أمد/
كتب حسن عصفور/ ما أن بدأت دولة الفاشية اليهودية حربها الاستئصالية ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة قاعدته النارية في قطاع غزة، حتى بدأت بعض الأطراف بالعمل للوصول الى "هدن" "تهدئة" لفترات محددة بين ساعات أو أيام، دون أن تشمل أي منها تعبير "وقف إطلاق النار"، حتى قراري مجلس الأمن 2712، و2720 حول الحرب العدوانية لم تتضمن تعبيرا محددا لوقف إطلاق نار لا فوري ولا مؤجل، بل أن الولايات المتحدة فرضت تعبير يمكن اعتباره الأكثر تضليلا سياسيا باستخدام المجلس في قراره الأخير تعبير "الأعمال العدائية"، لترسخ مساواة غريبة وغبية بين فاشي وضحية الفاشي، لكنها تمكنت من فرضه أمام "خذلان" دولي مرتبط بمصالح متشابكة.
وخلال الـ 83 يوما، حيث قامت الفاشية اليهودية وحكومتها بتدمير الحياة الإنسانية في قطاع غزة، مع ما رافقها تخريبا شموليا لمكونات البقاء، وتاريخ كان محل افتخار لكل فلسطيني، ومارست عقدها المخزونة كراهية وحقدا بما لم يسبق لطرف القيام به قياسا بالمكان والزمان، دون أن تجد ردعا واحدا يعاقبها على "أم جرائم الحرب الكونية"، بل ربما العكس يذهب البعض متوسلا لها، مطالبا بكل أدب سياسي أن تقلل ممن تقتلهم يوميا، في سوابق لا مثيل لها.
بعد قرار مجلس الأمن 2720، لم تقم دولة الفاشية اليهودية له اعتبارا، رغم أنه كان الى جانبها في جوهر استمرار الجريمة، لكنها لم تر ضرورة للاستجابة لما طالبها، وركزت مع الآخرين الى أن يصبح إطعام بعض أهل القطاع وضمن مناطق محددة، وبشروط محددة، بديلا لوقف القتل والدمار والترحيل اليومي لحصره ما يقارب مليوني إنسان في رقعة جغرافية لا تستوعب ربع ذلك العدد في الظروف الطبيعية، ليصح النزوح والتهجير عقابا مضافا لما يواجه الغزيين.
وأخيرا، وبعد كل ما حدث جرما، يمكن الحديث عن وجود "مبادرة" تتحدث لأول مرة بوضوح حول "وقف إطلاق النار" وملامح حل لما سيكون، جسدتها المبادرة المصرية، التي أثارت غضب "الرسمية الفلسطينية" فيما يتعلق بتشكيل حكومة خبراء بعيدة عنها، مبادرة وضعت أسس محددة واضحة كي لا يستمر القتل العام للفلسطيني في قطاع غزة، أو تدمير كل ما يمكن تدميره.
مبادرة يمكن لها أن تشكل "آلية محددة" للوصول الى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وبالتالي وقف جرائم الحرب المتعددة الأشكال، وتفتح الباب أمام وضع رؤية لما سيكون بعد ذلك.
من المنطقي جدا، ان يكون هناك "تحفظات هنا أو هناك" على المبادرة المصرية، وربما الحديث عن "حكومة خبراء" (تكنوقراط)، اثارت غضب الرسمية الفلسطينية، باتت قيد الدراسة والتعديل، ما يفرض على مختلف الأطراف الفلسطينية تقديم جوابا واضحا حول تلك المسألة، والتي سيكون لها مكانة مركزية في النقاش العام، لما يسمى باليوم التالي للحرب على القطاع.
من المهم رسميا، أن تعلن الأطراف الفلسطينية ذات الصلة، وخاصة طرفي الحرب الأساسيين، حماس والجهاد، انهما مع المبادرة المصرية من حيث المبدأ، وعليه تصبح هي دون غيرها قاعدة النقاش حول ما يتعلق بوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، وتصبح "القاهرة" هي عنوان الاتصال ووقف كل أشكال الاتصالات الفرعية، كي لا تدخل المسألة في رحله تيه وتشعب يفقد المبادرة قوة دفعها، ويمنح العدو أبوابا للهروب تحت ذائع تعدد المبادرات.
تحديد الموقف من المبادرة والدولة المصرية، يمثل حافزا مضاعفا كي تبدأ عملية تفاوضية جادة ومسؤولة، يتطلب تشكيل وفد فلسطيني موحد يكون متواجدا في القاهرة، يبحث تفاصيل النص وما بعد النص، بحيث تشكل العملية قاعدة انطلاق لرسم رؤية وطنية للمستقبل، وقطع الطريق على مشروع أمريكي إسرائيلي لإدخال قطاع غزوة تحت "وصاية أمنية – سياسية" لزمن غير معلوم، بدأت ملامحه تتضح في "زواريب صناعة المشروع التهويدي العام في تل أبيب وواشنطن".
إعلان فلسطيني موحد من الفصائل كافة، وكذا الرسمية الغاضبة رغم أنها تؤكد يوميا بأنها غير ذي صلة، ضرورة وقضية مركزية قبل وصول وزير خارجية مجلس الحرب العام الصهيوني بلينكن، حامل المشروع الإقصائي للوطنية الفلسطينية، ما يقطع الطريق على محاول استخدامه غياب موقف فلسطيني، أو التلاعب به عبر أطراف أخرى، وقنوات أخرى.
لا وقت للترف الفكري حول تحديد موقف فلسطيني عام من المبادرة المصرية، فكل يوم تأخير يعني يوم لجرائم حرب من نوع جديد، ترتكبها دولة الفاشية اليهودية ضد قطاع غزة المكان والسكان.
ملاحظة: بدأت أمريكا تكشف بعضا مما حاولت أن تخفيه، بأن وقف حربها المشتركة على قطاع غزة مرتبط بالاتفاق على اليوم التالي…مسألة كان الطفل السياسي شايفها، لكن أولي الأمر كانوا مصرين بعدم شوفتها..طيب بعد ما بينت ممكن تفتحوا وتتحركوا، أم "يا بلادة سياسية ما هزك ريح"…
تنويه خاص: للمرة العشرين..بعض من قيادات حماس بالخارج مصرين أن يعزفوا لحنا شاذا لخدمة هدف سياسي شاذ..مكذبة التوضيحات مش دايما بتزبط..واللي خايف من كلامه بيسجله وينشر التسجيل باسمه مش مصدر مجهول…بدري على قسمة جلد الدب.. تأكدوا انه اللي جاي خارج خيالكم السياسي لو عندكم أصلا قدرة على الخيال!