أمد/
الجزائر: قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يوم الخميس، إن إسرائيل حولت قطاع غزة "من سجن جماعي إلى مقبرة جماعية"، وتعمل على تصفية القضية الفلسطينية كليا، بـ"إبادة أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في كلمته خلال اجتماع تحضيري عقدته لجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز، تمهيدا لقمتها في كمبالا عاصمة أوغندا، خلال الفترة بين 19 و23 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأضاف عطاف أن "جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ليست جديدة، ولا تزال صفة ملازمة له، منذ أكثر من سبعة عقود".
وأوضح أن المستجد هذه المرة يتمثل في "انتقال الاحتلال لأعلى درجات الوحشية والهمجية، وهو يسابق نفسه ويسابق الزمن في ارتكاب أبشع الجرائم وأفظعها، في حرب دخلت شهرها الرابع بحصيلةٍ مروعة لم يسبق لها مثيل".
وأضاف الوزير أن "العدوان المسلط على الشعب الفلسطيني منذ قرابة أربعة أشهر، حوّل قطاع غزة من سجن جماعي إلى مقبرة جماعية".
واعتبر أن "الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى إبادة أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني، وتهجير من تبقى منهم، وتصفية القضية الفلسطينية كلياً على أشلاء سكان أرضها وحماة مشروعها الوطني الشرعي والمشروع".
والأربعاء، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في مقابلة أجرتها القناة "13" العبرية (خاصة) إلى "احتلال قطاع غزة والبقاء فيه، وتشجيع هجرة سكانه"، رغم الانتقادات الدولية لمثل تلك التصريحات.
وحذر عطاف من وجود "خطر حقيقي بتصعيد وامتداد الصراع، وبإشعال حرب إقليمية تجتاح المنطقة برمتها في ظل التصعيد العسكري الذي طال اليمن الشقيق، وأمام إمكانية انفجار الأوضاع في بؤر مجاورة تشهد هي الأخرى توترات متزايد".
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
والجمعة، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "ردا على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأكد عطاف أن "الصواب اليوم يكمن في احتواء امتداد شرارة الحرب، ومعالجة لب الصراع المجحف وجوهر العدوان الهمجي الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية".
وعن دور بلاده، قال إن الجزائر تدعو إلى "إعادة إحياء وتفعيل دور المجموعة المصغرة لدول حركة عدم الانحياز، المُمَثَّلة في مجلس الأمن وتفويض هذه الكتلة لاتخاذ مبادرات فعلية بهدف حمل هذا المجلس على الاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "ترتيبات اليوم التالي للحرب على غزة، لن يكتب لها النجاح إلا بوقف شامل ومستدام لإطلاق النار، ومحاسبة المحتل الإسرائيلي على جرائمه".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس، "24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و 830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.