أمد/
رام الله: تسابق دولة الاحتلال الزمن لاستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء معا حيث تختطف كامل المواطنين في قطاع غزة وتصدر عليهم حكماً بالاعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها، حتى مفهوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لم يعد يستوعب فظاعة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والمدنيين منهم بشكل خاص، هذا ما تكشفه تباعاً عديد التحقيقات لشبكات إعلامية بما فيها الأمريكية وتقارير موثقة لمنظمات ومراصد أوروبية موثوقة ولمنظمات أممية حقوقية وإنسانية مختصة، هذا بالإضافة لشهادات حية لمسؤولين في الطواقم الصحية الفلسطينية بمن فيهم طواقم الإسعاف وكذلك الدفاع المدني وغيرها، والتي تقدم روايات موثقة عن بشاعة جرائم الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم الذين تقتلهم وتمثّل بجثثهم وتتركها لتنهشها الكلاب أو تهرسها الجرافات وجنازير الدبابات الإسرائيلية كما حصل وفقاً لتلك التحقيقات والتقارير في مستشفى كمال عدوان والعودة والمقابر، وما تم توثيقه من جرائم اعدامات مباشرة باطلاق الرصاص في حي الشيخ رضوان والتسبب بموت جماعي لمدنيين فلسطينيين وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، واستمرار جيش الاحتلال في توسيع نطاق تدميره المتواصل لجميع المنازل المتبقية في مناطق شمال قطاع غزة وتسويتها بالأرض، واستمراره في إعادة إنتاج صورته البشعة هذه ونسخها وتطبيقها في وسط وجنوب قطاع غزة، ذلك في ظل دعوات قوات الاحتلال للمواطنين لمزيد من النزوح لمناطق تتعرض باستمرار لقصف طائراته ودباباته وبوارجه البحرية، حيث يتعرض كل متر من القطاع لمثل هذا الدمار، في دليل قاطع بأن قادة الاحتلال صنفوا أكثر من ٢ مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة عدو لهم ومحكوم عليهم كما يتبجح نتنياهو ويتفاخر بالموت إما بالقتل المباشر والجماعي أو بسبب سياسة التجويع والتعطيش أو الحرمان من الدواء والعلاج ولعدم توفر الوقود في هذا البرد القارس والامطار، الأمر الذي يعمق من الكارثة الإنسانية والمأساة الحقيقية التي يواجهها الاطفال في قطاع غزة بشكل خاص.
تؤكد الوزارة أنه ومهما كانت اهداف نتنياهو المعلنة من هذه الحرب إلا أن النتيجة التي تكشف عن حقيقة نواياه هي ما يمارسه جيشه على الأرض يومياً من إبادة جماعية وتطهير عرقي للمدنيين ومنازلهم ومقومات حياتهم في قطاع غزة. هذا في وقت تعيد فيه اسرائيل احتلالها العسكري للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية عبر تقطيع أوصالها وتحكم قبضتها العسكرية على الطرق الواصلة بين محافظاتها وتفصلها بعضها عن بعض، وتعمق من ضمها المتواصل والتدريجي للضفة الغربية المحتلة، وتفرض عليها المزيد من العقوبات الجماعية والتقييدات التي تكرّس نظام الفصل العنصري (الابرتهايد) على كامل مساحتها وسكانها، في محاولات إسرائيلية مستميتة لوأد أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
تؤكد الوزارة أن الحكومة الإسرائيلية تستخف بالامم المتحدة وقراراتها، وتواصل تخريب أية جهود دولية مبذولة لوقف الحرب على شعبنا وربطه برؤية سياسية واضحة تدعو لحل الصراع من جذوره بما يمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرض وطنه.
من جديد تؤكد الوزارة أن وقف الحرب والعدوان فوراً هو المدخل الوحيد والصحيح لحماية المدنيين وتأمين وصول احتياجاتهم الإنسانية.