أمد/ رام الله: حذرت وزارة الخارجية والمغتربين من المخاطر الكارثية لحملات التحريض العنصرية وفتاوى الحاخامات المتطرفين على تبرير قتل الفلسطيني، التي تجتاح المؤسسة الرسمية الاسرائيلية السياسية والعسكرية، وتعتبرها امتداد لحملات التحريض البشعة التي بدأها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ صعوده الى الحكم في العام 2009، ومحاولات حكوماته المتعاقبة إنكار حقوق الفلسطينيين والتعامل معهم كـ (مقيمين على ارض ليست لهم) تكريسا للأيديولوجية اليمينية المتطرفة التي يؤمن بها و تسيطر حاليا على مفاصل الحكم في إسرائيل.
هذه الحملات التحريضية تتعدد أشكالها وأنماطها المختلفة ، كما جاء على لسان وزير الحرب الاسرائيلي الذي وصف الفلسطينيين بـ (الحيوانات البشرية) وتصريحات رسميين إسرائيليين بأن لا وجود لأبرياء في قطاع غزة، والتحريض المستمر على السلطة الفلسطينية والتشكيك بقدرتها على تحمل المسؤولية كما يخرج علينا صباح مساء بنيامين نتنياهو، أو الخروج بتصريحات غبية وتحريضية تشبه الفلسطينيين بـ (النازييين) كما جاء على لسان الوزير الاسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، آخر تلك الحملات الظلامية الفتوى التي أطلقها الحاخام المتطرف (مائير شموئيلي) للتحريض على الطواقم الطبية الفلسطيني العاملة في المشافي الاسرائيلية، وغيرها من دوامة التحريض الدموية المتواصلة و المتصاعدة.
ترى الوزارة أن الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والمنطقة برمتها يدفعون اثمانا باهظة لتلك الأيديولوجية الظلامية المتطرفة التي يواصل نتنياهو تسويقها لتحقيق أهداف استعمارية عنصرية، ترتكز بشكل اساس على الهروب الدائم من اية استحقاقات لحل الصراع، وتفضيله المستمر والممنهج البحث عن آليات لإدارته وتقويض الاتفاقيات الموقعة والانقلاب الدائم عليها، هذا بالاضافة للمحاولات المتواصلة لـ (تقزيم) الصراع والقفز عنه وتفتيته ووضعه على “هامش” معادلات اقليمية يعمل لانشائها كطرق التفاقية وأبواب هروب من حل القضية الفلسطينية. إن حكومات نتنياهو المتعاقبة ومن خلال اجراءاتها احادية الجانب غير القانونية، استبدلت حل الدولتين بدوامة من الصراع والعنف، وحولتها الى مجرد رؤية دون مضمون أو رصيد عملي يمكن ترجمته الى واقع ملموس وحقيقي، في توافق مفضوح مع رؤية اليمين وايديولوجيته، وهو ما اعترف به نتنياهو بشكل صريح وواضح متفاخرا بأنه المخرب الأول لحل الدولتين والمعطل لأية حلول سياسية تفاوضية للصراع.
تؤكد الوزارة أن معاداة نتنياهو للسلام حولت معاناة الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي الى وقود لتغذية رهاناته على شطب القضية الفلسطينية والقفز عنها، واستبدالها بدوامة من العنف والحروب المتواصلة، ونشر ثقافة الكراهية والحقد والعنصرية. تحذر الوزارة مجددا، وفي ظل حرب الابادة الجماعية على شعبنا، من مخاطر حملات التحريض التي يديرها نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني وترجماتها الدموية على الارض، وفي مقدمة هذه المخاطر إمعان نتنياهو في افشال المواقف الدولية المبذولة لوقف العدوان على شعبنا، وإحباط أية جهود حقيقية مبذولة من أجل وضع الصراع على مسار الحلول السياسية، كما تطالب الوزارة المجتمع الدولي والادارة الأمريكية الاستجابة لطموحات الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، وضمان حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية على الارض بعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم.