أمد/
رام الله: قرر مجلس الوزراء تكليف وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي بتكثيف التواصل مع الحكومة القبرصية للحصول على التفاصيل بخصوص الممر المائي بين قبرص وغزة، بما يضمن المحافظة على بقاء وحقوق أهلنا في غزة ومنع أي محاولات من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتهجيرهم.
وقرر المجلس، في جلسته الأسبوعية التي عقدها، يوم الأربعاء، في مدينة رام الله، برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، اعتماد توصيات وزارة الحكم المحلي ولجنة متابعة الاعتداءات على المخيمات والبلدات، بتقديم مساعدات مالية إسعافية عاجلة للمخيمات التي تعرضت للتخريب من قبل قوات الاحتلال.
كما قرر تكليف وزارات المالية والاقتصاد الوطني والحكم المحلي لمعالجة ملف الاقتطاعات المالية من المقاصة نتيجة خصومات الكهرباء غير القانونية من قبل سلطات الاحتلال بحجة تسديد فواتير شركة كهرباء القدس.
وقرر تكليف وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بالاستمرار بتقديم خدمات الإقامة والإعاشة لعمالنا من قطاع غزة الذين تم ترحيلهم من قبل سلطات الاحتلال إلى الضفة.
واستمع مجلس الوزراء إلى عرض من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي حول الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الوزارة لجهة تحشيد الجهود الدولية لوقف عمليات القتل والتجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبنا في قطاع غزة.
وكلف المجلس المالكي للتوجه إلى قبرص للحصول على تفاصيل بخصوص الممر المائي، ولإقناع الحكومة القبرصية بمخاطر تعاطيها مع المخططات الإسرائيلية بما يتعلق بتسيير هذا الممر بين قبرص وغزة، والذي ترمي من ورائه إسرائيل لتهجير أبناء شعبنا من القطاع.
واستمع المجلس إلى تقرير من وزير الحكم المحلي مجدي الصالح حول ما تتعرض له المدن والبلدات والمخيمات من تدمير وتخريب لبنيتها التحتية بسبب الاجتياحات الإسرائيلية اليومية لها، وقرر المجلس الموافقة على التوصية التي قدمها الوزير الصالح، بتقديم مساعدات مالية إسعافية عاجلة للمخيمات التي تعرضت للتخريب من قبل قوات الاحتلال.
كما استمع المجلس إلى تقرير من وزير العمل نصري أبو جيش حول أوضاع عمال قطاع غزة الذين قامت سلطات الاحتلال بترحيلهم إلى الضفة، حيث قرر مجلس الوزراء تكليف وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بالاستمرار بتقديم خدمات الإقامة والإعاشة لهم.
وفي كلمته بمستهل الجلسة، قال رئيس الوزراء محمد اشتية “إن قطاع غزة يشهد حالة جوع وتجويع في مشاهد صادمة لنا وللعالم، أطفال رضع من دون حليب، وبعضهم استشهدت أمهاتهم، وأطفال يبحثون عن لقمة عيش في طوابير طويلة ولا يصلهم الدور، 89 يوما من التجويع لغرض القتل، حتى حسابات السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان لقوت يومه ضربتها إسرائيل بمدفع الإجرام”.
وأوضح رئيس الوزراء “أن الناس خارت قواهم، ولم يعودوا قادرين على حمل أجسادهم التي هزلت، وأصبحت معرضة للأوبئة والأمراض، فالمجاعات في العالم ليست بسبب عدم توفر الطعام، بل لعدم تمكن الإنسان من الوصول إلى الطعام”.
وأكد أن المجاعة في غزة سببها منع إيصال الطعام، ومنع الوصول له، فالاحتلال الإسرائيلي مجرم، بتهمة التجويع، ومجرم بتهمة القتل جوعا، ومجرم بمنع وصول الطعام، وعلى العالم إسقاط الطعام بالمظلات، والضغط على إسرائيل لفتح المعابر لإدخال الطعام، فما يدخل إلى غزة لا يتعدى 8% من احتياجات المواطنين، وعليه أن يتوقف عند الأرقام والأوضاع الإنسانية، ويجبر إسرائيل على عدم التمادي بذلك.
وأدان اشتية باسم مجلس الوزراء جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية، من اجتياح المخيمات، والبلدات الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية فيها، وقتل، واعتقال الشبان، كما أثنى على جهود البلديات والمجالس المحلية واللجان الشعبية على دورهم في تعزيز صمود أهلنا هناك.
وشكر دولة جنوب أفريقيا الصديقة على رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن إسرائيل سوف تقف أمام المحكمة متهمة، والمطلوب منها سرعة البت في طلبها من أجل وقف العدوان.
وتساءل اشتية: “ألا يوجد في العالم دول تساند جنوب أفريقيا في رفع دعاوى قضائية على إسرائيل في محكمة العدل الدولية؟”، داعيا إلى “عدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب والعمل على تدفيع إسرائيل ثمن جرائمها بحق شعبنا”.
من جانب آخر، قال اشتية “اعترضنا على الممر المائي الذي اتفقت عليه قبرص وإسرائيل، لأن لدينا شكوكا أن البواخر التي ستشغلها قبرص قد تصبح بواخر للترحيل، ولم نسمع من قبرص أي نفي رسمي لهذه الشكوك، ولم نسمع من قبرص تطمينات أنها لن تكون جزءا من المخطط الإسرائيلي”.
وبهذا الصدد، طلب اشتية من قبرص الصديقة مرة أخرى وقف هذا المخطط الذي يثير كل شك وريبة”، منوها إلى أن تقديم المساعدات إن وجدت من ميناء لارنكا يمكن أن ترسل إلى الموانئ المحاذية لغزة، والحديث عن ميناء عائم وإيصال مواد تموينية من عرض البحر هو حل غير عملي، ويثير كثيرا من الشك والريبة.
وفي موضوع المقاصة، أكد اشتية أن الأمور ما زالت تراوح مكانها، وهناك وساطات دولية في هذا الموضوع.
واختتم كلمته بالقول: “عندما يكون الظلم حقيقة فإن الثورة على الظلم حق، الظلم الإسرائيلي حقيقة، ومواجهة هذا الظلم حق وواجب، الرحمة للشهداء والرحمة للشيخ صالح العاروري الذي اغتيل أمس على أيدي المجرمين في بيروت، الشفاء للجرحى والحرية للأسرى ولشعبنا العظيم”.