أمد/
بكين: تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، الاثنين، بتعميق حملة مكافحة الفساد التي تشمل العديد من القطاعات الحيوية، في خطوة تهدد بتجميد تحركات صناع القرار وإعاقة التعافي الاقتصادي الهش في الصين، بحسب "بلومبرغ".
وخص الزعيم الصيني خلال اجتماع لوكالة مكافحة الفساد، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، قطاعات التمويل، والطاقة، والأدوية والبنية التحتية، وكذلك الشركات المملوكة للدولة، كأهداف للتدقيق الجديد.
ونقلت "بلومبرغ" عن تلفزيون الصين المركزي، أن "بكين ستزيل المخاطر الخفية في القطاعات التي تتركز فيها السلطة ورأس المال الكثيف والموارد الغنية".
وقال شي: "لا عودة إلى الوراء ولا استرخاء ولا رحمة في محاربة الفساد"، معلناً أن العقوبات المفروضة على أولئك الذين تثبت إدانتهم بتقديم الرشاوى "ستكون شديدة".
وأكد أن "أولئك الذين يحرضون على توزيع الأموال غير المناسبة، سيكونون مذنبين مثل أولئك الذين يتلقونها (…) وضع الفساد لا يزال معقداً وصعباً".
وتُنبه تعليقات شي، قطاعات واسعة من الاقتصاد إلى مزيد من الاضطرابات مستقبلاً، ما قد يقوض جهوده لتعزيز ثقة المستثمرين ووقف تباطؤ النمو.
وكثف شي، العام الماضي حملة الأمن القومي التي قوضت وعوده باتخاذ تدابير "تدفئ القلب" للمستثمرين الأجانب، إذ حققت السلطات مع الشركات الاستشارية، ووسعت نطاق قانون غامض لمكافحة التجسس، وقيدت الوصول إلى البيانات.
الأمن أولاً
في الإطار، قالت كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة Natixis SA، أليسيا جارسيا هيريرو، إن "مكافحة الفساد مهمة، لأن بعض الحالات تتعلق بالأمن، وقد يعتبرها شي بمثابة تهديد".
وأضافت أن هذه الإجراءات "تضر بالثقة والاقتصاد، لكن من غير المرجح أن تتوقف قريباً. هناك مقايضة حقيقية في نظر شي، والأمن ببساطة يأتي في المقام الأول؛ لأنه أمر ثنائي".
بدورها، قالت شيرلي يو من كلية هارفارد كينيدي، لتلفزيون "بلومبرغ" من مؤتمر في شنغهاي: "إن التفكير الاقتصادي المرتكز على الأمن يمثل خطراً بالفعل".
وأضافت أن "السياسة الاقتصادية مدفوعة إلى حد كبير بالخوف، بسبب العقلية النابعة من التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين والموجودة في كلا البلدين".
12 قضية فساد
ويأتي الاجتماع في وقت يتم فيه بث فيلم وثائقي من أربع حلقات على قناة CCTV في الصين، يعرض بالتفصيل 12 قضية فساد، إذ سلطت إحدى الحلقات الضوء على مسؤول حمّل أكثر من 150 مليار يوان (21 مليار دولار) إلى دفاتر ديون مدينته في مشروعات البنية التحتية، وهي واحدة من المجالات التي أشار إليها شي جين بينج في خطابه.
وجعل أقوى زعيم في الصين منذ ماو تسي تونج "مكافحة الفساد" سياسته المميزة منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من عقد من الزمن، إذ تم القبض على عدد قياسي من كبار المسؤولين المعروفين باسم "النمور" العام الماضي، فيما حققت الصين مع أكثر من 100 متخصص في القطاع المالي، بما في ذلك رئيس بنك الصين السابق ليو ليانج.
وقامت الصين أيضاً بعزل 15 عضواً من المستويات العليا في مجمعها العسكري والصناعي الدفاعي في الأشهر الأخيرة، في ظل تحقيقات بتهم الفساد التي تعصف بهذا القطاع.