2023-12-20 17:01:01
أمد/ نيويورك: استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في تقرير مفصل يوم الأربعاء الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس السبعين على التوالي.
وقال التقرير: “تزاول تسعة مستشفيات من أصل 36 مستشفى عملها، على الرغم من أنها تعمل بصورة جزئية فقط.
وتعمل هذه المستشفيات بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، وتصارع في سبيل أداء عملها بفعل انقطاع إمدادات الكهرباء والكميات الضئيلة من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية وتواجه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية. صورة التقطتها منظمة الصحة العالمية من مستشفى الشفاء، 16 كانون الأول/ديسمبر 2023
النقاط الرئيسية
في 19 كانون الأول/ديسمبر، تواصل القصف الإسرائيلي الكثيف من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، حيث أشارت التقارير إلى أن أكثر عمليات القصف كثافة كانت في بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا، وجميعها في الشمال. واستمرت العمليات البرية والقتال العنيف بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في 19 كانون الأول/ديسمبر، ولا سيما في المنطقة الوسطى وخانيونس في جنوب غزة. وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
في 19 كانون الأول/ديسمبر، ولليوم السادس على التوالي، شهدت معظم المناطق في قطاع غزة انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، مما أثر تأثيرًا بالغًا على عمليات الطوارئ وإمكانية الوصول إلى المعلومات. واستُعيدت هذه الخدمات جزئيًا في المنطقة الجنوبية في 18 كانون الأول/ديسمبر.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 19,667 فلسطينيًا في غزة بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و19 كانون الأول/ديسمبر. ويقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء الضحايا هم من النساء والأطفال. وحتى ذلك اليوم، أُصيب 52,586 فلسطينيًا بجروح، وفقًا لوزارة الصحة. وثمّة عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.
بين يومي 18 و19 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 132 جنديًا وأُصيب 719 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية.
وفقًا لما أدلى به المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برنامج الأغذية العالمي في 19 كانون الأول/ديسمبر، يتضور نصف سكان غزة جوعًا ويعيشون في حالة من الجوع الشديد أو الحاد، وبات 90 في المائة من هؤلاء السكان يمضون يومًا كاملًا دون تناول الطعام على نحو مطَّرد. ولم يدخل سوى 10 في المائة من الأغذية المطلوبة حاليًا لصالح 2.2 مليون نسمة إلى غزة على مدى الأيام السبعين المنصرمة. وفي 17 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير الإعلامية إلى أن الناس قفزوا على متن الشاحنات المحمّلة بالمعونات في محاولة لتأمين الغذاء وغيره من الإمدادات.
في 18 و19 كانون الأول/ديسمبر، تعرّضت منشآت صحية متعددة وعاملون صحيون للهجوم في مختلف أنحاء قطاع غزة (انظر «الرعاية الصحية» أدناه للاطلاع على المزيد من التفاصيل). ففي 18 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير إلى أن أفراد القوات الإسرائيلية اقتحموا المنطقة القريبة من مستشفى العودة في جباليا (الشمال). وأُخرج الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا، بمن فيهم أفراد الطاقم الطبي والمرضى والمُهجّرين، من المستشفى واعتُقلوا وجرى تجريدهم من ملابسهم وتكبيل أيديهم وأُخضعوا للاستجواب، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود. وبينما أُعيدَ معظم هؤلاء إلى المستشفى، أفادت إدارة المستشفى ووزارة الصحة بأن ستة أشخاص، من بينهم أفراد من الطاقم الطبي ومدير المستشفى، ما زالوا قيد الاحتجاز لدى إسرائيل. وقد خضع المستشفى للحصار لمدة 14 يومًا، حيث كان 240 شخصًا في داخله، بمن فيهم 80 من أفراد الطاقم الطبي و40 مريضًا و120 مُهجّرًا، يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية.
أصدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بيانًا صحفيًا في 16 كانون الأول/ديسمبر، أشارت فيه إلى تقارير وردت من شمال غزة بشأن الاعتقالات الجماعية وحالات سوء المعاملة والاختفاء القسري التي طالت فلسطينيين قد تصل أعدادهم إلى الآلاف، بمن فيهم أطفال ونساء، على يد القوات الإسرائيلية. وقد جرت هذه الاعتقالات خلال عمليات الإجلاء إلى جنوب غزة أو في أثناء العمليات العسكرية التي نُفذت في المنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها من الأماكن التي تؤوي المُهجّرين في شمال غزة. ومن جملة المزاعم الواردة حالات إساءة المعاملة الشديدة التي قد ترقى في بعض الحالات إلى التعذيب. كما تزعم تقارير أخرى بأن الفلسطينيين يجرَّدون من ملابسهم وتُعصب عيونهم وتكبَّل أيديهم بإحكام ويجري تصويرهم في أفلام والتقاط صور فوتوغرافية لهم وهم في أوضاع مذلّة. وأشارت التقارير إلى أن الأشخاص المحتجزين نُقلوا إلى موقع مجهول دون ملابس ومع كميات محدودة من الغذاء والماء.
في 18 كانون الأول/ديسمبر، دخلت 60 شاحنة محملة بالإمدادات إلى غزة عبر معبر رفح ودخلت 64 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم. وفي 19 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير الأولية إلى أن 104 شاحنة دخلت عبر معبر رفح و60 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم. ويقل هذا العدد بكثير عن المتوسط اليومي البالغ 500 شاحنة (بما فيها شاحنات الوقود والبضائع التي يستوردها القطاع الخاص) التي كانت تدخل غزة في كل يوم عمل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في 18 كانون الأول/ديسمبر، أُخلي 55 مصابًا و56 من مرافقيهم و548 مواطنًا من مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر. ويمثّل العدد الكلي للمصابين الفلسطينيين وغيرهم من الحالات الطبية التي أُخليت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 1 في المائة من حصيلة المصابين التي أشارت التقارير إليها.
رصد الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة مبلغًا قدره 40 مليون دولار في 19 كانون الأول/ديسمبر بما يتماشى مع النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة استجابة ترمي إلى دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويمثل هذا المبلغ المرصود المرحلة الأولى من مراحل الاستجابة المقررة للتطورات المستجدة في الحالة القائمة.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث دموية التي نقلتها التقارير في يومي 18 و19 كانون الأول/ديسمبر:
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 18 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل، وأُصيب كثيرون آخرون عندما قُصفت بناية سكنية في مخيم بشيت للاجئين وسط رفح، جنوب غزة.
عند نحو الساعة 1:00 من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا، من بينهم ثلاثة أطفال وصحفي على الأقل، وأُصيب كثيرون آخرون حسبما أفادت التقارير، عندما قُصفت ثلاث بنايات سكنية في مدينة رفح.
في 17 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت عدة غارات منشآت وكالة الأونروا التي تؤوي مُهجّرين، فقُتل مُهجّران وأُصيب آخرون، من بينهم ما لا يقل عن ثلاثة أطفال كانوا يلتمسون المأوى في المدارس في خانيونس، بالشظايا بسبب القصف المباشر الذي استهدف مراكز الإيواء المذكورة أو الغارات التي طالت المناطق القريبة منها. وفي حدث آخر، لحقت الأضرار بمدرسة كانت تؤوي نحو 2,500 مُهجّر في مدينة غزة بسبب إصابتها بقذيفة دبابة إصابة مباشرة، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع ضحايا.
حتى 18 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت 55 منشأة تابعة لوكالة لأونروا قصفًا مباشرًا وأصابت أضرار عرضية 62 منشأة أخرى، وفقًا للوكالة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 299 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في منشآت الأونروا. كما أُصيب 1,037 مُهجّرين آخرين على الأقل بجروح منذ نشوب الأعمال القتالية.
