أمد/ كتب حسن عصفور/ ما بعد قمة كمب ديفيد 2000، بدأت حكومة دولة العدو برئاسة يهود باراك حربها التصفوية للكيانية الفلسطينية الأولى، بدعم من قبل الإدارة الأمريكية، تحت ذريعة رفض الرئيس الخالد المؤسس ياسر عرفات لما يعرف بـ “محددات كلينتون”، ورفضه المساس بالسيادة الفلسطينية على القدس الشرقية المحتلة وبالتحديد منطقة البراق وجدارها ومنها المسجد الأقصى.
الحرب التي امتدت بين 2000 – 2004، كانت خططها جاهزة، بالتنسيق بين باراك والإرهابي شارون ما قبل عقد القمة، وفقا لما أعلنه رئيس الشاباك عامي آيلون قبل أن يعلن انتهاء خدمته الأمنية، كشف المخطط واتهم صراحة بأن “الثنائي” (علما بأن شارون لم يكن عضوا بالحكومة الإسرائيلية)، استعد لها مسبقا، والهدف التخلص من ياسر عرفات وتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية.
دون الخوض في تفاصيل تلك المرحلة، لكن الولايات المتحدة، حاولت، كما هي اليوم في الحرب على قطاع غزة، استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية لفرض “وقائع سياسية” تتوافق ورؤيتها المستندة جوهريا الى منع قيام “كيان وطني فلسطيني مستقل”، أي كان الحاكم أو الحكومة، وأكدت مسار الأحداث اللاحقة تلك الحقيقة السياسية التي باتت مطلقة الوضوح.
في يونيو 2002، تقدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بموقف ما عرف لاحقا باسم “رؤية حل الدولتين”، مشترطا لها وجود “قيادة فلسطينية مؤهلة” كي تستطيع تنفيذ ذلك، وطالب بسحب صلاحيات ياسر عرفات الرئاسية وتحويلها الى رئيس حكومة، وتعديل القانون الأساسي (الدستور) بما يمنح رئيس الحكومة الصلاحيات الضرورية على حساب صلاحيات الرئيس.
وتم اختيار رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ليكون “سمسار” تلك الخطة الأمريكية، ومارس ضغوطا هائلة الى أن تمكن الحصول على رسالة بموافقة ياسر عرفات (من خلال 3 أشخاص فلسطينيين لا زالوا أحياء) على المقترح الأمريكي.
بعد حصول بلير على موافقة ياسر عرفات بتعديل النظام وإنشاء منصب رئيس حكومة تلبية للرغبة الأمريكية، وبعد مداولات تم تسمية محمود عباس (لم يكن الخيار الأول للرئيس الخالد الذي رشح رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري لكنه لم يوافق لظروف خاصة ليس وقت الحديث عنها)، وبعد تسمية عباس بدأت عملية تعديل النظام وترشيح أعضاء الحكومة الجديدة.
وخلال عملية ترشيح أسماء وزراء الحكومة الجديدة، طلب الخالد المؤسس مني الاتصال بمحمد دحلان ليكون ضمن الطاقم الوزاري، وحاولت رفض تلبية رغبة الخالد، نظرا لإشكالية سابقة، لكنه أصر على طلبه، وكان الاتصال بدحلان الذي حضر من قطاع غزة، وبعد تعقيدات مسمى المنصب، حيث كان يفترض أن يكون وزيرا للداخلية، لكن أعضاء مركزية فتح لم يوافقوا الى أن تم أنشاء مسمى “وزير الشؤون الأمنية”، وكان الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الراحل واللواء محسن النعماني في مقر الرئيس عباس عندما تم الاتفاق على المسمى.
ويبدو، أن الزمن يريد أن يتكرر ثانية، ولكن بشكل مسخرة، حيث يطل بلير مجددا ليقوم بدور سمسرة تتعلق بتنفيذ “خطة أمريكية سرية”، بالاتفاق مع حكومة الفاشية اليهودية لعملية تهجير جماعي لسكان قطاع غزة بعد أن تهدأ حرب العدو الاحلالي، رغم النفي الأمريكي وكذا بلير، لكن المؤشرات تتحدث بلغة أخرى.
المفارقة الغريبة، قيام إذاعة البي بي سي البريطانية بعدما انفضح المخطط الأمريكي ويبدو البريطاني لعملية التهجير الجماعي لأهل قطاع غزة، عبر السمسار السياسي بلير، ان تخرج بتقرير “شاذ” حول قضية تسمية محمد دحلان، وروت قصص خرافية لا صلة لها بالحقيقة السياسية في كيفية تعيينه وزيرا، والتي وردت أعلاه.
سمسرة بلير واختلاق رواية بي بي سي مؤشر ما لحدث ما، يتم التحضير له في قطاع غزة، لجهة تعيين “إدارة مدنية” خارج كل بعد وطني، والاستعداد لعملية تهجير كبرى..فلا توجد مصادفات سياسية في قضايا مصيرية.
ملاحظة: تراكم شاحنات المساعدات “غير الإنسانية” على معبر رفح انتظارا سماح حكومة الفاشيين دخلوها عمل مشارك في التجويع..لازم كسرها بطرق شرعية أو غير شرعية…وخلي حكومة البغي العام تقصفها..مش معقول هيك!
تنويه خاص: اغتيال قوات العدو الاحلالي للشباب في الضفة والقدس بشكل شبه يومي معقول ما بيحرك بقايا ما تبقى من بقايا حس وطني للي قاعدين ينسقوا مع القتلة..ويزعلوا أقله لمدة كم يوم..اعتبروها فترة حداد..وكسة توكسكم فوق ما انتم موكسين..!