2023-12-21 18:36:25
أمد/
القاهرة: أدان مجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المستهدفة، بما يتضمنه من جرائم استهداف مؤسسات ومراكز التعليم العالي والبحث العلمي، والجامعات، والمؤسسات والمراكز البحثية والأكاديمية والمكتبات العامة ودور النشر، والقامات العلمية والعلماء والأكاديميين والباحثين.
جاء ذلك بعد الاستماع لتقرير قدمه ممثل دولة فلسطين أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، خلال أعمال الدورة (45) لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية التي تعقد بالعاصمة المصرية القاهرة على مدار يومي ٢٠_٢١ من ديسمبر الجاري.
وفي كلمته أشار دوّاس إلى أن القطاعات التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين منذ السابع من أكتوبر 2023، تعيش وضعاً كارثياً جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطة القائمة بالاحتلال في قطاع غزة ، وكذلك في الضفة الغربية والقدس وحسب آخر إحصائية فقد استشهد أكثر من 20 ألف فلسطيني في قطاع غزة وهي أرقام أولية تتغير بكل دقيقة، حوالي 70% منهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 50 ألف شخص، مع وجود عدد كبير من المفقودين.
وقد طال القصف والتدمير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وأركانها. ما أدّى إلى تعطل العملية التعليمية في أكثر من 19 مؤسسة تعليم عالي في قطاع غزة، واستهدفت صواريخ الاحتلال 11 مؤسسة منها، وحرم أكثر من 88000 طالب من تلقي تعليمهم لمدة تزيد عن شهرين، فيما استشهد منهم أكثر من 432 طالب حتى تاريخه.
كما استشهد 14 من الأكاديميين والعاملين في مؤسسات التعليم العالي نتيجة القصف، منهم د. أحمد حمدي أبو عبسة عميد كلية التكنولوجيا في جامعة فلسطين، وأيضاً الشهيد الأستاذ الدكتور العالم سفيان التايه رئيس الجامعة الإسلامية في غزة وعضو والذي يعتبر من ضمن أفضل 2% من الباحثين على مستوى العالم، ويحمل درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية، وقد حاز على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان، وذلك إلى جانب تعيينه حاملاً لكرسي اليونسكو لعلوم الفلك والفيزياء وعلوم الفضاء في فلسطين خلال عام 2023، ود. الشاعر رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية في غزة، والذي عُرف بكتاباته عن غزة باللغة الإنجليزية ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للقضية الفلسطينية وفنون مخاطبة الغرب وهو أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا ارقاماً " لتعليم الأطفال الكتابة بالإنجليزية وهو محرر قصص تحت الحرب في غزة.
وأضاف دوّاس خلال تقريره: "ويضاف إلى ما سبق تدمير المكتبات ودور النشر التي تضم في جنباتها مراجع علمية وكتب ومؤلفات قديمة ومخطوطات ووثائق، وحرمان الطالبتان (وسام السيد، وروان رجب) من غزة من المشاركة في المخيم العربي للشباب الموهوبين المبتكرين والذي استضافته سلطنة عمان تحت عنوان "الابتكار نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة" وبرعاية اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة "الألكسو"، وذلك نتيجة عدم قدرتهما على السفر."، مشيرا إلى مواصلة الاحتلال حملات الاعتقال والقتل بحق طلبة وأساتذة المؤسسات التعليميّة الفلسطينيّة، حيث استشهد 8 طلاب جامعيين من الضفة وآخر من القدس، واعتقل أكثر من 90 طالب جامعي من الضفة والقدس، و 7 من العاملين في قطاع التعليم العالي في الضفة الغربية.
كما يواصل الاحتلال استباحة حُرمة مؤسسات التعليم العالي الفلسطينيّة في الضفة الغربية والقدس، ما أدّى إلى وقف التعليم الوجاهي في كافة المؤسسات التعليمية (34 مؤسسة) وتحولها إلى التعليم الإلكتروني باستثناء بعض المساقات العملية نتيجة الإغلاقات والتضييقات على طلبة الجامعات. حيث شهدت فترة العدوان، اقتحامات واعتداءات متكررة لقوات الاحتلال بحق عدد من جامعات الوطن مثل جامعة القدس – أبو ديس وجامعة فلسطين التقنية "خضوري" في طولكرم، وجامعة الخليل وجامعة بيرزيت وجامعة القدس المفتوحة في طوباس.
وأشار دوّاس إلى الهجمة الإسرائيلية على الكل الفلسطيني، حيث تشنّ الجامعات والكليات الإسرائيلية حملة ممنهجة ضد الطلبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 منذ بداية الحرب على غزة، شملت اعتقال 10 طلبة منهم 5 طلاب بجامعة حيفا، واستدعاء نحو 160 آخرين بسبب منشورات تضامنية مع قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد دوّاس خلال أعمال الدورة. على أنّ عدوان الاحتلال الهمجي لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأن مُؤسسات التعليم العالي ستُواصل أداء مهمتها ورسالتها السامية؛ المتمثلة ببناء الأجيال المتعلمة والمثقفة والواعية والمنتمية لفلسطين وقضيتها العادلة، وذلك بالرغم من كافة التحديات والمعيقات والعقبات التي يحاول الاحتلال فرضها، وفي ضوء مواصلة الاحتلال انتهاكه وضربه بعرض الحائط كافة المواثيق والقوانين والأعراف الدولية التي تُجرِّم انتهاك حُرمة المؤسسات التعليميّة والاعتداء عليها.
ومن جهة أخرى، دعا المجلس في بيانه الختامي كافة المؤسسات الدولية الحقوقية، والإنسانية، والإعلامية، والمتخصصة لتحمّل مسؤولياتهم ومُمارسة دورهم بقوة، بما يضمن لجم ممارسات الاحتلال العدوانية والإجرامية بحق كل مكونات وشرائح ومؤسسات المجتمع الفلسطيني، وضرورة توفير الحماية للمؤسسات العلمية الفلسطينية.
وفي ضوء ما دار من مناقشات ومداخلات ممثلي الدول الأعضاء فإن مجلس الاتحاد دعا الأمانة العامة لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية لإعطاء الأولوية لفلسطين في ظل الوضع الراهن، من خلال تكييف برامجه وأنشطته وأساليب عمله بما يمكّنه من الاستجابة الطارئة لاحتياجات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في فلسطين، في ضوء ما تتعرض له من حرب التدمير الشاملة من قبل الاحتلال الاسرائيلي والتركيز على دور الاتحاد كمؤسسة للمعارف والتعليم وبناء القدرات، لمساعدة فلسطين وصانعي القرارات فيها و ومؤسساتها التعليمية، ورفدها بالخبرات وتوفير كافة الإمكانات الممكنة والتي تسهم في تطوير التعليم، وكسر الحصار الأكاديمي المفروض من الاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحث العلمي في فلسطين، وتمكين المؤسسات العلمية في فلسطين من مواصلة أداء مهامها ورسالتها العلمية.
كما دعا المجلس الدول العربية والجامعات ومؤسسات البحث العلمي العربية لتكثيف برامج التوأمة والتعاون والتبادل الأكاديمي والعلمي والشراكات البحثية مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في فلسطين، وذلك مساهمة منها في كسر الحصار المفروص من قبل الاحتلال على مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في فلسطين، وضمان الحرية الأكاديمية للباحثين.
وطالب المجلس من الأمانة العامة للاتحاد العمل لدى المؤسسات الإقليمية والدولية ذات العلاقة لفضح وإدانة الجرائم الإسرائيلية بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية، وحثها على تبني ورعاية برامج دعم وتعاون وإغاثة لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في دولة فلسطين.
يذكر أن الاتحاد يعتبر بيت خبرة عربي للفكر والتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل بالدول العربية, ويساهم ً في تطوير منظومة البحث العلمي والتطوير والابتكار في الدول العربية، وتعتبر رسالته خلق قيمة مضافة للباحثين ولمؤسسات البحث والابتكار في الدول العربية من خلال المساهمة في تهيئة بيئة عربية محفزة للعلوم والابتكار.
ويعتبر اتحاد مجالس البحث العلمي العربية منظمة عربية من منظمات العمل العربي المشترك بجامعة الدول العربية ويتمتع بالشخصية المعنوية التي تمنحه الاستقلالية اللازمة لتحقيق أهدافه والقيام بوظائفه طبقاً لنظامه الأساسي ومقره الحالي بالخرطوم بجمهورية السودان، وتنتظم العلاقة بينه وبين دولة المقر اتفاقية خاصة صادق عليها الطرفان يتمتع بموجبها الاتحاد بالحصانات والامتيازات التي تمكنه من تحقيق أهدافه، ويتمتع الاتحاد في الدول العربية الأعضاء بمثل ما تتمتع به جامعة الدول العربية ومنظماتها من مزايا وحصانات ويضم في عضويته كل الدول العربية ممثلة بالأجهزة القائمة على البحث العلمي في كل منها، وتمت الموافقة على تأسيس الاتحاد ودعوة الدول العربية للانضمام إليه بموجب قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية بتاريخ 22/ 9/ 1977، وبدأت مسيرة الاتحاد بعد عقد اجتماعات الدورة العادية الأولى لمجلسه ببغداد في الفترة 12 – 15 /6/ 1977