التهجير (قطاع غزة)
جرى تحديد مناطق تغطي ما نسبته 30 في المائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة (باستثناء الأوامر التي صدرت بإخلاء المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة) لغايات إخلائها على الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي على شبكة الإنترنت. وتتقوض قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء.
لا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين. فوفقًا للأونروا، بات عدد يقدر بنحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو ما يقارب 85 في المائة من سكانها، مُهجّرين من بينهم أشخاص تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة.
سُجّل نحو 1.4 مليون مُهجّر من هؤلاء المُهجّرين في 155 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، وأكثر من 1.2 مليون شخص منهم مُسجّلون في 98 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها الوكالة في المنطقة الوسطى ومحافظتي خانيونس ورفح. ويبلغ متوسط عدد المُهجّرين في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة نحو 12,400 مُهجّر، وهو ما يزيد بأربعة أضعاف عن قدرتها الاستيعابية.
غدت محافظة رفح المنطقة الأكثر اكتظاظًا في قطاع غزة، حيث يُحشر مئات الآلاف من المُهجّرين في مساحات مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية متردية. وتشير التقديرات إلى أن الكثافة السكانية باتت تتجاوز 12,000 شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وهي زيادة تصل إلى أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل حالة التصعيد. ويصطف الآلاف من الناس أمام مراكز توزيع المعونات وهم في حاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والحماية، في ظل الافتقار إلى المراحيض وما يكفي من منشآت المياه والصرف الصحي في المواقع غير الرسمية ومراكز الإيواء المؤقتة التي لجأ المُهجّرون إليها. وتتفاقم معاناة المُهجّرين بفعل فصل الشتاء البارد والأمطار التي غمرت الخيام وغيرها من مراكز الإيواء المؤقتة خلال الأسبوع الماضي.
يزيد الافتقار إلى الغذاء والمواد الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة وتردي ظروف النظافة الصحية من تفاقم الأحوال المعيشية البائسة، وتضخم المشكلات المتصلة بالحماية والصحة العقلية وتزيد من تفشي الأمراض. وقد سُجّل أكثر من 360,000 حالة من الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهاب السحايا واليرقان والقوباء وجدري الماء في مراكز الإيواء التابعة للأونروا.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات في هذا الشأن.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كانت تسعة مستشفيات من بين جميع مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى لا تزال تؤدي عملها جزئيًا حتى 19 كانون الأول/ديسمبر، وجميعها في الجنوب. وتعمل هذه المستشفيات بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. وحسب وزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال الآن إلى 206 في المائة في أقسام المرضى المقيمين و250 في المائة في وحدات العناية المركزة.
تقدم أربعة مستشفيات في الشمال خدمات محدودة للغاية للمرضى الذين أدخلتهم إليها بالفعل، حسبما ورد على لسان منظمة الصحة العالمية. وتنعدم إمكانية الوصول إلى هذه المستشفيات وليس في مقدورها أن تستقبل مرضى جددًا وتحاصر الدبابات والقوات الإسرائيلية المناطق القريبة منها. وتفتقر تلك المستشفيات إلى الكهرباء والإمدادات.
في 19 كانون الأول/ديسمبر، اقتحمت القوات الإسرائيلية مباني المستشفى الأهلي شرق مدينة غزة ودمرت مدخله الرئيسي واعتقلت عددًا من أفراد الطاقم الطبي والمرضى، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
في 18 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بأن القذائف والذخيرة الحيّة أصابت المنطقة القريبة من مستشفى اليمن السعيد في جباليا بالشمال، مما أدى إلى إصابة أفراد من طواقم الدفاع المدني الفلسطيني.
في 19 كانون الأول/ديسمبر، حذر المتحدث الرسمي باسم اليونيسف من أن خطر تفشي الأمراض قد يفرز أثرًا مدمرًا على الأطفال، حيث صرح بقوله: «دون ما يكفي من المياه المأمونة والغذاء والصرف الصحي الذي لا يمكن أن يؤمّنه إلا وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية – فقد تتجاوز وفيات الأطفال بسبب المرض عدد من قتل في عمليات القصف.»
