2023-12-18 21:03:08
أمد/ واشنطن: كشفت مصادر لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر سلطنة عمان وبعض الوسطاء الآخرين، لحثهم على وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وقالت مصادر إن الجهود الأمريكية لمواجهة الحوثيين في اليمن وهم يهاجمون السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم، تواجه حاجزا كبيرا بسبب “الخلافات بين حلفاء واشنطن العرب”.
وأفادت “بلومبيرغ”، أن الولايات المتحدة تفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد الحوثيين، ربما بما في ذلك توجيه ضربات ضد أهداف الجماعة، رغم أنها لا تزال تفضل الدبلوماسية. وتعمل واشنطن أيضًا مع حلفائها الغربيين والعرب لتعزيز قوة الحماية البحرية التي تهدف إلى تأمين السفن التي تبحر في البحر الأحمر، الذي يمر عبره ما يقرب من 12٪ من التجارة العالمية.
ويتواصل البيت الأبيض مع الحوثيين عبر عمان وبعض الوسطاء الآخرين، لحثهم على وقف الهجمات، بحسب مسؤول أميركي. وأكد متحدث باسم الحوثيين هذه الاتصالات لكنه قال إن الجماعة ستستمر حتى توقف إسرائيل القتال في غزة.
وتضغط الإمارات العربية المتحدة من أجل القيام بعمل عسكري وتريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم “إرهابيون”، وفقًا لمسؤول يمني تدعمه أبو ظبي.
في المقابل، تدعم الرياض نهجا أكثر اعتدالا، خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية، وفقا لأحد أعضاء الفريق السعودي الذي يتفاوض مع الحوثيين. وقال المصدر إن ذلك قد يعرض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع المتمردين.
وقالت إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: “يعتقد الإماراتيون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم”.
وأشارت إلى أن “اثنتين من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الطويلة الأمد في اليمن، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تدعمان الفصائل المتنافسة ضد الحوثيين وتفضلان طرقا مختلفة للتعامل معهم”، لافتة إلى أن “مواقفهم المتباينة تعقد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة رد متماسك على الجماعة”.
وكشفت المصادر، أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر سلطنة عمان وبعض الوسطاء الآخرين لحثهم على وقف الهجمات.
وأكد متحدث باسم الحوثيين، للوكالة هذه الاتصالات، مشددا على “أننا سنستمر في هجماتنا حتى توقف إسرائيل القتال في غزة”.
وقال مصطفى نعمان، الدبلوماسي اليمني السابق، إن المجموعة لا يمكن الاستخفاف بها.
وقال خلال حديث استضافه مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن: “إنهم يحلمون بأن يهاجمهم الأمريكيون أو الإسرائيليون لأن هذا سيحولهم إلى قوة مقاومة حقيقية”. “هذه هي اللعبة التي يلعبونها.”
تشعر شركات الشحن بقلق متزايد من أن جميع السفن تعتبر لعبة عادلة. وقد أدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف التأمين وأجبرت الشركات بما في ذلك شركة MSC Mediterranean Shipping Co، وهي أكبر خط حاويات في العالم، وشركة A.P. Moller-Maersk A/S على تجنب البحر الأحمر. وهذا يعني أن سفنهم سيتعين عليها أن تدور حول جنوب أفريقيا “رأس الرجاء الصالح”، بدلا من المرور عبر قناة السويس، مما يضيف آلاف الأميال إلى الرحلات بين آسيا وأوروبا.
وقالت الشركة المشغلة لقناة السويس المصرية يوم الأحد إن 55 سفينة حولت مسارها لتسير في المسار الأطول منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني.