غزة: ببالغ الحزن والأسى والفخر والاعتزاز، تنعى مؤسسة معين بسيسو شهيدها شهيد الوطن والثقافة حارس الكلمة، الشاعر التقدمي الكبير والمناضل العتيق سليم النفار، عضو مجلس أمنائها، الذي ارتقى جراء قصف صهيوني غاشم للعمارة السكنية التي آوى إليها خلال عودته التي أرادها لبيته ولم يتمكن من الوصول جراء القصف والقنص الغزير، حيث تواجد فيها وشقيقه سلامة وأسرتهما في مدينة غزة. يُعد هذا الفقد المأساوي خسارة كبيرة للثقافة الوطنية والتقدمية، فقد كان الشاعر سليم النفار رمزاً للتقدم والإبداع وشكلت قصائده ملحمة شعرية عبرت عن الذات والهوية والوجود صاغها بروحه الشاعرة العالية؛ ليتفرد بما أنتج للأدب الفلسطيني الملتزم والمقاوم، كما يعد واحدا من رموز الفعل الثقافي الفلسطيني بما أعطى للحركة الثقافية من جهد مستمر ودؤوب من أجل بناء ثقافة وطنية قادرة على مواجهة رواية النقيض، فحرص على أداء مهامه الوطنية والثقافية وحمل أمانتها بجدارة، إذ لم ينقطع لحظة عن العطاء الإبداعي والمجتمعي والمؤسساتي، وكان أنموذجا كفاحيا رائدا ومتميزا ومثابرا، واجه ضنك العيش عبر رحلة حياته الحبلى بتفاصيل الوجع خلال محطات اللجوء والشتات والعودة التي صقلت شخصيته الوطنية وذاته الكاتبة والشاعرة إلى أن استشهد وهو يدعو إلى الثبات في الأرض وعدم الهجرة من الديار، فضلا عن مخطط الحرب التي تستهدف ترحيل الفلسطينيين من غزة هدف الحرب الأساس وقضى على ذلك حينما آثر العودة إلى بيته الذي غادره قليلا تجسيدا لقوله وفكره بالثبات والصمود ورفضا لمخططات العدو الرامية للنزوح والتهجير وضياع الهوية وتصفية الوجودد الفلسطيني؛ ليدفع حياته ثمنا لهذه الرسالة الوطنية التي آمن فيها منذ أن جاء إلى الدنيا وتفتقت قريحته على والده مناضلا مقاتلا وشهيدا.
رحل سليم النفار شهيدا ابن شهيد واغتيل كما اغتيل أبيه من قبل، رحل تاركا لنا إرثا أدبيا كبيرا ومدرسة شعرية متفردة يحتذى بها، رحل قابضا على جمرة الحلم، وكتب بالدم لفلسطين.
تودع مؤسسة معين بسبسو أحد مؤسسيها وعضو مجلس أمنائها الشاعر العربي الفلسطيني وارف الألق والتميز والإبداع المناضل السياسي والإنسان سليم النفار وتتجرع مرارة الفقد والخسارة الكبيرة للمؤسسة ولكل ساحات الفعل الوطني والثقافي، وتؤكد المؤسسة على استمرار العمل بروح الصمود والمقاومة التي تحلى بها حين كصاحب كلمة ورأي منافحا لكل أشكال الظلم بصوته العالي وحسه الوطني باذخ العطاء، وتعاهد روحه أن تظل ملتزمة بمواصلة رسالته رسالة الشهيد المثقف المشتبك رسالة الشاعر النبيلة وعالية الظل من خلال دعم الثقافة والفن المقاوم.
تبوأ الشهيد سليم النفار مواقع عدة أهمها:
– عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي.
– عضو المجلس الوطني الفلسطيني.
– عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
– عضو مجلس أمناء مؤسسة معين بسيسو.
– مدير في وزارة الثقافة الفلسطينية.