الأمن الغذائي
في 19 كانون الأول/ديسمبر، أوصل برنامج الأغذية العالمي طرودًا غذائية إلى 2,350 شخصًا ووجبات ساخنة إلى 1,750 شخصًا آخرين في رفح. وجرى إيصال هذه الإمدادات جنبًا إلى جنب مع توزيع الطرود الغذائية ودقيق القمح وألواح التمر على مراكز الإيواء في رفح والمنطقة الوسطى.
في 18 كانون الأول/ديسمبر، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» (مراقبة حقوق الإنسان) الحكومة الإسرائيلية بأنها «تستخدم تجويع المدنيين أسلوبًا للحرب» في غزة و «وتتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود، على حين تعوق عمدًا المساعدات الإنسانية، ويبدو أنها تجرّف المناطق الزراعية وتحرم السكان المدنيين من المواد التي لا يستغنون عنها للبقاء على قيد الحياة.»
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتقدر السلطات الإسرائيلية أن نحو 129 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 291 فلسطينيًا، من بينهم 75 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذّان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 281 فلسطينيًا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتمثل هذه الحصيلة أكثر من نصف إجمالي الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتعدّ سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005، حيث قُتل ما مجموعه 491 فلسطينيًا خلالها.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (ويبدو أن أحد هؤلاء قتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ما نسبته 71 في المائة الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,659 فلسطينيًا، من بينهم 562 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 51 في المائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و41 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 88 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
عنف المستوطنين
في 18 كانون الأول/ديسمبر، طعن مستوطن أفادت التقارير بأنه من مستوطنة روتيم راعيًا فلسطينيًا وأصابه بجروح ودعس ماشيته، مما أسفر عن نفوق عنزتين، وذلك في خربة الفارسية-نبع الغزال في طوباس بالمنطقة (ج). وفي 17 و18 كانون الأول/ديسمبر، أسفرت ثلاث هجمات شنّها المستوطنون عن إلحاق أضرار بممتلكات تعود للفلسطينيين، حسبما أشارت التقارير. وفي اثنين من هذه الأحداث، أتلف المستوطنون ما لا يقل عن 220 شجرة زيتون ومعدات زراعية في تجمعي سوسيا والركيز الفلسطينيين (وكلاهما في الخليل).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 351 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (270 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (46 حدثًا).
وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 33 حدثًا بالمقارنة مع 21 حدثًا في كل أسبوع بين 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وشهد عدد االأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 21 حدثًا بين 9 و14 كانون الأول/ديسمبر. وانطوى ثلث هذه الأحداث على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نصف الأحداث المسجّلة تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها شوهدت وهي تؤمّن الدعم للمهاجمين.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 189 أسرة فلسطينية تضم 1,257 فردًا، من بينهم 582 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ ما يربو على نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعات سكانية.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 378 فلسطينيًا، من بينهم 198 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) بالضفة الغربية والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويُعدّ الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. ويمثل المتوسط الشهري لعمليات التهجير التي نُفذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر زيادة نسبتها 27 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الشهري للتهجير خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
هُجّر 86 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 40 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي طالت 18 منزلًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بالمقارنة مع 16 منزلًا هُدمت على أساس عقابي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة. وقد خلصت لجنة حقوق الإنسان في استعراضها للتقرير الدوري الرابع الذي قدمته إسرائيل في العام 2014 إلى أن عمليات الهدم العقابي شكل من أشكال العقاب الجماعي وتنتفي الصفة القانونية عنها، بحكم ذلك، بموجب القانون الدولي.
هُجّر 451 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 207 أطفال، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 69 مبنًى سكنيًا في أثناء العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 55 في المائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين و39 في المائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم).
التمويل
حتى يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء 551.5 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكّل هذا المبلغ نحو 45 في المائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.