أمد/ تل أبيب: أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الجيش يقاتل من أجل حقه في العيش بأمان.
وقال هاليفي: “أعلم أن كل دقيقة لها معنى حاسم، وإننا لسنا في حالة من عدم الاكتراث بذلك. يتعين علينا سعيا لتحقيق نتائج حقيقية، مواصلة العمل في أراضي العدو، وعدم السماح بمحاولات الابتزاز، لقد صادقنا مساء اليوم على خطط في قيادة المنطقة الجنوبية لمواصلة القتال وزيادة الضغط العسكري على حماس، الضغط الذي سيؤدي إلى تفكيك حماس وإعادة المختطفين. إن هذا الضغط وحده أتاح حتى الآن إعادة العديد من المختطفين”.
وأضاف: “إننا نحيي غدا مرور مئة يوم على بداية الحرب، مئة يوم لا يزال فيها المختطفون محتجزين في غزة من قبل مخربي حماس الوحشيين. إننا نعمل بكل الوسائل، وأغلبها سرية، من أجل إعادتهم وسنستمر في ذلك حتى إعادتهم جميعا. المهمة لم تكتمل بعد. أعلم أن كل دقيقة لها معنى حاسم، وإننا لسنا في حالة من عدم الاكتراث بذلك. الوقت يضغط لإعادة المختطفين ولا ننسى ولو لحظة واحدة هذه الغاية السامية ولا نتراجع عنها”.
وأشار إلى أنه “يتعين علينا، سعيا لتحقيق نتائج حقيقية، مواصلة العمل في أراضي العدو، وعدم السماح بمحاولات ابتزاز تستهدف وقف إطلاق النار. يتوجب علينا أن نواصل الضغط وهذا بالضبط ما نفعله، إن قيادة حماس تعلق آمالها على وقف القتال، وهي على قناعة بأن هذه اللحظة قريبة. غير أننا مصممون ومستمرون في العمل باسم هذه الأهداف العادلة. إن تحقيقها أمر معقد سوف يستغرق وقتا طويلا، لقد قلنا ذلك منذ اللحظة الأولى. إن تفكيك حماس يتطلب ويقتضي التحلي بالصبر”.
وأكد هاليفي أن 4 فرق قتالية تعمل في غزة اليوم، وأن القوات تتقدم في الميدان وفق الخطة المرسومة، فيما يتم تكييف أساليب العمل مع المهام وطبيعة الميدان والعدو.
وتابع: “لقد أنجزنا تفكيك الأطر العسكرية لحماس في شمال القطاع، وتتوجه القوات الآن للقيام بمهامها من أجل تكثيف الإنجازات والحفاظ عليها في هذه المنطقة، وحوّلنا جهودنا المكثفة إلى وسط وجنوب القطاع، حيث اكتشفنا مصانع لإنتاج الوسائل القتالية فوق الأرض وتحتها، بما في ذلك إنتاج القذائف الصاروخية التي تستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي عبارة عن صناعة عسكرية حقيقية. ويهمّ تدميرها لأجل منع التعاظم المستقبلي، حيث كان من المحال القيام بذلك من دون المناورة البرية. وتدمر القوات هذه البنى التحتية بشكل ممنهج بالتزامن مع مواصلة تصفية المخربين من الجو والبحر وعبر الاشتباكات الباسلة وجها لوجه في ميدان قتالي معقَّد”.
وأضاف: “وقررنا مع تقدم سير القتال، تسريح بعض أفراد الاحتياط الذين يستحقون بفضل حشد طاقاتهم المديح والثناء، كونهم فئة مثالية يُقتدى بها في المجتمع الإسرائيلي. إننا نحتاجهم خلال عام 2024، ولن نستدعيهم إلا بعد منحهم الوقت الكافي لاتخاذ الاستعدادات اللازمة، إلى جانب منحهم المكافآت وتكريمهم بالشكل اللائق مع عائلاتهم التي صانت وحافظت على ديارهم طوال فترة غيابهم”.
وأشار إلى “إننا ندير القتال في عدة ساحات بصورة متزامنة وبدرجات متفاوتة من الشدة، ونعمل في كل مكان. ولن يكون من يتمنى القتل في مأمن، سواء في غزة أو في يهودا والسامرة أو في ساحات أخرى في أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف: “من الأهمية أن نعيد إلى الأذهان في هذه الأيام حقيقة خوضنا حربا عادلة قلّ نظيرها، حربا بدأها عدوّ قاتل مرتكبا المجازر غير الإنسانية بالأبرياء، وإننا لا ننسى ولن ننسى أبدا ذلك بل نواصل توعية حتى أولئك الذين يحاولون إنكار هذه الحقيقة. إننا نحارب حفاظا على حقنا في العيش هنا بأمن. ويمارس جيش الدفاع قتاله بمهنية تمشيا مع قيمه وبمقتضى مبادئ القانون الدولي. إن جيش الدفاع الإسرائيلي، بكل مقاتليه وقادته، يركّز جل اهتمامه بأهداف الحرب. سنواصل القتال إلى حين تحقيقها”.
هذا وقال جي الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت إنه سيدرس السماح بعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين من شمال قطاع غزة عندما يرى أنه لا يوجد خطر عليهم من القتال مع حركة (حماس) الذي وصفه بأنه مستمر.
وردا على سؤال عن مصير مئات الآلاف من النازحين من شمال غزة، قال هاليفي للصحفيين “عندما نعلم أنه لا يوجد خطر على السكان، سنكون قادرين على النظر في إعادتهم”.
وقال هاليفي، إن حزب الله قد يحول لبنان كله إلى منطقة قتال وهذا سيكون له ثمن باهظ.
وأضاف هرتسي هاليفي في كلمة مساء السبت “نمارس عملنا بحرية في المجال الجوي اللبناني ونهاجم أي تهديد ونكبد حزب الله ثمنا باهظا”، وفق ما ذكرته صحيفة “معاريف” العبرية.
وصرح بأن “الواقع الأمني في الشمال بدأ يتشكل بالفعل هذه الأيام”، مردفا بالقول “نحن نبعد مسلحي الرضوان عن الحدود ونلحق الضرر بقدرات حزب الله التي بناها منذ سنوات”.
وتابع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قائلا “منطقة جنوب لبنان هي منطقة قتال وستبقى كذلك طالما أن حزب الله يعمل بها”.
وأوضح أن حزب الله اختار أن يكون بمثابة “درع حماس” ونحن نحملها ثمنا متزايدا لذلك، مضيفا في السياق “أقول لأولئك الذين ينتظرون نهاية الاحتكاك في الشمال لوقف القتال في قطاع غزة سندفعهم ثمنا متزايدا، هكذا كان الأمر، وهكذا سيمضي الأمر قدما”.
وأفاد هاليفي بأنهم مستعدون وملتزمون بتغيير الوضع الأمني بطريقة تسمح للسكان بالعودة بأمان تام إلى منازلهم في الشمال والجنوب.
وأشار في كلمته إلى أن إسرائيل تخوض حربا في عدة ساحات في الوقت نفسه وبكثافة متفاوتة وتعمل في كل مكان.
وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه لن تكون هناك حصانة لأولئك الذين يسعون لقتلهم لا في غزة، ولا في الضفة الغربية، ولا في الساحات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان توترا أمنيا وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ إطلاق حماس في السابع من أكتوبر الماضي عملية “طوفان الأقصى”، وإعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة.