أمد/
غزة: في اليوم الـ100 للحرب الهمجية الإسرائيلية على شعبنا الصامد في قطاع غزة، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، دعت فيه مجدداً، إلى العمل الجاد على إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، لمواجهة الاستحقاقات الكبرى التي تواجه قضية شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، ومستقبله، في ظل تواصل العدوان البربري، الذي دخل مرحلة جديدة من التصعيد الدموي، في الوقت الذي ما زالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تعبث بالدم الفلسطيني في خدمة المصالح الإمبريالية، والتحالف الإسرائيلي – الأميركي، وعلى الأخص الدفع بخطوات تقويض حقوق شعبنا، وتهميش قضيته الوطنية، وتوفير الشروط والفرصة لاستئناف خطوات تعميم التطبيع العربي – الإسرائيلي، ودمج إسرائيل في هيكلية الإقليم، وتكريس معادلات جديدة، تجعل من دولة العدوان حليفاً للحالة العربية، في مواجهة الخطر المزعوم لجمهورية إيران الإسلامية، والدور المهم الذي تلعبه حركات التحرر العربية، وفي القلب منها الحركة الوطنية الفلسطينية.
وقالت الجبهة الديمقراطية: لقد قدم شعبنا صورة تاريخية مميزة في صموده الأسطوري، في وجه العدوان الوحشي لدولة الاحتلال، أكثر من 30 ألف شهيد، وأكثر من 10 آلاف ما زالوا تحت أنقاض الدمار الذي ارتكبه جيش الاحتلال، الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 60 ألف جريح ومصاب، يفتقدون إلى العلاج، في ظل نفاد الدواء، ودمار الأجهزة الطبية على يد العدوان، وخروج المستشفيات والمؤسسات الطبية عن الخدمة، والافتقار إلى الكهرباء والوقود، والماء والغذاء، وقد انتشرت في صفوف النازحين والمهجرين وهم حوالي 1.5 مليون نازح، الأوبئة والأمراض الجلدية والمعوية وغيرها …، ما يهدد حياة آلاف المواطنين، في ظل حالة عجز عربية وإسلامية، ما زالت قراراتها في «قمة الرياض»، للشهر الثالث على التوالي مجرد حبر على ورق.
وقالت الجبهة الديمقراطية: إن أخطر ما يواجهه شعبنا ومقاومته الباسلة من استحقاقات، هو افتقاره إلى المركز القيادي الموحد، وغياب الرؤية البرنامجية الفلسطينية الوطنية الجامعة، وبما يوفر لشعبنا ومقاومته وقضيته، الغطاء السياسي، والمرجعية الوطنية الموحدة، ويضع حداً لتشرذم المرجعيات، وغياب الاستراتيجية الوطنية السياسية الموحدة، بما يضع حداً لسيناريوهات العبث بالقضية الوطنية، وتقديم الحلول المزعومة، وكلها تقوم على تجاوز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، ولا تخرج من تحت عباءة الحلول والمشاريع الأميركية – الإسرائيلية.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن الحلقة المركزية في الهم الوطني، إلى جانب تعزيز صمود شعبنا وتعزيز مقاومته للغزو البربري الإسرائيلي، هو طي صفحة الانقسام، والالتقاء الوطني الجامع حول مائدة للحوار المسؤول، من أجل رسم وتنفيذ الخطوات الضرورية، لتبني استراتيجية وطنية كفاحية موحدة، تشكل الترجمة العملية للرؤية الوطنية الفلسطينية البرنامجية الجامعة، وتوحيد المؤسسات الوطنية في م. ت. ف. الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ومواصلة خوض التصدي للمشاريع التصفوية في الميدان، عبر تعزيز الصمود والمقاومة وفي المحافل الدولية، وقد شكلت شكوى دولة جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، نموذجاً لما يمكن أن تفعله الإرادة القوية في المحافل الدولية، من قدرة على فرض قضيتنا وحقوقنا على المجتمع الدولي.
وختمت الجبهة الديمقراطية بيانها مؤكدة، أن التأكيد على الصمود، ووحدة الأراضي المحتلة، بين الضفة (وفي القلب منها القدس) وقطاع غزة، ورفض التهجير، ورفض تكرار مأساة نكبة 1948، ستبقى مجرد شعارات إن لم تتحول إلى فعل ميداني، وفقاً لوحدة وطنية سياسية وكفاحية ومؤسساتية، تشكل م. ت. ف. إطارها الجامع .