المدنيين بدون أي أماكن للعيش فيها في ظل ارتفاع اعداد النازحين لأكثر من 2 مليون، مع استمرار تكدس النازحين في مراكز الايواء ومعاناتهم من نقص الخدمات وشح المياه والغداء والدواء، والافتقار للخصوصية والنظافة، عدا عن الفوضى جراء التكدس والاكتظاظ ومحدودية الموارد والمساعدات الإنسانية.
فيما تتواصل جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس، حيث وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من جرائمهم التي أودت بحياة 273 مواطن ، وإصابة ما يزيد عن 3000 آخرين منذ بدء العدوان على قطاع غزة ، فيما اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 3750 فلسطيني بشكل تعسفي ، عدا عن توسيع جرائم التنكيل بالأسري والمعتقلين في سجون الاحتلال بناء علي تعليمات وزير الأمن القومي الإرهابي بن غفير ، ومن جهة أخرى تواصلت جرائم توسيع المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وإعاقة تنقل المواطنين علي الحواجز واعتداءات المستوطنين بحراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار ممارسات التمييز العنصري بحق الفلسطينيين في مناطق 48 ، والاعتداء علي الاماكن المقدسة المسيحية والإسلامية .
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تحذر من مخاطر نكبة جديدة تتضح معالمها كل يوم وتتكشف فصولها بدفع اكبر عدد من الفلسطينيين ، عبر المجازر المتواصلة للنزوح قسرا قرب الحدود المصرية بهدف إفراغ قطاع غزة من سكانه، بعد أن حولته الي منطقة منكوبة لا يتوفر فيها سبل الحياة، وإذ تجدد إدانتها واستنكارها وباشد العبارات لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والعقوبات الجماعية وجرائم الحرب المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين ، وإذ تحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الداعمة للاحتلال عسكريا وسياسيا واقتصاديا عن تبعات عدوانها المستمر وحرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وإذ تحذر من خطورة الأوضاع الإنسانية والكارثية التي يعيشها المدنيين في قطاع غزة بما يشمل النازحين بسبب شح المياه وندرة الإغاثة والمواد الغذائية وشح الدواء وانهيار النظام الصحي والإنساني ، وإذ تؤكد على العقوبات الجماعية والحصار الإسرائيلي يعًد انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحظر على دولة الاحتلال الاقتصاص ومعاقبة المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والصحفيين والاطقم الطبية، وإذ تؤكد علي أن دولة الاحتلال الإسرائيلي انتهكت كل مبادئ ومعايير القانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب وكافة معايير مواد مواثيق حقوق الإنسان فأنها تسجل وتطالب بما يلي:
الهيئة الدولية (حشد): تطالب المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة لضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة والعدوان المستمر على قطاع غزة.
الهيئة الدولية (حشد): يتعين على الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربعة الامتثال الأمين لواجباتها الأخلاقية والقانونية بالتحرك العاجل لوقف جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية لضمان إجلاء الجرحى وتدفق المساعدات الإنسانية والاغاثية والمستلزمات الطبية والمعدات المنقذة للحياة، وفرض المقاطعة والعقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستخدام مبدأ الولاية القضائية الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات الجسيمة.
الهيئة الدولية (حشد): تكرر مطالبتها لمكتب الادعاء العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لوقف سياسية ازدوجبة المعايير والتسويف والمماطلة وانتقائية إنفاذ القانون الدولي، وتسريع إجراءات التحقيق في الجرائم الدولية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمانا للمحاسبة والعدالة وإنصافا لضحايا الاحتلال الإسرائيلي.
الهيئة الدولية (حشد): تطالب الأمم المتحدة وكافة وكالاتها المتخصصة خاصة وكالة الغوث والصليب الأحمر الدولي بإدانة جرائم الإبادة والحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين والمنشآت المدنية في قطاع غزة وتفعيل جهودهم في حماية الأطفال والنساء والصحفيين والأطقم الطبية وتقديم الإغاثة الضرورية للنازحين في كل مناطق قطاع غزة.
الهيئة الدولية (حشد): تطالب احرار العالم بمواصلة وتصعيد التحركات الشعبية والتضامنية للضغظ من أجل وقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة وحماية المدنيين واتخاذ إجراءات فعالة لضمان منع نكبة جديدة تحدق بالفلسطينيين.