أمد/ تل أبيب- رويترز: قال سكان إن دبابات إسرائيلية انسحبت من بعض أحياء مدينة غزة يوم الاثنين بينما بقيت في البعض الآخر، قبيل تقليص مزمع للقوات المشاركة في الحرب، لكن القتال احتدم في أماكن أخرى من القطاع الفلسطيني وسط قصف مكثف.
وتقول إسرائيل إن الحرب في غزة، التي حولت معظم مناطق القطاع إلى أنقاض وأودت بحياة الآلاف وزجت بسكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في كارثة إنسانية، لا تزال أمامها شهور كثيرة.
لكن إسرائيل أشارت إلى تحول وشيك في الخطط، إذ قال مسؤول يوم الاثنين إن الجيش سوف يقلص قواته في غزة هذا الشهر وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات “التطهير”.
وقال المسؤول إن خفض القوات سيسمح لبعض جنود الاحتياط بالعودة إلى الحياة المدنية، مما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر من الحرب، مع توفير وحدات تحسبا لنشوب صراع أوسع في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وهزت نيران المدفعية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل منطقة الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة، ومن شأن أي تصعيد جديد أن يهدد بنشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ودفع حجم المعاناة في غزة، حيث أدى القصف إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا من ديارهم، حلفاء إسرائيل الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة إلى حثها على تقليص نطاق الهجوم.
وذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من الجيب حيث تركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف عشرة أيام من الحرب منذ بدء الصراع.
وقال ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان ولم يذكر اسم عائلته خوفا من الانتقام الإسرائيلي إن الدبابات كانت قريبة جدا. وكان السكان يرونها أمام المنازل مما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه.
وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضا من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
ومع ذلك، لا تزال الدبابات في أجزاء أخرى من شمال غزة، وقال مسؤولو صحة إن بعض من كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم في منطقة جنوب مدينة غزة قتلوا بنيران إسرائيلية يوم الأحد.
وقال سكان إن القتال في مناطق بوسط القطاع استمر بلا هوادة يوم الاثنين، حيث توغلت الدبابات في البريج واستهدفت غارات جوية النصيرات والمغازي ومدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعا من الحرب، حيث أطلقت وابلا من الصواريخ على تل أبيب خلال الليل.
* مرحلة جديدة
يأتي تحول إسرائيل إلى مرحلة جديدة في الصراع بعد عمليات القصف التمهيدية ثم التوغل البري الذي بدأ في 27 أكتوبر تشرين الأول. واستمرت الضربات الجوية والمدفعية في دك القطاع بأكمله خلال تلك الفترة، مما أدى إلى تدمير مناطق كبيرة منه.