2023-12-14 06:21:42
واشنطن – وكالات: فتح مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء، تحقيقاً رسمياً لعزل الرئيس جو بايدن على خلفية أنشطة ابنه هانتر التجارية الدولية المثيرة للجدل، في خطوة اعتبرها سيّد البيت الأبيض "حيلة سياسة لا أساس لها".
وحظوظ نجاح هذا التحقيق شبه منعدمة، لكنّه قد يشتّت جهود بايدن في سعيه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
ويتّهم الجمهوريون الذين يحظون بغالبية مقاعد مجلس النواب منذ مطلع العام، بايدن باستغلال نفوذه عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما (2009-2017) للسماح لابنه بالقيام بأنشطة تجارية مشكوك فيها في الصين وأوكرانيا.
ووفقا له، تقوم العديد من اللجان القضائية بعمل رائع في البحث عن أدلة على ارتكاب مخالفات بين أفراد عائلة بايدن، لكن البيت الأبيض يمنعها و"يخفي آلاف الصفحات من الأدلة والإثباتات".
وانطلق التحقيق في مجلس النواب ضد الرئيس الأمريكي، بقرار من رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي الذي سرعان ما تمت إقالته من منصبه.
وتحقق لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب في تورط مفترض للرئيس الأمريكي في المعاملات التجارية لأقاربه، الذين يزعم أنهم أساءوا استغلال منصبه في الحكومة لتحقيق الربح في جميع أنحاء العالم.
وقال رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب جيمس كومر إنّ "جو بايدن كذب مراراً وتكراراً على الشعب الأمريكي".
وفُتح بالفعل تحقيق لعزل بايدن في الصيف، لكنّ الجمهوريين يعتقدون أنّ من شأن تحقيق رسمي منحهم صلاحيات إضافية، وبالتالي إمكانيات جديدة لتجريم الزعيم الديموقراطي.
وينصّ الدستور الأمريكي على أنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس بتهم "الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم والمخالفات الكبرى". ويتمّ الإجراء على مرحلتين.
وفي ختام التحقيق، يصوت مجلس النواب بغالبية بسيطة على مواد لائحة الاتّهام التي تفصّل الوقائع المنسوبة للرئيس.
إذا تم إقرار لائحة الاتّهام هذه، يتولى مجلس الشيوخ المحاكمة. لكن حتّى إن تمّ ذلك، فإنه من المرجّح جداً تبرئة بايدن، إذ يحظى حزبه بغالبية المقاعد في هذه الغرفة العليا للكونغرس.
ولم يسبق عزل أيّ رئيس في تاريخ الولايات المتّحدة، فيما أُطلقت إجراءات عزل ضدّ ثلاثة رؤساء هم أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون عام 1998، ودونالد ترامب عامي 2019 و2021. لكن تمّت تبرئتهم جميعاً في النهاية.
أما ريتشارد نيكسون، ففضّل الاستقالة عام 1974 لتجنّب عزله من قبل الكونغرس بسبب فضيحة ووترغيت.
رئيس النواب يؤكد ضرورة عزل بايدن
قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، إن سحب الثقة من الرئيس جو بايدن ضروري، لأن البيت الأبيض يعرقل التحقيق في جرائم ارتكبها أفراد من عائلته.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي قد يطرحون، في الأسابيع المقبلة، على التصويت العام موضوع إجراء تحقيق في إجراءات عزل بايدن.
وأضاف جونسون، في حديث لقناة فوكس نيوز: "كانت هذه خطوة ضرورية. عملت مع نواب آخرين في فريق الدفاع عن (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب عندما حاول الديمقراطيون عزله لأغراض سياسية حزبية وقحة. ونحن ندين مثل هذا الاستخدام. أما الآن، فالمسألة مختلفة تماما".
بايدن يعتبرها حيلة سياسية..
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ليل الأربعاء، أن فتح تحقيق بمجلس النواب لعزله هو "حيلة سياسية لا أساس لها".
وجاء في بيان من جو بايدن بشأن العزل:
"يحتاج الشعب الأمريكي إلى قادته في الكونغرس لاتخاذ إجراءات بشأن الأولويات المهمة للأمة والعالم".
"التقيت يوم الثلاثاء برئيس أوكرانيا، الذي يقود شعبه في "معركة من أجل الحرية ضد العدوان الروسي" لقد جاء إلى أمريكا ليطلب منا المساعدة. ومع ذلك فإن الجمهوريين في الكونغرس لن يتحركوا للمساعدة"، على حد وصفه".
"إن شعب إسرائيل يخوض معركة ضد الإرهابيين، وهو ينتظر مساعدتنا. ومع ذلك فإن الجمهوريين في الكونغرس لن يتحركوا للمساعدة".
"علينا معالجة الوضع على حدودنا الجنوبية، وأنا مصمم على محاولة حل المشكلة. نحن بحاجة إلى التمويل لتعزيز أمن الحدود، لكن الجمهوريين في الكونغرس لن يتحركوا للمساعدة".
"نحن بحاجة إلى مواصلة تقدمنا في الاقتصاد والتأكد من استمرار انخفاض التضخم واستمرار نمو الوظائف، وهذا يعني تجنب الأزمات الاقتصادية التي نتسبب بها ذاتيا مثل إغلاق الحكومة، وهو ما يدفعنا إليه الجمهوريون في الكونغرس في غضون أسابيع قليلة لأنهم لن يتحركوا الآن لتمويل الحكومة والأولويات الحاسمة لجعل الحياة أفضل للشعب الأمريكي".
"هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. ولكن بعد إضاعة أسابيع في محاولة العثور على رئيس جديد لمجلس النواب والاضطرار إلى طرد أعضائهم، يغادر الجمهوريون في الكونغرس لمدة شهر دون القيام بأي شيء لمعالجة هذه التحديات الملحة".
"أستيقظ كل يوم وأنا أركز على القضايا التي تواجه الشعب الأمريكي – القضايا الحقيقية التي تؤثر على حياتهم وعلى قوة وأمن بلدنا والعالم. ومن المؤسف أن الجمهوريين في مجلس النواب لا ينضمون إلي. فبدلاً من القيام بأي شيء للمساعدة على تحسين حياة الأميركيين، يركزون على مهاجمتي بالأكاذيب. فبدلاً من القيام بعملهم في العمل العاجل الذي يتعين عليهم إنجازه، اختاروا إضاعة الوقت في هذه الحيلة السياسية التي لا أساس لها من الصحة والتي يعترف حتى الجمهوريون في الكونغرس بأنها لا تدعمها الحقائق".
"الشعب الأمريكي يستحق الأفضل. أعرف ما سأواصل التركيز عليه. أود أن أدعو الجمهوريين في الكونغرس للانضمام إلي"."
وقد صوت مجلس النواب الأمريكي بقيادة الجمهوريين ليل الأربعاء بالموافقة على بدء فتح تحقيق لعزل الرئيس جو بايدن.