أمد/
رام الله: بعيداً عن أهدافه المعلنة للحرب على قطاع غزة يوظف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين لتحقيق أهداف استراتيجية تتكشف يوماً بعد يوم، لطالما حذرت الوزارة منها في وقت مبكر، خاصة وأن ممارسات جيش الاحتلال على الأرض في قطاع.
غزة تلخص تلك الأبعاد الاستراتيجية وتجسدها، وفي مقدمتها العمل على تهجير من يتبقى من المواطنين الفلسطينيين أو تشجيعهم على الهجرة كما قال الوزير الفاشي سموتريتش هذا اليوم، والأهم أن ذلك يتم من خلال تدمير شامل لمقومات الوجود الفلسطيني في قطاع غزة وفي مقدمتها 3 مرتكزات أساسية: تدمير المنشآت والمنازل حيث تجمع التقارير الأممية على أن 70% من الأبنية في قطاع غزة تم تدميرها وأصبحت غير قابلة للسكن، بمعنى أن مليون ونصف مواطن أصبحوا بلا منزل يسكنون فيها حتى لو توقفت الحرب أولاً، التصعيد الحاصل في المجازر والقتل بالجملة جراء قصف الاحتلال والذي أدى حتى الآن ما يقارب 100,000 بين شهيد وجريح ومفقود ثانياً، وثالثاً اعتماد سياسة التجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية مما أدى الى خلق بيئة مناسبة للأمراض والأوبئة وتفشيها المتسارع بين المواطنين في ظل الكثافة السكانية العالية وغياب الأدوية والعلاجات الوقائية والتطعيمات خاصة في صفوف الأطفال. يضاف الى ذلك ما صرح به نتنياهو بشأن تهجير المواطنين من قطاع غزة، وما كشفت عنه القناة 12 العبرية بشأن مخطط إسرائيلي يتم الحديث عنه في قطاع غزة، علماً بأن ما تتعرض له الأونروا منذ بداية الحرب يعتبر تنفيذاً ممنهجاً لمثل هذا المخطط، خاصة ما يتعلق بقتل المئات من موظفيها وتدمير مراكزها والمدارس التابعة لها وعرقلة عملها وقدرتها على الحركة وأداء مهامها خاصة في شمال قطاع غزة.
تعتبر الوزارة أن حرب الاحتلال على الأونروا يندرج في إطار مخططات التهجير القسري، ومحاولات تغيير الطابع الديموغرافي في قطاع غزة وطبيعته المعروفة بالكامل.
تنظر الوزارة بخطورة بالغة لتلك المخططات باعتبارها استهداف مباشر للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة، وجزءاً لا يتجزأ من سياسة إسرائيلية رسمية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية. تطالب الوزارة الإدارة الأمريكية الاهتمام بتلك المخططات ووقف تنفيذها فوراً، الأمر الذي يتطلب وقبل كل شيء الوقف الفوري لإطلاق النار.