كتب حسن عصفور/ بعد عودته من زيارة فلسطين التاريخية، أصدر البريطاني كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بيانا أشار فيه الى ما حدث، وما راه وسمع، بيان يحمل كل عناصر "الجريمة القانونية – السياسية"، ليس لغة ومواقفا فقط، بل شكلا ومضمونا أيضا.
وريث الاستعمار البريطاني خان، في بيانه يعيد صياغة "وعد بلفور" بشكل مستحدث وعبر ملامح "قانونية خاصة، لم يراع مطلقا فيما أصدره بعضا من "الحقائق السياسية" التي يراها العالم من كل أقطاب الأرض، وتجاهل كليا قرار مجلس الأمن الأخير، حول الأوضاع في الأرض المحتلة.
كريم خان، زار كل مناطق حدث يوم 7 أكتوبر في طرف دولة الكيان، زيارة تجاوزت كل حدود المهمة المكلفة بها، وكأنه جاء من قبل طرف "حليف" للفاشية اليهودية، تفاصيل مشاركة بالطعام والشراب، ابداء مشاعره الخاصة، لم يختلف أبدا عن مواقف بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، زيارة يشعرك أنه كان بين أسرته الشخصية، بكل تفاصيل ما ورد صورا ونصوصا كتابية.
كريم خان، أصدر بيانا يمثل "جريمة قانونية" كاملة الأركان، حيث أعلن حكما مسبقا، بأن ما حدث يوم 7 أكتوبر يحمل جوانب "جرائم حرب" وحمل حماس والفصائل الفلسطينية مسؤوليتها، ووصفها بأنها " تمثل بعضا من أخطر الجرائم الدولية التي تصدم ضمير الإنسانية، وهي الجرائم التي أنشئت المحكمة الجنائية الدولية للتصدي لها".
ولم يكتف بذلك الحكم المسبق، والذي حدث دون أي تحقيق قانوني وسياسي قبل إطلاق مثل تلك الأوصاف والأحكام، مكتفيا بالسماع وزيارة مسرح تم اعداده بشكل دقيق من قبل حكومة الفاشية اليهودية، بل أنه كان عنصريا ما يفوق عنصرية فريق إدارة بايدن وسوناك البريطاني، عندما أشار الى ضرورة أن لا تصل المساعدات الى حركة حماس، متجاوزا المهملة المكلف بها، وتحدث كـ "ناشط" مؤيد للفاشيين الجدد.
ويذهب خان، الى الدفاع عن دولة الكيان والعنصرية بنص شاذ، عندما قال " إن الطريقة التي ترد بها إسرائيل على هذه الهجمات تخضع لمعايير قانونية واضحة تحكم النزاع المسلح…"لقد دربت إسرائيل محامين يقدمون المشورة للقادة ونظام قوي يهدف إلى ضمان الامتثال للقانون الإنساني الدولي. وينبغي أن تخضع الادعاءات الموثوقة بارتكاب جرائم خلال الصراع الحالي لفحص والتحقيق في الوقت المناسب وبشكل مستقل".
منح الخان، شهادة براءة علنية لكل ما اعتبرته البشرية "جرائم حرب" ترتكب على الهواء مباشرة، يريد التدقيق بها، فيما أعتبر ما حدث في كيبوتسات جرائم تستعدي المحاسبة دون ما يثبت وجود جريمة، سوى المدعين، مكتفيا باعتبار "أقوالهم" مقدسة لا تقبل المناقشة، وهي تقود منفذيها مباشرة الى المحكمة دون محاكمة.
كريم خان، الذي قام بزيارة مسرحية واضحة لمناطق الحدث داخل فلسطين المغتصبة، لم يكلف ذاته بزيارة قطاع غزة، ويضعها شرطا مسبقا لزيارة تلك المناطق، لكنه يدرك جيدا أن زيارته للقطاع ستدفعه الى إصدار أمر اعتقال لكل قادة حكومة الفاشية المعاصرة، وكبار أركان قادة جيشها وأجهزتها الأمنية، أو يعلن استقالته لأنه غير مؤهل بحكم الانحياز للصهيونية فكرا وممارسة ودولة، وأنه غير قادر على مواصلة العمل.
ولعل الفضيحة الكبرى، التي سجلها حفيد بلفور، عندما تحدث حول المستوطنين في الضفة الغربية، فقال إنه يشعر "بقلق عميق إزاء الزيادة الكبيرة في حوادث الهجمات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت أنه لا يمكن لأي إسرائيلي مسلح بأيديولوجية متطرفة وبندقية أن يشعر بأنه يستطيع أن يتصرف مع الإفلات من العقاب ضد المدنيين الفلسطينيين".
ورغم وجود قرارات صريحة باعتبار الاستيطان بذاته جريمة حرب، وأفعالهم مشتقة منها، وإرهاب صريح، بل أن هناك من داخل دولة الكيان يهودا يرون فيها حركات إرهابية تحمل بعدا فاشيا عنصريا، تمثل خطرا على كيانهم، بيانا يشعر خان "بقلق" لا أكثر.
بيان حفيد بلفور، كريم خان، يمثل جريمة حرب سياسية – قانونية كاملة الأركان، لا يجب أبدا الصمت عليهاـ وإن اختارت الرسمية الفلسطينية الصمت بعدما رحبت به خير ترحاب، دون أن تطلب منه الذهاب الى مسرح الجرائم، فيجب على كل وطني فلسطيني العمل بجهد لطرده من منصبه، كونه بات شريكا في ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
ليت المؤسسات القانونية العربية، من محامين وهيئات متعددة الأسماء لا تغفل ذلك، وتبدأ حملة لإزاحته عن منصبه بالمحكمة الجنائية الدولية تحت شعار ..كريم خان..خان نظام الحق الإنساني.
ملاحظة: بعد تصريحات البيت الأبيض عن سلطة الرئيس محمود عباس، بأنها غير مؤهلة للعودة الى قطاع غزة..اتصلت النائب الغائب هاريس مكالمة ترضية شكلها مع عباس..لكن الصحيح اللي حكاه كيربي.. هي هاي آخرتكم..
تنويه خاص: بدنا نعمل "جائزة وطنية" للي بيقدر يعرف مين هم أعضاء تنفيذية منظمة التحرير، وأي فصيل وشوو مهمتهم فيها…يبدو حتى غوغل مش حيقدر عليها…تخيلوا هاي قال عنوان شعب الجبارين…هو من قليل اللي صار وبيصير..!