أمد/
واشنطن: حضت الولايات المتحدة أوكرانيا على التوصل إلى خطة أكثر وضوحاً لمواجهة الغزو الروسي مع دخول الحرب عامها الثالث، بحسب وكالة "بلومبرغ" التي أشارت إلى أنه من المتوقع أن يثير مسؤولون أميركيون الأمر مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، الأسبوع المقبل.
وأضافت الوكالة في تقرير نشرته الأربعاء، أنه من المرجح أن يثير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الموضوع مع الرئيس الأوكراني على هامش المنتدى، كما سيواصل مسؤولو الولايات المتحدة طرح هذه النقطة خلال الأسابيع المقبلة، وفقاً لما نقلته عن أشخاص مطلعين، رفضوا الكشف عن هويتهم.
وتمثل جهود واشنطن هذه العلامة الأحدث على الخلاف بين أوكرانيا وأهم حلفائها، إذ أن أكثر من 110 مليارات دولار من المساعدات الأوروبية والأميركية لكييف مازالت محتجزة، كما أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا العام الماضي، بدعم كبير من الأسلحة والتدريب الأميركي والأوروبي، قد فشل في تحقيق تقدم كبير.
وقالت المصادر لـ"بلومبرغ"، إن المسؤولين في واشنطن يشعرون بالقلق أيضاً من أن الخلافات بين زيلينسكي وقائد جيشه فاليري زالوجني تؤدي إلى إبطاء الجهود الرامية إلى التوصل لاستراتيجية جديدة.
ورفض المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الرد على طلب الوكالة الحصول على تعليق.
وكان زيلينسكي قد حذر، الأربعاء، من أن تردد الحلفاء "سيؤدي إلى تشجيع روسيا وتعزيز قوتها"، قائلاً إن دفاعات كييف الجوية أصبحت ضعيفة مع تكثيف موسكو ضرباتها الصاروخية في الأسابيع الأخيرة.
وأضافت المصادر أن مسؤولي الدول الحليفة ما زالوا يأملون في إمكانية الإفراج عن المساعدات المخصصة لأوكرانيا بحلول الشهر المقبل، وذلك على الرغم من عدم وجود إشارات على التوصل إلى اتفاق في واشنطن حتى الآن.
ونقلت الوكالة عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله إن الجيش الأوكراني يعكف حالياً على تطوير خطط عام 2024، مضيفاً أنه يجري النظر في مجموعة كاملة من الخيارات، كما أن الولايات المتحدة تريد تحديد أفضل السبل لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها العام المقبل.
وفي ظل عدم وجود احتمال لتحقيق اختراق حاسم في الأشهر المقبلة، فإن حلفاء كييف يقولون إن وضع استراتيجية عسكرية واضحة لكيفية الدفاع عن الموقف الحالي ثم اختراق الخطوط الروسية هو أمر بالغ الأهمية.
توترات داخل كييف
وظهرت التوترات بين زيلينسكي وقائد جيشه في نوفمبر الماضي، عندما وصف زالوجني الحرب علناً بأنها وصلت إلى طريق مسدود، ما أثار غضب الرئيس الذي تعهد مراراً وتكراراً بطرد القوات الروسية من أراضيه، وعلى الرغم من تراجع قائد الجيش في وقت لاحق عن تصريحاته، إلا أن التوترات ظلت قائمة بينهما، رغم التأكيدات الرسمية على وحدة قيادة البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن زيلينسكي وزالوجني اختلفا أيضاً بشأن الحاجة إلى خفض سن التجنيد من أجل إعادة بناء صفوف الجيش بعدما باتت الخسائر فادحة.
وفي ديسمبر الماضي، انتقد الأخير بطء وتيرة التجنيد الإجباري بعد أن تأخر الرئيس الأوكراني في التوقيع على مشروع قانون يتم بموجبه خفض سن التجنيد.
وأضافت "بلومبرغ" أن جهود كييف لإحراز تقدم على الخطوط الأمامية تعرقلت جزئياً بسبب بطء تسليم الإمدادات الرئيسية، مثل الصواريخ طويلة المدى والطائرات المقاتلة، كما أن بعض الدول الحليفة لم تفِ بالالتزامات التي كانت قد تعهدت بها لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة وذخيرة المدفعية.
توقف المساعدات
وقالت المصادر لـ"بلومبرغ"، إن الولايات المتحدة والحلفاء في مجموعة السبع، يعملون مع أوكرانيا لوضع اللمسات الأخيرة على التزامات أمنية ثنائية طويلة المدى، والتي يأملون في التوصل إليها الشهر المقبل.
وكان قد تم تجميد طلب إدارة بايدن للحصول على مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا لهذا العام لعدة أشهر، وذلك بسبب معارضة الجمهوريين في الكونجرس، فضلاً عن الدعوات التي تطالب بمزيد من الوضوح بشأن خطط أوكرانيا لمواصلة القتال.
وقال السيناتور الجمهوري جوني إرنست، الأربعاء: "نحن بحاجة إلى معرفة ما هي خطتهم، وأنا متأكد من أن هذا هو ما تسعى إليه الإدارة أيضاً، فلا يمكنهم التحدث بوضوح عن رؤيتهم الخاصة بكيفية تحقيق النصر".
وكانت العلاقات الأميركية الأوكرانية قد شهدت خلافات بشأن الاستراتيجية العسكرية من قبل، إذ كان المسؤولين الأميركيين يفضلون أن تركز كييف هجومها المضاد، العام الماضي، على اختراق الخطوط الروسية في جنوب البلاد، فيما تعتقد كييف، وبعض الحلفاء الآخرين، أن النهج الذي اتبعته في العمل على إنهاك القوات والإمدادات الروسية كان هو النهج الصحيح، وذلك نظراً لأنها لم تكن تتوفر على غطاء جوي.